تستخدم شركة هيتاشي اليابانية الذكاء الاصطناعي التوليدي لنقل مهارات الخبراء في الصيانة والتصنيع إلى العمال الجدد، بهدف الحد من تأثير التقاعد الجماعي للموظفين ذوي الخبرة.
واستعدادًا لتقاعد الموظفين المخضرمين، تفكر هيتاشي بالسماح للموظفين بتجربة حالات الفشل السابقة والملاحظة بطريقة محاكاة، بحيث يمكن نقل المعرفة إلى الجيل التالي.
وتلجأ الشركة إلى إنشاء مقاطع فيديو تصور الصعوبات أو الحوادث في السكك الحديدية ومحطات الطاقة ومحطات التصنيع واستخدامها في التدريب الافتراضي للموظفين.
وطورت شركة هيتاشي نظام ذكاء اصطناعي ينشر صورًا بناءً على البيانات الثلاثية الأبعاد للمصانع والبنية التحتية.
ويعرض هذا النظام الأعطال المحتملة عبر صورة لمسار سكة حديد حقيقي، كما يمكن فعل ذلك عبر صور مواقع التصنيع، بما في ذلك خطوط معالجة وتجميع المعادن.
وتدمج هيتاشي هذه التقنية في برنامج تدريبات افتراضية قيد التطوير الآن.
ويستخدم العمال ذوي الخبرة الحدس المعتمد على سنوات من العمل لاكتشاف أدنى المخالفات، مثل التغييرات في الصوت أو درجة الحرارة أو الرائحة الخاصة بقطعة من الجهاز، التي يمكن أن تؤدي إلى وقوع حادث أو عطل.
وتواجه الصناعة التحويلية صعوبة في نقل مثل هذه المعرفة الضمنية، التي يصعب وضعها في دليل للجيل القادم. وتحاول هيتاشي مع انخفاض عدد المدربين المهرة محاكاة تجربة التعامل مع الأعطال والحوادث للعمال الأصغر سنًا باستخدام الصور المولدة بنظام الذكاء الاصطناعي.
وتكون مساحة التدريب عبارة عن غرفة صغيرة تبلغ مساحتها 10 أمتار مربعة فقط، مع تغطية الجدران والسقف والأرضية بشاشات تعرض صورًا للبنية التحتية والمصانع التي أنشأها الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يتيح للمتدربين تجربة غامرة.
وباستخدام صور خطوط السكك الحديدية والمقطورات، يمكن لعمال الصيانة أن يشعروا كما لو كانوا يتجولون في موقع حقيقي ويتعلمون كيفية فحص الحالات الشاذة.
ومن المتوقع أن يساعد النظام في تحسين مهارات عمال الصيانة من خلال تمكينهم من التعرف على العديد من المشكلات التي قد تؤدي إلى حوادث خطيرة.
ويجري البحث والتطوير في هذا النظام للسكك الحديدية ومحطات الطاقة النووية. كما يسمح النظام للمستخدمين بالمشاركة في التدريب من مواقع بعيدة عبر أجهزة الواقع الافتراضي.
وتستخدم الشركة النظام داخليًا في البداية، وتدرس في المستقبل إمكانية تقديمه للعملاء بعد التحقق من موثوقية الذكاء الاصطناعي المُستخدم.
وعلاوة على ذلك، تخطط الشركة لتطوير نظام ذكاء اصطناعي توليدي للعاملين لاستكشاف الأخطاء وإصلاحها.
ووفقًا لمكتب مجلس الوزراء الياباني، ستتجاوز نسبة سكان اليابان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا 30 بالمئة بحلول عام 2030، وهناك قلق متزايد من أن يؤدي انخفاض معدل المواليد وشيخوخة السكان في اليابان إلى نقص خطير في الموارد البشرية.