أصدرت المؤسسات الإعلامية الرائدة إرشادات حول الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار في الوقت نفسه الذي تعقد فيه صفقات ترخيص للسماح لشركات التقنية باستخدام محتواها لتدريب نماذج التقنية الناشئة.
وأدى الوصول المفاجئ لأدوات الذكاء الاصطناعي العامة والمتاحة تجاريًا إلى فرض مجموعة جديدة من الاختيارات الأخلاقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية التي تكافح من أجل حماية ثقة الجمهور مع استمرارها في تجربة التكنولوجيا والحفاظ على حقوقها القانونية.
وتسمح معظم المؤسسات الإعلامية باستخدام التقنية الناشئة تحت الإشراف التحريري للبشر، ولكن العديد من الإرشادات الجديدة تحظر استخدام تلك التقنية لكتابة المقالات، ويُطبق تدقيق إضافي على الصور ومقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي.
وأصدرت وكالة أسوشيتد برس في الأسبوع الماضي قائمة بمعايير استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تقريرها الإخباري، وكتبت: “يجب التعامل مع أي مخرجات من أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنها مادة مصدر غير مدققة”.
ولن تستخدم وكالة أسوشيتد برس التقنية الناشئة لتغيير أي عناصر من الصور أو الفيديو أو الصوت، ولكنها تنشر صور الذكاء الاصطناعي التوليدي إذا كانت موضوعًا لقصة إخبارية، مع تسميات واضحة.
وأشارت صحيفة الغارديان في شهر يونيو إلى أنها لن تستخدم التقنية الناشئة في منتجاتها الإخبارية إلا مع وجود دليل واضح على فائدة محددة، ومراقبة بشرية، وإذن صريح من أحد كبار المحررين، واصفة الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنه مثير ولكن غير موثوق.
وأخبرت شركة Insider الإعلامية في وقت سابق من هذا العام غرفة الأخبار أنه من الممكن تجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن ChatGPT ليس صحفيًا، مع تحميل غرفة الأخبار المسؤولية عن دقة وأصالة وجودة كل كلمة في القصص.
ومنحت وكالة رويترز لنفسها مجالًا للمناورة من خلال اعتماد مبادئ الذكاء الاصطناعي الواعدة بالثقة والمساءلة مع ترك المرونة في التكيف مع التقدم التكنولوجي.
وأصبحت وكالة أسوشيتد برس في الشهر الماضي المؤسسة الإعلامية الكبرى الأولى التي تبرم اتفاقًا مع OpenAI من شأنه أن يسمح للشركة باستخدام محتوى الوكالة لتدريب نماذجها.
وبسبب هذه الشراكة، وتاريخها باعتبارها من المتبنين الأوائل للأتمتة، فمن المرجح أن يكون لإرشاداتها التحريرية تأثير كبير في المؤسسات الإخبارية الأخرى.
وقد لا تكون الاتفاقية التجارية بين وكالة أسوشيتد برس و OpenAI بمثابة مخطط للمؤسسات الإعلامية الأخرى التي تدرس الجهود المبذولة لحماية مصالح ملكيتها الفكرية.
و ذكرت الإذاعة الوطنية العامة في الأسبوع الماضي أن صحيفة نيويورك تايمز تدرس اتخاذ إجراء قانوني ضد OpenAI بسبب الاستخدام غير المصرح لقصصها كبيانات تدريبية.
وحدثت الصحيفة شروطها للخدمة في 3 أغسطس لمنع استخدام محتواها في تدريب نظام التعلم الآلي أو الذكاء الاصطناعي.
وأخبر روبرت طومسون، الرئيس التنفيذي لشركة نيوز كورب، المستثمرين أن الشركة تجري مفاوضات نشطة لتحديد قيمة مجموعاتها من المحتوى الفريدة والملكية الفكرية التي تلعب دورًا حاسمًا في مستقبل التقنية الناشئة.
وتشكل مؤسسات إعلامية كبرى أخرى تحالفًا للتفاوض بشكل جماعي مع شركات التكنولوجيا الكبرى حول استخدام محتواها في تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
ودفعت تجربة CNET المحرجة في وقت سابق من هذا العام المزيد من المؤسسات الإعلامية إلى التأكد من أن معاييرها تتضمن الكشف عن استخدام التقنية الناشئة في المنتجات التحريرية.
ومع ذلك، من غير الواضح قدرة الصناعة المنقسمة على تبني نهج موحد للكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المنتجات الإخبارية.
وبالنظر إلى أن المؤسسات الإعلامية تدرس معايير مختلفة لالتقنية الناشئة، فإنه من الضروري وجود مستوى معين من التوافق لتطوير ثقة واسعة النطاق لدى القراء.