كشفت هيئة البث الإسرائيلية صباح اليوم الجمعة، 21 نوفمبر 2025، عن تشكيل طاقم وزاري مصغر يهدف إلى الإشراف على تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة. يأتي هذا الإعلان في ظل تعقيدات مستمرة حول تنفيذ الاتفاق، وربطه باستعادة المحتجزين والجثامين المتبقية في القطاع. هذا التطور يمثل نقطة تحول هامة في مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويضع ضغوطًا جديدة على جميع الأطراف المعنية.
تشكيل طاقم وزاري مصغر لتطبيق اتفاق وقف النار في غزة
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الطاقم الوزاري الجديد يضم شخصيات بارزة من الحكومة الإسرائيلية، وهم جدعون ساعر، إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش. هذا التشكيل يعكس أهمية المرحلة القادمة وحساسيتها، حيث تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين مختلف الجهات الحكومية. يهدف الطاقم إلى تذليل العقبات التي قد تعترض طريق تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
دور الطاقم الوزاري ومسؤولياته
يتوقع أن يكون الدور الرئيسي للطاقم الوزاري هو التفاوض مع الوسطاء الدوليين، وتحديد آليات تنفيذ بنود الاتفاق، ومتابعة استعادة المحتجزين والجثامين. بالإضافة إلى ذلك، سيتولى الطاقم مسؤولية تنسيق الجهود مع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، لضمان عدم استغلال أي ثغرات في الاتفاق لتهديد الأمن الإسرائيلي.
تصريحات نتنياهو حول المرحلة الثانية من الاتفاق
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الليلة الماضية أن حكومته لم تُنهِ بعد المرحلة الأولى من الاتفاق المتعلق بقطاع غزة. وأشار إلى أن الانتقال إلى المرحلة التالية يعتمد بشكل أساسي على استعادة الجثامين الثلاثة المتبقية من المحتجزين في القطاع. هذا الشرط يمثل تحديًا كبيرًا، حيث تتطلب عملية استعادة الجثامين تعاونًا من الفصائل الفلسطينية في غزة.
فتح معبر رفح وربطه باستعادة المحتجزين
أوضح نتنياهو أن إسرائيل وافقت على إعادة فتح معبر رفح، وهو المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وخروج السكان، لكن ذلك سيكون فقط بعد استعادة جميع المخطوفين والجثامين المحتجزة. وأضاف أن هذا الشرط أُبلغ للشركاء الدوليين بشكل واضح، وأن مصر أبدت استعدادها للسماح لكل من يريد الخروج من غزة بالخروج. هذا الربط بين فتح المعبر واستعادة المحتجزين يعكس موقفًا إسرائيليًا متشددًا، ويهدف إلى ممارسة ضغط إضافي على الفصائل الفلسطينية.
خطة ترامب ونزع سلاح حماس
أشار نتنياهو إلى أن خطة ترامب تنص على “نزع سلاح غزة و حماس“، موضحًا أن واشنطن طلبت من إسرائيل منح القوة الدولية فرصة لتنفيذ هذه المهمة ضمن ترتيبات المرحلة الثانية من الاتفاق. وقال: “ننتظر أن تقوم القوى الدولية بنزع سلاح حماس، وإذا فشل ذلك فقد نعود إلى القتال”. هذا التصريح يوضح أن إسرائيل لا تزال تعتبر نزع سلاح حماس هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا، وأنها مستعدة لاستخدام القوة لتحقيق هذا الهدف إذا فشلت الجهود الدولية.
الضغط العسكري كعامل حاسم في المرحلة الأولى
أكد نتنياهو أن ما تحقق في المرحلة الأولى من الاتفاق جاء نتيجة للضغط العسكري المستمر على قطاع غزة، والذي أدى – حسب وصفه – إلى تحرير نحو 200 مختطف. وأضاف أن دخول قوات الاحتلال إلى مدينة غزة كان “النقطة الحاسمة” في عملية استعادة المحتجزين. هذا التأكيد على أهمية القوة العسكرية يعكس الاعتقاد الإسرائيلي بأن الضغط العسكري هو الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق أهدافها.
السياسة الإسرائيلية الهجومية والمبادِرة
أكد نتنياهو أن سياسة حكومته في المرحلة الراهنة “هجومية ومبادِرة”، وأن إسرائيل لن تسمح بعودة أي تهديدات أمنية. ولفت إلى أن إيران قد تحاول إعادة بناء محور التهديد في المنطقة، وأن إسرائيل تعمل على منع ذلك “في لبنان وغيرها”. هذا التصريح يعكس قلق إسرائيل من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، وعزمها على مواجهة أي تهديدات محتملة.
التهديد المتغير من حزب الله
ختم نتنياهو بالإشارة إلى أن التهديد الذي يشكله حزب الله اليوم مختلف عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، قائلاً إن “كل شيء تغيّر”. هذا التحول في التهديد يتطلب، حسب نتنياهو، استراتيجية جديدة للتعامل مع حزب الله، وتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. الوضع في غزة يتطلب مراقبة دقيقة وتقييمًا مستمرًا للتطورات الميدانية.
في الختام، يمثل تشكيل الطاقم الوزاري المصغر خطوة هامة نحو تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات والعقبات التي يجب التغلب عليها، بما في ذلك استعادة المحتجزين والجثامين، ونزع سلاح حماس، ومنع إعادة بناء محور التهديد الإيراني. يتطلب تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة تعاونًا حقيقيًا من جميع الأطراف المعنية، والتزامًا بتنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل وشفاف. تابعوا آخر التطورات حول هذا الموضوع، وشاركوا بآرائكم وتعليقاتكم حول مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
