دبي في 2 مايو/ وام / وقعت مؤسسة الإمارات للآداب وموانئ دبي العالمية اتفاقية منحة مبادرة لتعزيز وترسيخ حب القراءة للمتعة لدى الأطفال وذلك لمدة خمس سنوات تعمل فيها المؤسسة مع 6 مدارس – “ دبي البرشاء و دبي ند الشبا وروضة الربيع وجميرا النموذجية ودبي انترناشيونال وأكاديمي البرشاء ” – .. على تعزيز القراءة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و11 سنة في إطار الجهود الرامية إلى تحويل المدارس المختارة إلى مراكز متميزة في القراءة.
وصرحت أحلام بلوكي الرئيسة التنفيذية للمؤسسة أن أحد أهم الأهداف الرئيسة لجهود مؤسسة الإمارات للآداب هو مساعدة الناس ولا سيما الشباب على إدراك روعة الكتب والقراءة وذلك من خلال طرح مجموعة متنوعة من المبادرات ومن أبرزها مهرجان طيران الإمارات للآداب الفعالية السنوية الأكبر.
وأوضحت أن الدراسات والأبحاث التي أصدرتها عدة مؤسسات عالمية على مدى السنوات الماضية أثبتت أن الأطفال الذين يقرأون بانتظام وبهدف المتعة يتفوقون على أقرانهم في كافة مجالات التعليم وليس فقط المواد العلمية واللغوية كما تساهم عادة القراءة في تحسين صحة الجسدية والنفسية. إن عادة القراءة للمتعة دون التعرض لضغط الخضوع لاختبارات هي مهارة هامة لا تقدر بثمن تفتح أبواب الحياة أمام الأطفال الذين يتبنوها كعادة بمساعدة الآباء والمعلمين.
وأضافت أن الخطة تشمل تعاون ثلاث جامعات مختارة مع المؤسسة لتوفير أبحاث دقيقة حول مختلف الأنشطة ومدى تأثيرها على الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين وسيتم نشر النتائج على مستوى الدولي لإضافتها إلى مجموعة الأبحاث العالمية حول فوائد القراءة من أجل المتعة للأطفال.
ويشكل مشروع “القراءة للمتعة” نموذج عمل متكاملا ومترابطا محور جهود المجلس العالمي للمؤسسة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة مع التركيز على الهدف رقم 4 التعليم الجيد الهدف رقم 10 الحد من أوجه عدم المساواة والهدف رقم 17 عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
كما تعمل شركة “موانئ دبي العالمية” في إطار نموذج يهدف إلى تحقيق هدفي التنمية المستدامة التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين مما يتماشى مع أهداف مؤسسة الإمارات للآداب ويساهم في إنجاح الشراكة بين المؤسستين.
ويستهدف المشروع كافة القائمين على العملية التعليمية من الأطفال والآباء ووصولا إلى المعلمين ويدعم المشروع كل فئة من خلال العديد من الأنشطة التي تساهم في تحقيق الهدف الأساس.
وتستمر المرحلة الأولى من المشروع على مدى خمس سنوات إذ يتم دعوة المعلمين من المدارس الست المشاركة إلى جلسات من التطوير المهني.
كما سينظم المشروع اجتماعات آخرى مع أولياء الأمور لفهم وجهات نظرهم وتعزيز إدراكهم لأهمية عادة القراءة للمتعة واقتراح طرق لمساعدة أطفالهم على تبني العادة خارج الدوام المدرسي.
فيما سيستفيد الطلبة من زيارات الكتّاب إلى المدارس ونوادي الكتاب الشهرية والرحلات الميدانية الأدبية إضافة إلى تحويل المكتبات في المدارس من مساحات تعليمية بحتة إلى مساحات إبداعية تعزز التفاعل والإبداع وتشجع القرّاء الصغار وتلهم عقولهم.
وتركز المرحلتان الثانية والثالثة من المشروع على الاستفادة من الدروس المستفادة من المبادرة والعمل إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي.
يذكر أن شركة “موانئ دبي العالمية” ستساهم بدعم المشروع بتوفير موارد عينية موظفين متطوعين بساعات عمل طويلة لدعم المشروع بطرق مختلفة.
وأقيمت مراسم التوقيع في مكتبة محمد بن راشد في دبي ووقع الاتفاقية نبيل قائد نائب الرئيس لإدارة الموظفين والشؤون الإدارية وإيزابيل أبو الهول المؤسِسة والمستشارة وعضو بمجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب.
حضر مراسم التوقيع معالي زكي أنور نسيبة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة ومعالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم وسعادة عائشة عبدالله ميران مساعدة الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي والدكتور هنادا طه تامير أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد وإيزابيل أبو الهول، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة فكر وعضو المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة.
كما حضر مراسم التوقيع عدة أعضاء من المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة ومدراء المدارس الست المشاركة.
وقالت مها القطان الرئيسة التنفيذية لإدارة شؤون الموظفين والاستدامة في شركة موانئ دبي العالمية إن استراتيجية موانئ دبي العالمية للاستدامة “عالمنا مستقبلنا” تهدف إلى توجيه نهج الأعمال سعيا لإحداث تأثير ملموس وبناء إرث دائم لمجتمعنا والمجتمعات والمجالات التي نعمل بها وترتكز الاستراتيجية على ثلاث أسس وهم المرأة والتعليم والمياه وإنه لمن دواعي الفخر أن نضم جهودنا مع جهود مؤسسة الإمارات للآداب لدعم وتطوير الآباء والمعلمين من حول الدولة بما يساهم في تمكين المزيد الأطفال والناشئة وتعزيز عادة القراءة العادة التي لا تُقدر بثمن في حيواتهم”.
من جهتها قالت إيزابيل أبو الهول إن ترسيخ حب القراءة للمتعة بين صغار وشباب الإمارات والمنطقة ككل هي مهمة مؤسسة الإمارات للآداب الأولى إذ تتمحور كافة مشاريع ومبادرات المؤسسة حول تعزيز مكانة الكلمة المكتوبة والمنطوقة في المجتمع ويتيح مشروع “القراءة للمتعة” فرصة تطوير ونشر أفضل الممارسات المتبعة في العملية التعليمية بالتعاون الاستراتيجي مع كافة الشركاء الملتزمين بشكل متساو وهو ما يشكل خطوة هامة في الرحلة نحو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ /COP28/ وضمان ترسيخ محبة الكتب والأدب في أجيال المستقبل وتحفيز اهتمامهم بكوكبنا الرائع مأوانا الوحيد”.
وأشادت سعادة عائشة عبدالله ميران مساعد الأمين العام لقطاع الإدارة الاستراتيجية والحوكمة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي بالمبادرة الثقافية النوعية التي تم إطلاقها بالتعاون بين مؤسسة الإمارات للآداب وموانئ دبي العالمية والتي تشكل نموذجاً للشراكات الاستراتيجية ذات الأثر المجتمعي الإيجابي الواسع ..لافته إلى أن القراءة أساس للتميّز التعليمي والإبداع العلمي وهي ركيزة لتحقيق الطموحات المستقبلية وتأتي مبادرة “القراءة للمتعة” لدعم الجهود لتمكين وتحفيز أجيال المستقبل وذلك لما لحب القراءة من قيمة إنسانية ثقافية تسهم بالانفتاح على عوالم جديدة وأفكار إبداعية ملهمة ومفاهيم مبتكرة وترسيخ الشغف بالتعلم المستمر.
ووقعت مؤسسة الإمارات للآداب عدة مذكرات تفاهم مع الجامعات الرائدة في مجال التعليم مثل جامعة برمنغهام في دبي وجامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد وذلك في إطار قياس تأثير المبادرة ومن أحد أهداف المبادرة هو تقييم أثر القراءة المشتركة وقامت المؤسسة بفحص آلاف مواد القراءة لاختيار مجموعة من الكتب باللغة الإنجليزية والعربية تتناسب ثقافيا مع المنطقة وستعمل المكتبات المدرسية التي من المخطط إنشائها في المدارس المختارة على تلبية كافة الاهتمامات إذ تشمل أعمال غير روائية وروائية تشجع الأطفال للاستلهام والعثور على ما يعكس شخصياتهم وأفكارهم بين صفحات الكتب.
من جانبها رحبت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الدولة رئيسة جامعة زايد بالمبادرة قائلة ” ندرك في جامعة زايد أهمية القراءة وبث روح المطالعة بين فئة الشباب في الإمارات ونستحدث بصورة مستمرة البرامج والمبادرات الأكاديمية والأنشطة اللاصفية التي تحث طلابنا وطالباتنا على اكتساب المهارات الثقافية والمعرفية التي بدورها تمكنهم من تطوير شخصيتهم كمفكرين وقادة للمستقبل”.
ونوهت بأن الجامعة ومن خلال مركز “زاي” الذي يعد الأول من نوعه في الإمارات لعمله على البحوث الأكاديمية التي تركز على منهجيات تعليم اللغة العربية وكذلك تنمية مهارات تعلمها أطلقت مؤخرا منصة لتشخيص صعوبات القراءة باللغة العربية تدعى “سرد” والتي ستضمن تحديد الطلبة الذين يواجهون صعوبات في تعلم اللغة العربية في وقت مبكر مما يمكنهم من تلقي الدعم الإضافي الذي يحتاجون إليه وتطلع إلى العمل مع مؤسسة الإمارات للآداب وموانئ دبي العالمية لدعم المبادرة.
وقال ديفيد سادلر رئيس جامعة برمنغهام في دبي إنه لمن دواعي الشرف أن نكون جزءا من هذا المشروع البحثي الأول من نوعه في الإمارات تتمثل رسالتنا في توفير تعليم شامل ومتساوٍ في الجودة يساهم في تمكين أفراد المجتمع وتتماشى مبادرة “القراءة للمتعة” مع استراتيجية الإمارات نحو إحداث تغيير ملموس في حياة الأجيال القادمة وزيادة جودة معايشهم إذ تعد القراءة بوابة للتواصل الثقافي والإنساني ..معربا عن سروره بأن يكون من أعضاء الفريق القائم على تقييم مدى تأثير المبادرة على مدى السنوات الخمس المقبلة وذلك لضمان مكانة القراءة كأساس راسخ لآثار التعليم الملهمة”.