حثت الأمم المتحدة أمس، الدول التي لها نفوذ في إفريقيا على المساعدة في إنهاء الصراع في السودان، بعد أنباء عن إحراز تقدم في محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية لإعلان هدنة، في وقت هزت الاشتباكات منطقة الحلفايا، أحد مداخل العاصمة، فجر أمس، إذ سمع السكان طائرات حربية تحلق فوق الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين وإن بدا القتال أهدأ مما كان عليه الأربعاء.
وتفصيلاً، شجب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس «العنف غير المبرر» في السودان، ودعا الدول إلى ممارسة الضغط «بكل الوسائل الممكنة» لحل الأزمة.
وقال تورك في افتتاح جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف حول الوضع في السودان، إن القتال الذي اندلع في 15 أبريل الماضي أوقع هذا البلد في «كارثة». وتابع «أغتنم هذه الفرصة لأحث كل الدول ذات النفوذ في المنطقة على الدفع لحل هذه الأزمة، بكل الوسائل الممكنة».
ودان تورك بشدة «هذا العنف غير المبرر، الذي انتهك فيه الطرفان القانون الإنساني الدولي، ولا سيما مبادئ التمييز والتناسب والحيطة».
وقال إن الجيش السوداني «شن هجمات على مناطق مدنية مكتظة، بما في ذلك غارات جوية»، و«الأسبوع الماضي أصابت غارة جوية على ما يبدو محيط مستشفى في منطقة شرق النيل في الخرطوم، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين».
وأضاف أن «قوات الدعم السريع استولت على ما يبدو من جهتها على مبانٍ عديدة في الخرطوم لاستخدامها كقواعد للعمليات، وطردت السكان وشنت هجمات انطلاقاً من مناطق سكنية مكتظة».
وأفاد بأن مكتبه تلقى تقارير عدة تتحدث عن عنف ارتكبه رجال يرتدون الزي العسكري، فضلاً عن «مزاعم بعمليات إعدام غير قانونية واختفاءات قسرية».
وفي نهاية الاجتماع، ستصوت 47 دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان على مشروع قرار يدعو إلى «الوقف الفوري للعنف من قبل جميع الأطراف، من دون شروط مسبقة».
وعقد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب مشترك من المملكة المتحدة والنرويج والولايات المتحدة وألمانيا، وحظي بتأييد عشرات الدول.
وأسفرت المعارك بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، عن سقوط أكثر من 750 قتيلاً و5000 جريح، بحسب منظمات غير حكومية والسلطات.
ونُقل عن عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا أمس، قوله إن المحادثات يجب أن تهدف إلى إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم ودمج مقاتليها في الجيش النظامي ومحاكمة قادتها.
وقال في تصريح صحافي إن «أي حوار بخلاف هذه النقاط هو تأجيل للحرب إلى وقت آخر»، مضيفاً أن الجيش هزم قوات الدعم السريع في موقع رئيس بالخرطوم.
واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بنهب ممتلكات عامة والاستيلاء على عدد كبير من المستشفيات وتحويلها إلى مقرات عسكرية.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع الأربعاء إنها سيطرت على 95% من مدن العاصمة، واتهمت الجيش بمواصلة «ارتكاب العديد من الفظائع بحق المدنيين».
وتمثل المحادثات في مدينة جدة السعودية أكثر الجهود جدية حتى الآن لوقف القتال. وتركز المحادثات على إعلان وقف لإطلاق النار والحصول على ضمانات لتأمين وصول المساعدات الإنسانية. وقال مصدر من الوساطة لـ«رويترز» إن المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة أحرزت تقدماً، وإنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار قريباً.
وحذر الجيش أمس، من أنه سيستهدف من وصفهم بأنهم مقاتلون من قوات الدعم السريع بملابس مدنية يستخدمون الدراجات النارية، وطالب المدنيين في العاصمة بعدم استخدام تلك المركبات. وحذّرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ المعارك الدائرة في السودان تحصد أرواح أطفال «بأعداد كبيرة مرعبة»، مشيرة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.