حذر زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 ، إسرائيل من تنفيذ عدوان جديد في غزة ، مشددا على جاهزية قواته عسكريا للتصعيد الفوري ضد تل أبيب إذا عادت للتصعيد على القطاع.
يأتي ذلك في ظل تحذيرات إسرائيلية من استئناف حرب الإبادة الجماعية على غزة، بعدما احتجت حركة حماس على مماطلة تل أبيب بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وربطها “الالتزام ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال”.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة، إن “العدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وإن اتجه إلى التصعيد فسيقابله صمودٌ وثبات من الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “ليس من مصلحة المجرم نتنياهو أن يتجه إلى عدوان جديد ويتصور أن الأمور ستكون مريحة له”.
وتابع الحوثي “أيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على غزة”.
ومضى قائلا “إذا عاد كيان العدو للتصعيد، سيعودون إلى حالة وظروف وأجواء الحرب ومخاطرها في الوضع الأمني والعسكري وفي الوضع الاقتصادي نفسه مهما كان الدعم الأميركي”.
وشدد أنه على الجانب الإسرائيلي أن “يدرك أنه مهما كانت رهاناته على الأميركي فلن يصل إلى تحقيق أهدافه إن اتجه إلى التصعيد”.
وتطرق الحوثي كذلك إلى المخطط الذي كشف عن الرئيس الأميركي مؤخرا دونالد ترامب والرامي إلى الاستيلاء على غزة، بعد تهجير سكانه منه إلى دول أخرى، بينها مصر والأردن.
وقال إن “الأميركي يحمل الطمع تجاه بقية البلدان، ويسعى إلى الاستحواذ بالدرجة الأولى، وأن يحظى دائما بنصيب الأسد من كل ثروات البلدان ومصالحها”.
ولفت في هذا الصدد إلى أن الأميركيين “يعتبرون هذه الأمة أكلة ووجبة، ويعتبرون من يملك الثروات الهائلة منها بقرة حلوبا”.
وحذر من أن “التودد للأميركي والاسترضاء له، لا يُقرب من الأميركي لينظر له نظرة إيجابية ومحترمة”، فهو “ينظر لمن يتودد له نظرة محتقرة”.
ولفت الحوثي إلى أن “المشروع الأميركي الإسرائيلي هو مشروع تدميري عدواني يستهدف أمتنا استهدافا خطيرا بهدف احتلال رقعة جغرافية كبيرة من بلدانها”.
وأضاف أن “المشروع الأميركي الإسرائيلي يسعى إلى مصادرة المقدسات، ليس فقط المسجد الأقصى، بل ومكة والمدينة هي جزء من المشروع الصهيوني”.
وأشار إلى أن “الكثير من أبناء أمتنا ينظرون إلى الأميركي على أنه مختلف عن الإسرائيلي، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة في التوجه العدواني والمطامع”.
وشدد على أن “الموقف الأميركي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة عدواني بشع مفضوح، ويعتبر فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة”.
وقال “الأميركي تكلم عن تهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن ثم يريد أن يحتله، ومن ثم طرح ترامب أنه يريد أن يشتري قطاع غزة وكأنه عقار للمساومة”.
وشدد على أن “النظرة الأميركية تلك تمثل استهتارا بكل شيء سواء القوانين أو الأنظمة أو المبادئ أو القيم أو الأخلاق”.
وأشار إلى أن “هناك إجماع من جهة الفلسطينيين والأنظمة العربية وحتى عالميا على استهجان ورفض الموقف الأميركي من تهجير الشعب الفلسطيني من غزة”.
وذكر أن “المهم الآن هو الثبات على هذا الموقف”.
وحذر من أن الأسلوب الأميركي والإسرائيلي هو “أسلوب مخادع”؛ حيث يعتمد على “طرح سقف أعلى، ثم الدخول لمقايضات ومساومات على حساب القضية الفلسطينية”.
ولفت إلى أن “البعض يتصور أن أميركا إذا أرادت شيئا فإنما تقول له كن فيكون”.
وتساءل مستنكرا “هل سيشتري ترامب غزة من أهلها الذين وقفوا وقفة ثابتة وتمسكوا بحقهم على مدى 15 شهرا من إبادة جماعية وعدوان لا نظير له في كل الدنيا؟”.
وأضاف مخاطبا الرئيس الأميركي “هل تتصور أيها الغبي الأحمق أن أهالي غزة الشرفاء بعد كل صمودهم الذي لا مثيل له والتضحية الكبيرة سيبيعونك وطنهم؟!”.
وقال إن “الظروف مواتية لتوحد موقف العرب والمسلمين بعد أن وصل الأميركي إلى هذا المستوى من الانكشاف والفضيحة وطلب المستحيل”.
وانتقل الحوثي إلى الوضع في لبنان والمماطلة الإسرائيلية في الانسحاب من البلدات التي احتلتها في الجنوب اللبناني خلال حربها الأخيرة.
وذكر “نرفض باستمرار ما يجري في لبنان ونؤكد على ثبات موقفنا مع إخوتنا في المقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني”.
وأضاف أن “الهدف الإسرائيلي من تمديد الاتفاق ومعه الأميركي كان واضحا هو مواصلة العدوان في تدمير ما بقي في القرى اللبنانية من مساكن ومنازل وتجريف الأراضي الزراعية”.
وعلى غرار موقفه من غزة، قال إن قواته ستواصل مساندة لبنان حال نفذت إسرائيل تصعيدا جديدا بحقه.
وذكر “نحن إلى جانب إخوتنا في حزب الله ومع الشعب اللبناني وحاضرون في أي مرحلة تصعيد أو عدوان شامل على لبنان”.