في تطورات خطيرة تهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش، اتهمت حركة حماس اليوم الجيش الإسرائيلي بارتكاب “جريمة وحشية” من خلال استمرار ملاحقة المقاتلين الفلسطينيين داخل أنفاق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. هذا التصعيد يأتي في وقت حرج، ويثير تساؤلات حول مستقبل المفاوضات والجهود المبذولة لإنهاء الصراع. وتعتبر عمليات رفح هذه نقطة اشتعال جديدة في الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
تصعيد خطير في رفح: اتهامات حماس لإسرائيل
أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا، وصفت فيه استمرار العمليات الإسرائيلية في رفح بأنها “جريمة وحشية” و”خرق فاضح” لاتفاق وقف إطلاق النار القائم. البيان يركز على ملاحقة وتصفية واعتقال المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين داخل شبكة الأنفاق المعقدة في المدينة. وتؤكد الحركة أن هذه الإجراءات تمثل محاولة متعمدة لتقويض الاتفاق برمته، وإفشال أي تقدم نحو حل دائم.
تفاصيل الاتهامات وخطورة الموقف
بحسب بيان حماس، فقد بذلت الحركة جهودًا مكثفة خلال الشهر الماضي، بالتنسيق مع الوسطاء الدوليين، بما في ذلك الإدارة الأمريكية بصفتها إحدى الدول الضامنة للاتفاق، بهدف إيجاد حل لهذه القضية. هذا الحل يهدف إلى معالجة ملف المقاتلين، وضمان عودتهم الآمنة إلى منازلهم. وقدمت حماس، وفقًا لما جاء في البيان، “أفكارًا وآليات محددة” للتعامل مع هذا الملف، لكن إسرائيل، كما تدعي الحركة، “نسفت كل الجهود وواصلت سياسة القتل والملاحقة والاعتقال.”
جهود الوساطة وانسداد الأفق
تأتي هذه الاتهامات في سياق جهود وساطة مكثفة تهدف إلى تحقيق تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل، وتثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم. إلا أن استمرار العمليات العسكرية في رفح، وخصوصًا تلك التي تستهدف المقاتلين المحاصرين، يلقي بظلال من الشك على جدوى هذه الجهود. وتعتبر الوساطة القطرية المصرية من بين الجهود الرئيسية المبذولة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل التصعيد الحالي.
إجهاض جهود الوسطاء وتأثيرها على الأسرى
تصف حماس ما تقوم به إسرائيل بأنه “إجهاض لجهود الوسطاء” الهادفة إلى إنهاء معاناة المقاتلين المحاصرين داخل الأنفاق. وتشير إلى أن هذه العمليات العسكرية تعقد بشكل كبير عملية التفاوض، وتقلل من فرص تحقيق تبادل للأسرى. كما أن استمرار هذه العمليات يثير مخاوف جدية بشأن سلامة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، حيث تخشى الحركة من أن يؤدي التصعيد إلى ردود فعل عنيفة قد تعرض حياة الأسرى للخطر.
مسؤولية إسرائيل وحماية المقاتلين
تحمل حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مقاتليها المحاصرين في رفح، وتطالب الوسطاء بالتحرك العاجل للضغط على الجيش الإسرائيلي لوقف عملياته. وتدعو إلى السماح للمقاتلين بالعودة إلى بيوتهم، مؤكدة أنهم “نموذج في التضحية والبطولة، وعنوان لكرامة الشعب الفلسطيني.” وتعتبر الحركة أن حماية هؤلاء المقاتلين هي جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار، وأن أي تقصير في ذلك يعتبر خرقًا صريحًا للاتفاق.
المطالب الفلسطينية وتصعيد الموقف
بالإضافة إلى المطالبة بوقف العمليات العسكرية في رفح، تصر حماس على تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وتحذر من أن استمرار إسرائيل في سياسة المماطلة والعرقلة سيؤدي إلى تصعيد الموقف، وربما إلى انهيار كامل للاتفاق. وتشير إلى أن المقاومة الفلسطينية ستظل خيارًا مشروعًا طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار
مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار يبدو الآن أكثر هشاشة من أي وقت مضى، في ظل التصعيد المستمر في رفح، والاتهامات المتبادلة بين حماس وإسرائيل. من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى تدخل دولي عاجل، يهدف إلى تهدئة الأوضاع، وضمان التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق. كما أن هناك حاجة إلى إيجاد حلول عملية لملف المقاتلين المحاصرين، وحماية حياة الأسرى من كلا الجانبين. وإلا فإن المنطقة قد تكون على أعتاب موجة جديدة من العنف، والتي لن تخدم مصلحة أحد. الأزمة الإنسانية في غزة تزداد سوءًا، وتتطلب استجابة فورية ومنسقة من المجتمع الدولي. ونتوقع متابعة حثيثة للتطورات على الأرض، واستمرار تغطيتنا لجميع الجوانب المتعلقة بهذه الأزمة الحادة.
