حظرت شركة سامسونج على موظفيها استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الشائعة، مثل: (شات جي بي تي) ChatGPT في مكان العمل، وذلك بعد أن اكتشفت أنهم حمَّلوا تعليمات برمجية حساسة إلى المنصة.
ويوم الاثنين، أخطرت عملاقة التقنية الكورية الجنوبية موظفيها في واحد من أكبر أقسامها، بالسياسة الجديدة من خلال مذكرة اطلعت عليها وكالة بلومبرج الإخبارية.
ووفقًا للمذكرة، تشعر الشركة بالقلق من أن البيانات التي تُرسل إلى منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن ذلك: (بارد) من جوجل، و(بينج) من مايكروسوفت تُخزَّن في خوادم خارجية، مما يُصعِّب استردادها وحذفها، وقد ينتهي الأمر بالكشف عنها لمستخدمين آخرين.
وأجرت الشركة استبيانًا الشهر الماضي بشأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخليًا، وقالت إن 65 في المئة من المشاركين يعتقدون أن مثل هذه الخدمات تشكل خطرًا أمنيًا.
ووفقًا للمذكرة، فقد سرّب مهندسو سامسونج، في وقت سابق من شهر نيسان/ أبريل الماضي؛ عن طريق الخطأ، شفرة مصدرية داخلية عن طريق تحميلها إلى (شات جي بي تي).
وقالت سامسونج للموظفين: «إن الاهتمام بمنصات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل: (شات جي بي تي) ينمو داخليًا وخارجيًا». وأضافت: «في حين أن هذا الاهتمام يركز في فائدة هذه المنصات وكفاءتها، فهناك أيضًا مخاوف متزايدة بشأن المخاطر الأمنية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي».
وتُعد سامسونج أحدث شركة كبرى تُعرِب عن قلقها بشأن التقنية، ففي شباط/ فبراير، وبعد شهرين فقط من إثارة روبوت الدردشة من شركة (أوبن أي آي) عاصفة من الاهتمام بالتقنية، حظر بعض مصارف (وول ستريت)، مثل: (جي بي مورجان شيس) JPMorgan Chase، ومصرف أمريكا Bank of America، و(سيتي جروب) Citigroup استخدامها وقيدته. وحظرت إيطاليا استخدام (شات جي بي تي) بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، ثم تراجعت عن موقفها في الأيام الأخيرة.
وتحظر قواعد سامسونج الجديدة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي على الحواسيب الشخصية أو الحواسيب اللوحية أو الهواتف الذكية المملوكة للشركة، وكذلك على شبكاتها الداخلية. ولا تنطبق القواعد على أجهزة الشركة المباعة للمستهلكين، مثل: الأجهزة المحمولة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل، أو الحواسيب الشخصية التي تعمل بنظام ويندوز من مايكروسوفت.
وطلبت سامسونج من الموظفين الذين يستخدمون (شات جي بي تي) والأدوات الأخرى على الأجهزة الشخصية عدم إرسال أي معلومات متعلقة بالشركة أو بيانات شخصية يمكن أن تكشف عن ملكيتها الفكرية. وحذّرت من أن انتهاك السياسات الجديدة قد يؤدي إلى الطرد من العمل.
وقالت سامسونج في المذكرة: «نطلب منك الالتزام الجاد بإرشادات الأمان الخاصة بنا، وقد يؤدي عدم الالتزام بذلك إلى اختراق معلومات الشركة أو سرقتها، مما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تأديبية تصل إلى إنهاء التوظيف».
وفي غضون ذلك، تعمل الشركة على إنشاء أدوات خاصة بها للذكاء الاصطناعي لترجمة المستندات وتلخيصها وكذلك لتطوير البرامج. كما تعمل أيضًا على طرق لمنع تحميل معلومات الشركة الحساسة إلى الخدمات الخارجية.
وفي الشهر الماضي، أضاف روبوت الدردشة (شات جي بي تي) وضع «التخفي» الذي يسمح للمستخدمين بحظر استخدام محادثاتهم في تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي.