في خطوة تصعيدية مثيرة للجدل، اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزمة إجراءات جديدة للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، معلنةً تعليق جميع طلبات الهجرة لمواطني 19 دولة، بما في ذلك أفغانستان واليمن والسودان. يأتي هذا القرار في أعقاب حادث إطلاق نار أدى إلى مقتل جندية من الحرس الوطني، مما أثار نقاشًا حادًا حول أمن الحدود وسياسات الهجرة.
تشديد القيود على الهجرة: تفاصيل الإجراءات الجديدة
أعلنت دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية (USCIS) عن تعليق معالجة طلبات الحصول على الإقامة الدائمة (غرين كارد) والجنسية لمواطني 12 دولة كانت تخضع بالفعل لقيود سفر منذ يونيو. وتشمل هذه الدول: أفغانستان، وبورما، وتشاد، والكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن.
بالإضافة إلى ذلك، تم توسيع نطاق القيود ليشمل سبع دول أخرى هي: بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا. هذا التوسع يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة الهجرة الأمريكية، ويؤثر على آلاف الأشخاص الذين ينتظرون الحصول على الإقامة أو الجنسية.
دوافع القرار وتداعياته الأمنية
يرى المسؤولون الأمريكيون أن هذه الإجراءات ضرورية لتعزيز الأمن القومي ومنع دخول الإرهابيين إلى البلاد. وقد استشهدوا بحادث إطلاق النار الأخير، الذي يُشتبه في تورط مواطن أفغاني فيه، كمثال على المخاطر المحتملة المرتبطة بعمليات الفحص الأمني غير الكافية.
وجاء في مذكرة صادرة عن دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية أن الدائرة “تلعب دورًا محوريًا في منع الإرهابيين من العثور على ملاذ آمن في الولايات المتحدة”. كما أشارت المذكرة إلى أن الولايات المتحدة شهدت مؤخرًا “ما يمكن أن يتسبب به غياب الفحص والتدقيق ومنح الأولوية لإجراءات البت المستعجلة، للشعب الأميركي”.
ردود الفعل القانونية والسياسية على قيود الهجرة
أثارت هذه الإجراءات موجة من الانتقادات من قبل خبراء قانون الهجرة والمنظمات المدافعة عن حقوق المهاجرين. يعتبر البعض أن هذه القيود تمييزية وغير دستورية، وأنها ستؤثر سلبًا على الأفراد والعائلات الذين يسعون إلى حياة أفضل في الولايات المتحدة.
وقال آرون ريشلين-ميلنك من “مجلس الهجرة الأميركي” إن “ملفات الأشخاص الذين نجحوا في امتحان الجنسية بالكامل يتم تعليقها، وباتوا على بعد أمتار من خط النهاية”. كما أشار إلى أن الأشخاص الذين تمّت بالفعل معالجة طلباتهم قد يواجهون المزيد من التدقيق.
خطط لتوسيع قائمة الدول المحظورة
في سياق متصل، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم عن نيتها السعي لتوسيع قائمة البلدان الخاضعة للقيود. وقالت على منصة “إكس” إنها “توصي بحظر كامل للسفر على كل دولة تغرق أمتنا بالقتلة والمتطفلين ومدمني الامتيازات”، دون تحديد الدول التي ستشملها هذه القيود.
هذا التصريح يثير مخاوف بشأن مستقبل سياسة الهجرة في الولايات المتحدة، واحتمال فرض قيود أوسع نطاقًا على السفر من دول أخرى.
ردود فعل محلية وتحديات التنفيذ
بالتزامن مع هذه الإجراءات، تخطط السلطات الفدرالية لإطلاق عملية واسعة النطاق لتطبيق أنظمة الهجرة ضد مهاجرين صوماليين في مينيسوتا. إلا أن قادة محليين أعلنوا رفضهم التعاون مع هذه العملية، مؤكدين التزامهم تجاه الجالية الصومالية والمهاجرين بشكل عام.
وقال رئيس بلدية مينيابوليس جاكوب فراي إن “قيمنا والتزاماتنا حيال الجالية الصومالية وحيال كل جالية من المهاجرين والناس في مدينتنا صلبة ولن تهتز”. هذا الرفض المحلي يمثل تحديًا أمام تنفيذ سياسات الهجرة الجديدة، ويبرز الانقسامات العميقة حول هذه القضية.
مستقبل الهجرة إلى الولايات المتحدة
تأتي هذه الإجراءات في ظل حملة انتخابية مشتعلة، حيث تعهد الرئيس ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين. ويبدو أن هذه السياسات تهدف إلى إرضاء قاعدة أنصاره، وتعزيز صورته كزعيم قوي يدافع عن الأمن القومي.
ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات تثير تساؤلات حول مستقبل الهجرة القانونية إلى الولايات المتحدة، وتأثيرها على الاقتصاد والمجتمع. من الواضح أن هذه القضية ستظل محور نقاش حاد في الأشهر والسنوات القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مستقبل هذه السياسات يعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة، واحتمال تغيير الإدارة الحالية. من المهم متابعة التطورات المتعلقة بـ قيود السفر و سياسات اللجوء في الولايات المتحدة، وفهم تأثيرها على الأفراد والمجتمعات المتضررة.
