أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، 24 نوفمبر 2025، بأن المؤسسة العسكرية أجرت تقييمًا جديدًا للوضع عقب اغتيال هيثم علي طبطبائي، القائد الأبرز في حزب الله اللبناني، وسط قناعة بأن الحزب قد يتجه لواحد من عدة خيارات للرد. هذا الحدث يثير مخاوف متزايدة بشأن تصعيد محتمل في المنطقة، ويضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى. التحليل الإسرائيلي يركز حاليًا على تقييم رد فعل حزب الله المحتمل، وهو ما سنستعرضه في هذا المقال.
تقييم إسرائيلي للرد المحتمل من حزب الله
بعد اغتيال القائد البارز في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، يدرس الجيش الإسرائيلي بعناية السيناريوهات المختلفة التي قد يلجأ إليها الحزب. التقييم الأولي يشير إلى أن رد الفعل ليس وشيكًا بالضرورة، لكنه حتمي في نهاية المطاف، مع وجود عدة مسارات محتملة. الهدف من هذا التقييم هو الاستعداد لأي تطور، وتقليل الأضرار المحتملة.
خيارات الرد المباشر: صواريخ وتسلسل
تشير التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن من بين أبرز الخيارات المطروحة على حزب الله هو إطلاق وابل من الصواريخ نحو العمق الإسرائيلي. هذا السيناريو هو الأكثر تقليدية، ويهدف إلى إظهار القوة والردع. بالتوازي مع ذلك، هناك مخاوف من محاولة تنفيذ عملية تسلل عبر الحدود إلى داخل إسرائيل، أو استهداف مواقع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. هذه العمليات، إذا نجحت، يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا وتصعيدًا.
دور الحوثيين المحتمل في المعادلة
لا يقتصر التقييم الإسرائيلي على رد فعل حزب الله المباشر فحسب، بل يمتد ليشمل إمكانية تدخل أطراف أخرى. في ضوء العلاقة الوثيقة التي كانت تربط طبطبائي بالحوثيين في اليمن، ترى إسرائيل أن هناك احتمالية لتحريك الحوثيين لعمل عسكري ضدها ردًا على الاغتيال. هذا الاحتمال يرفع منسوب التوتر الإقليمي، ويوسع دائرة الصراع المحتمل. الوضع الإقليمي يتسم بالفعل بالهشاشة، وأي تدخل إضافي يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة.
جولة إضعاف مستمرة ورفع مستوى التأهب
بالتزامن مع تقييم المخاطر، يواصل الجيش الإسرائيلي ما يصفه بـ”جولة إضعاف” لحزب الله. تتركز هذه الجولة على استهداف القدرات العسكرية للحزب داخل لبنان، بهدف منع إعادة تأهيلها وتعطيل قدرتها على الرد. هذه الاستهدافات تأتي في إطار سياسة احترازية تهدف إلى تقليل الضرر في حال وقوع تصعيد.
تعزيز الدفاعات الجوية في الشمال
استجابةً للتهديدات المحتملة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رفع مستوى التأهب في منظومة الدفاعات الجوية في الشمال. يهدف هذا الإجراء إلى ضمان القدرة على اعتراض أي صواريخ أو طائرات مسيرة قد يتم إطلاقها من لبنان. كما يشمل ذلك نشر إضافي للوحدات العسكرية في المنطقة، وزيادة المراقبة والاستطلاع. هذه الإجراءات تعكس جدية إسرائيل في التعامل مع التهديد المحتمل، وحرصها على حماية أمنها.
سيناريو الامتناع عن الرد: احتمال لا يزال مطروحًا
على الرغم من التوقعات بتصعيد، لا تستبعد التقديرات الإسرائيلية إمكانية امتناع حزب الله عن الرد كليًا. هذا السيناريو قد يكون مدفوعًا بتقييم داخلي للحزب بأنه غير قادر على تحمل تبعات مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل في الوقت الحالي. كما قد يكون مرتبطًا بمساعي وساطة إقليمية تهدف إلى احتواء الأزمة. التحليل الاستراتيجي يشير إلى أن هذا الخيار يعتمد على حسابات دقيقة من قبل قيادة الحزب.
التداعيات المحتملة وتأثيرها على الاستقرار
اغتيال هيثم علي طبطبائي يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع الإسرائيلي-اللبناني. رد فعل حزب الله، بغض النظر عن شكله، سيكون له تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي. قد يؤدي إلى تصعيد عسكري واسع النطاق، أو إلى فترة من التوتر المتزايد والاشتباكات المتقطعة. من الضروري أن تعمل جميع الأطراف المعنية على تهدئة الأوضاع، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. التصعيد الإقليمي هو السيناريو الذي تسعى إسرائيل جاهدة لتجنبه، لكنها في الوقت نفسه تستعد له.
الخلاصة
في الختام، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديًا كبيرًا في تقييم رد فعل حزب الله على اغتيال هيثم علي طبطبائي. الخيارات المطروحة متعددة، وتتراوح بين إطلاق الصواريخ وعمليات التسلل المحتملة، إلى تدخل الحوثيين أو حتى الامتناع عن الرد. في ظل هذه الظروف، من الضروري أن تظل إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وأن تواصل جهودها الدبلوماسية لمنع تصعيد الأزمة. متابعة التطورات على الأرض، وتحليل الإشارات الواردة من حزب الله، سيساعد في اتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على أمن إسرائيل واستقرار المنطقة. نتوقع تحديثًا مستمرًا لهذه المعلومات مع تطور الأحداث.
