إيطاليا تعتقل قياديًا في حماس وآخرين.. تعاون أمني إسرائيليّ يكشف الشبكات المالية
أعلنت السلطات الإيطالية، بدعم من معلومات استخباراتية إسرائيلية، عن اعتقال تسعة أفراد في روما، بينهم محمد حنون، القيادي البارز في حركة حماس في أوروبا، بتهمة جمع الأموال لصالح الحركة. يأتي هذا الإعلان في إطار جهود دولية متزايدة لمكافحة تمويل الإرهاب، ويُظهر مستوى التعاون الأمني المتنامي بين إسرائيل ودول أوروبية. هذه العملية الأمنية تثير تساؤلات حول مدى نفوذ حماس المالي في القارة الأوروبية، وكيفية استغلالها للمؤسسات الخيرية في أنشطتها.
اعتقالات واسعة النطاق.. تفاصيل العملية الأمنية
الاعتقالات، التي جرت في العاصمة الإيطالية روما، استهدفت أفرادًا يُشتبه في ارتباطهم بثلاث منظمات خيرية تعمل كواجهة لجمع وتحويل الأموال إلى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وحتى داخل إسرائيل. ووفقًا لبيان النيابة الإيطالية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، فإن التحقيقات الأولية تشير إلى تحويل ما يقرب من سبعة ملايين يورو عبر هذه الشبكات المالية.
دور المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية
أكد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العملية تمت بمساعدة معلومات وأدلة قدمتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى السلطات الإيطالية. وأوضح أن فرقة عمل مشتركة من مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب الاقتصادي، وشعبة الاستخبارات بالشرطة، وشعبة استخبارات الجيش، وجهاز الشاباك، عملت بشكل وثيق مع الجانب الإيطالي. هذا التعاون الأمني يعكس قلق إسرائيل المتزايد بشأن الأنشطة المالية لحماس في الخارج، ورغبتها في قطع شريان التمويل عن الحركة.
ضربة قوية للبنية التحتية المالية لحماس في أوروبا
تعتبر هذه الاعتقالات بمثابة “ضربة قوية” للبنية التحتية المالية لحماس في أوروبا، وفقًا لبيان وزارة الأمن الإسرائيلية. محمد حنون، رئيس الحركة في إيطاليا، يُعد شخصية محورية في قيادة حماس في القارة، واعتقاله يمثل خسارة كبيرة للحركة. التحقيقات كشفت عن أن المتورطين كانوا يعملون بشكل “منهجي” على جمع الأموال وتحويلها إلى الجناحين المدني والعسكري لحماس.
مصادرة الأصول والأموال
بالتزامن مع الاعتقالات، قامت السلطات الإيطالية بمصادرة أصول وأموال وممتلكات مرتبطة بالمتورطين. هذه الخطوة تهدف إلى تجميد هذه الأموال ومنع استخدامها في تمويل الأنشطة الإرهابية. وتشير التقديرات إلى أن قيمة الأصول المصادرة كبيرة، وقد يكون لها تأثير ملحوظ على قدرة حماس على تمويل عملياتها.
ردود الفعل الإسرائيلية وتصريحات وزير الأمن
أعرب وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن ارتياحه للعملية، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل العمل بحزم لملاحقة كل من يدعم الإرهاب الذي يستهدفها. وقال: “عناصر حماس وكل من يسعى لإلحاق الأذى بنا، ليس ولن يكون لهم ملاذ آمن، لا في الشرق الأوسط ولا في أوروبا”. وأضاف أن إسرائيل ستتعاون مع جميع الدول التي تسعى إلى مكافحة الإرهاب، وستبذل قصارى جهدها لحماية مواطنيها. هذه التصريحات تعكس عزم إسرائيل على مواجهة التهديدات الأمنية التي تواجهها، واستعدادها لاستخدام جميع الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف.
تمويل حماس.. شبكات معقدة وغطاء خيري
تُظهر هذه القضية مدى تعقيد شبكات تمويل حماس، وكيفية استغلالها للمؤسسات الخيرية كغطاء لأنشطتها. فقد تبين أن الأموال التي تم جمعها كانت تُحول إلى جمعيات مقرها في قطاع غزة أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو حتى داخل إسرائيل، مما يجعل تتبعها أكثر صعوبة. هذه القضية تثير تساؤلات حول الرقابة على المؤسسات الخيرية، وضرورة تشديد الإجراءات لمنع استخدامها في تمويل الإرهاب. مكافحة الإرهاب تتطلب جهودًا دولية منسقة، وتبادلًا للمعلومات الاستخباراتية، وتطبيقًا صارمًا للقوانين المتعلقة بتمويل الإرهاب.
تداعيات الاعتقالات على المشهد الأوروبي
من المتوقع أن يكون لهذه الاعتقالات تداعيات كبيرة على المشهد الأوروبي، حيث قد تؤدي إلى تشديد الرقابة على الأنشطة المالية لحماس والمنظمات المرتبطة بها. كما قد تدفع الدول الأوروبية الأخرى إلى إعادة تقييم علاقاتها مع حماس، واتخاذ إجراءات مماثلة لمكافحة تمويل الإرهاب. هذه العملية الأمنية قد تكون بداية لحملة أوسع نطاقًا تستهدف البنية التحتية المالية لحماس في أوروبا، وتهدف إلى قطع شريان التمويل عن الحركة. التعاون الأمني بين إسرائيل وأوروبا في مجال الأمن القومي يزداد أهمية في ظل التهديدات الإرهابية المتزايدة.
في الختام، تُظهر عملية الاعتقال في إيطاليا أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وتمويله. إن كشف هذه الشبكات المالية وقطع شريان التمويل عن حماس يمثل خطوة مهمة في حماية الأمن القومي الإسرائيلي والأمن الأوروبي. من الضروري مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وتجفيف منابعه المالية، لضمان مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا للجميع. هل ستتخذ دول أوروبية أخرى خطوات مماثلة؟ وما هو مستقبل التعاون الأمني بين إسرائيل وأوروبا في هذا المجال؟ هذه أسئلة تحتاج إلى متابعة وتحليل دقيق.
