أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق قذائف صاروخية، أمس، من قطاع غزة نحو جنوب إسرائيل، وسقطت جميعها في منطقة مفتوحة، فيما أكدت الغرفة المشتركة التي تمثل الفصائل الفلسطينية في غزة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، بعد وفاة خضر عدنان المعتقل لدى إسرائيل بعد 86 يوماً من إضرابه عن الطعام، وتسببت وفاته في تنديد واسع وأدت إلى اندلاع مواجهات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، قال شهود عيان إنهم شاهدوا «رشقة من الصواريخ تم إطلاقها من القطاع باتجاه إسرائيل»، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن «صفارات الإنذار دوّت في منطقة كيبوتس سعد» القريبة من حدود غزة.
واعتقل عدنان الذي كان يبلغ من العمر 45 عاماً في أوائل فبراير الماضي، وقد خاض إضرابه عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله، وأُعلن عن وفاته في سجن الرملة. ونعت «حركة الجهاد» خضر عدنان، ووصفت وفاته بـ«الجريمة»، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الوفاة، وهددت الحركة بأن الفصائل الفلسطينية لن تسكت عن هذه الواقعة.
وفي رام الله، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وفاة عدنان، بأنها «جريمة اغتيال متعمدة من قبل إسرائيل»، وأضاف أنّ سببها رفض إسرائيل طلب الإفراج عنه وإهماله طبياً وإبقاؤه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي.
بدوره، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن وفاة عدنان.
وقرّر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إغلاق الزنازين ومنع تنقل الأسرى الفلسطينيين لمنع التصعيد، وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنه تم العثور على عدنان فاقداً الوعي داخل زنزانته في وقت مبكر من الصباح، ثم تم نقله إلى المستشفى وإجراء الإنعاش القلبي له، لكن أعلن الأطباء وفاته.
ووقعت مواجهات في مدينة الخليل بالضفة الغربية بعد وفاة عدنان، وأطلق جنود إسرائيليون الرصاص المطاطي على الفلسطينيين المحتجين.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية وفاة عدنان بأنها «جريمة بشعة»، محمّلة الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة. وقالت الوزارة في بيان إنّها «سترفع ملفّ هذه الجريمة للجنائية الدولية».
وأمام منزل العائلة في بلدة عرابة قرب جنين، عقدت رندة موسى زوجة خضر عدنان مؤتمراً صحفياً علّقت خلاله على وفاته، وأكدت عدم فتح بيت عزاء، وقالت: «سنستقبل المهنّئين لأنّ هذه الشهادة عرس وفخر لنا وتاج على رؤوسنا».
وقال نادي الأسير الفلسطيني إنّ عدنان كان قد كتب وصيته بعد أن استشعر قُرب وفاته بسبب الإضراب. وجاء في الوصية التي خاطب فيها أهله والشعب الفلسطيني: «نصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب»، وطلب عدنان في وصيّته من عائلته ألا تسمح لإسرائيل بتشريح جسده ودفنه قرب والده.