وافق قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو، من حيث المبدأ، على هدنة لسبعة أيام، تبدأ غداً، وقالت وزارة خارجية جنوب السودان إن الطرفين اتفقا على تعيين ممثلين للمحادثات خلال مفاوضات الوساطة، التي أكد خلالها رئيس جنوب السودان، سلفا كير، أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول، وتعيين ممثلين في محادثات سلام.
وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن المعارك الدائرة في السودان، منذ منتصف أبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت أكثر من 330 ألف نازح و100 ألف لاجئ، كما حذرت المنظمة الأممية من أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمن سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي مازالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.
وخلال مؤتمر صحافي في جنيف، دعا المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، ينس لاركيه، المجتمع الدولي إلى مد يد المساعدة لوكالات الإغاثة الإنسانية.
وقال المتحدث إنه «من دون ذلك، لا يمكنهم العمل، الأمر بهذه البساطة»، مشيراً إلى أن الوكالات الإنسانية كانت تعاني أساساً نقصاً في الأموال اللازمة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان، حتى قبل اندلاع المعارك.
وتواصلت المعارك العنيفة في السودان، أمس، وتردد صدى الانفجارات وإطلاق النار في الخرطوم، رغم الهدنة، وتدفق السودانيون الفارون من القتال إلى مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، والحدود الشمالية للسودان مع مصر.
ووصل العديد من السودانيين والأجانب المنهكين إلى بورتسودان، الميناء البحري الرئيس في البلاد، وانضموا إلى الآلاف الذين انتظروا أياماً ليتم إجلاؤهم، أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثير منهم لعدم توافر الإمكانات المالية، فيواجهون نقصاً في الغذاء والمياه والكهرباء، فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
وتشير تقديرات وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 500 شخص، وإصابة آلاف آخرين جراء القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى. وتعتقد المنظمة الدولية أن عدد القتلى الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود في السودان أن فرق الطوارئ التابعة لها بدأت إطلاق أنشطة استجابة طارئة، وإدارة الأنشطة القائمة أساساً في مواقع عدة، وأرسلت 10 أطنان من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفى جبرة لمعالجة المصابين في الخرطوم، وذلك بتعاون وثيق مع وزارة الصحة السودانية.
ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع إلى ضمان احترام المرافق الصحية وحمايتها، واصفة الوضع في البلاد بالـ«حرج».