أبوظبي في 7 مايو / وام/ تصدر الشأن العربي وقضايا المنطقة اهتمامات صحف الإمارات الصادرة اليوم والتي تنوعت ما بين الجهود المبذولة لعودة سوريا إلى محيطها العربي وتطورات الأزمة في السودان.
وفي هذا الصدد سلطت صحيفة “ الخليج ” في افتتاحيتها الضوء على الاجتماع الاستثنائي الذي تعقده جامعة الدول العربية اليوم، على مستوى وزراء الخارجية، للتصويت على استعادة سوريا عضويتها في المنظومة العربية، وبحث تطورات الصراع الدائر في السودان والجهود الجارية لتطويقه، وإنقاذ هذا البلد العربي.
فتحت عنوان “ عودة سوريا وإنقاذ السودان ” كتبت الصحيفة : ” تعقد الجامعة العربية اجتماعاً استثنائياً اليوم الأحد، على مستوى وزراء الخارجية، للتصويت على استعادة سوريا عضويتها في المنظومة العربية، كما يبحث الاجتماع الطارئ تطورات الصراع الدائر في السودان والجهود الجارية لتطويقه، وإنقاذ هذا البلد العربي من أزمة شديدة الخطورة، ليس على السودان فحسب، بل والأمن العربي الشامل”.
وقالت ” عودة سوريا إلى الجامعة العربية لم تعد خياراً يمكن نقاشه، وإنما ضرورة تفرضها التحديات القائمة أمام العمل العربي المشترك، واعتماد آلية التصويت بين الأعضاء لعودتها، هي الآلية ذاتها التي تم بموجبها تجميد مقعدها قبل أكثر من عشر سنوات. كما أن هذا التصويت يأتي بعد تحركات وجهود متعددة المسارات بذلتها دول عربية عدة، وآخرها كان اللقاء الخماسي الذي انعقد في عمّان بمشاركة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وقبل ذلك زيارته إلى كل من الرياض والجزائر وتونس، فضلاً عن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود إلى دمشق وتسليمه الرئيس بشار الأسد دعوة إلى زيارة المملكة.
وأضافت الصحيفة “ كانت عودة الاتصالات والعلاقات بين سوريا ومعظم الدول العربية ثمرة لهذه الجهود أولاً، وثانياً لأن النظام العربي، المتفاعل مع محيطه والتطورات الجارية في العالم، بات بحاجة إلى لمّ الشمل، وطيّ صفحات الماضي بكل ما فيها من آلام وخلافات ومآسٍ، وترتيب أولوياته المستقبلية حتى يكون قادراً على تدارك ما فات ومواجهة التحديات وكسب معارك التنمية والازدهار والتقدم، التي يتوقف عليها رفاه الأجيال المقبلة. ولا يتحقق ذلك إلا بالمصالحة والعمل معاً على إنهاء الأزمات وتفعيل التضامن العربي المشترك، والمسارعة إلى إنهاء الأزمات الراهنة حتى يتفرغ العرب أجمعين إلى القضايا المصيرية”.
ولفتت إلى أن أزمة السودان المتفاعلة ستكون حاضرة بقوة في الاجتماع العربي الاستثنائي، ضمن المساعي المبذولة لإطفاء نيران هذه الفتنة. ويبدو أن هناك تصميماً عربياً على تطويق هذه الأزمة وإيجاد تسوية سياسية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حتى لا يتجاوز الصراع حدود الخرطوم ويتمدد إلى الأقاليم ومنها إلى دول الجوار.
وأشارت إلى أن التحدي الأكبر في الوقت الحالي، يتعلق بضرورة إنهاء سفك الدماء والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني ومكتسباته، فهذه الأزمة لا يمكن الاستهانة بتطوراتها، وإذا لم يتم إخمادها بسرعة، فقد تطول إلى سنوات، وتصبح همّاً عربياً مزمناً، لا ينسجم مع التطلعات المشتركة لإرساء السلام والاستقرار.
ونوهت إلى أن عشية الاجتماع العربي، بدأت في جدة مباحثات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في مسعى جدّي لإنهاء الصراع وإحياء العملية السياسية، التي تبقى الخيار الوحيد الباقي لتجنّب الأسوأ. ويحسب للمواقف العربية أنها موحدة حيال السودان في الدعوة إلى التهدئة ونبذ الحرب التي سيدفع ثمنها الشعب السوداني.
واختتمت “ الخليج ” افتتاحيتها بالقول : “ بعد اجتماعَيْ جدة والقاهرة، ربما ستتبلور معالم الخروج من هذه المحنة. فليس أمام العرب، في هذه المرحلة التاريخية، غير التكاتف والتضامن ولمّ الشمل، وكل الآمال معلّقة على أن تتحقق عودة سوريا إلى حاضنتها العربية، وأن يعمّ السلام السودان، فكفى منطقتنا العربية حروباً وأزمات وفِتَناً. لقد عانت بما يكفي وآن أوان تسلُّم زمام أمرها وتقرير مصيرها ومستقبلها، بما ينسجم مع استحقاقات الراهن ويرضي تطلعات الأجيال المقبلة”.
أحمد البوتلي