تواصلت المعارك في السودان، أمس، بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية، وفيما طالبت الأمم المتحدة بضمانات أمنية «على أعلى مستوى» لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش أنه «من الضروري للغاية» ألا تنتشر الأزمة خارج حدود السودان، وتهدد عمليات التحول الديمقراطي ومسار السلام في دول الجوار.
وتفصيلاً، أكد مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عبر حسابه على موقع «تويتر» أنّه وصل إلى السودان «لتأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني». وأتت زيارة غريفيث غداة إعلان وزارة خارجية جنوب السودان في بيان عن أن طرفي النزاع، وافقا «من حيث المبدأ»، خلال اتصال مع الرئيس سلفا كير، على هدنة لمدة سبعة أيام، تبدأ اليوم الخميس. ولم يعلن الطرفان رسمياً موافقتهما بعد.
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 أبريل بين الجيش، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو، المعروف بلقب «حميدتي».
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً في دارفور في الغرب، عن سقوط أكثر من 500 قتيل، و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
وأفاد سكان من العاصمة بسماعهم «أصوات اشتباكات ودوي انفجارات باتجاه مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان (غرب الخرطوم)»، فيما أكد آخرون بسماع «أصوات مضادات الطائرات الأرضية قرب المطار».
ودخل القتال حالياً أسبوعه الثالث. ودفع العنف المتصاعد الأجانب إلى مغادرة البلاد، كما يواصل السودانيون بالآلاف النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.
وحذرت الأمم المتحدة من أنّ النزاع يحوّل المأساة الإنسانية إلى «كارثة حقيقية».
وطالبت الأمم المتحدة بضمانات أمنية «على أعلى مستوى» لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.
وقال مارتن غريفيث متحدثاً من بورتسودان في مؤتمر عبر الفيديو مع صحافيين في جنيف، «هذه الالتزامات شرط أساسي للعمل الإنساني على نطاق واسع».
وقال «نحتاج إلى التزام على أعلى المستويات، وبشكل علني جداً، وسيتعين علينا تحقيق هذه الالتزامات عبر اتفاقات محلية»، قبل أن يشير إلى أن ست شاحنات تنقل مساعدات غذائية لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة تعرضت للنهب «في طريقها» إلى دارفور في غرب السودان.
وأضاف أن «نهب المخزونات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد ظاهرة مؤسفة جداً».
كما طالب غريفيث بإزالة «العوائق البيروقراطية التي تحول دون إيصال المساعدات للسودان».
وقال «ليس من السهل الحصول على تأشيرات أو تصاريح انتقال. لقد واجهت بنفسي بعض الصعوبات في الحصول على التأشيرات، لكن أشخاصاً آخرين، وخصوصاً المنظمات غير الحكومية الدولية، قالوا لي إنهم يحتاجون حقاً إلى المساعدة في هذا المجال».
ودعا غريفيث المجتمع الدولي إلى التحرّك لتمويل نداء بقيمة 1.7 مليار دولار للسودان، أطلق قبل التصعيد الحالي، وجمع نحو 200 مليون دولار.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، أنه «من الضروري للغاية» ألا تنتشر الأزمة في السودان خارج حدوده وتهدد عمليات التحول الديمقراطي ومسار السلام في دول الجوار.
وقال غوتيريش للصحافيين في نيروبي «الوضع الحالي غير مقبول على الإطلاق. يجب التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». وأعرب عن «قلقه الشديد» بشأن امتداد النزاع إلى دول الجوار التي تمر بمشكلات سياسية ومراحل انتقالية، ولاسيما تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.