أنشأت مجموعة من الباحثين في جامعة ستانفورد وشركة جوجل قرية افتراضية يعيش فيها 25 بوتًا من بوتات الذكاء الاصطناعي حياة تذكرنا بحياتنا، حيث تستيقظ هذه الروبوتات، وتتحدث عن آخر شائعات القرية، بل وتخطط لعقد أحداث مثل الحفلات.
وشرح الباحثون في ورقة بحثية بالتفصيل كيف أن بوتات الذكاء الاصطناعي يخططون بشكل مستقل لأيامهم، ويجتمعون من أجل الحفلات، ويشكلون آراء بعضهم بعضًا أثناء مناقشتها وخوضها في الانتخابات المقبلة.
وتهدف الدراسة إلى إنشاء ذكاء اصطناعي يمكن أن ينتج سلوكًا يمكن تصديقه ويشبه الإنسان. وفي إحدى الحالات، عندما حث الباحثون أحد البوتات على التخطيط لحفلة، بدأ بوتات آخرون بشكل مستقل في إرسال الدعوات إلى الحفلة، وتزيين مكان الحفلة، وتكوين معارف جديدة.
وفي حالة أخرى، وصفت الدراسة المشتركة بين جامعة ستانفورد وشركة جوجل كيف ناقش بوتات الذكاء الاصطناعي الانتخابات القادمة وانقسموا في آرائهم حول المرشح.
ويتم تسهيل هذه التفاعلات بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي ومعالجة اللغة الطبيعية – وهي التقنية المستخدمة بواسطة ChatGPT نفسها.
وتساعد هذه الأدوات بوتات الذكاء الاصطناعي على إجراء محادثات تعكس التفاعلات البشرية.
ومع ذلك، يوضح مؤلفو الدراسة أن إعطاء البوتات القدرة على تخزين الذكريات والتفكير فيها كان أمرًا أساسيًا لتحقيق سلوك يمكن تصديقه وشبيه بالإنسان.
وتسمح هذه القدرة للبوتات باستخدام الخبرات السابقة لإبلاغ عن الإجراءات المستقبلية، مثل استدعاء تفاصيل حول بوت ذكاء اصطناعي آخر لاختيار هدية عيد ميلاد مناسبة.
ويكتسب في الوقت الحالي الذكاء الاصطناعي القادر على محاكاة السلوك الشبيه بالبشر اهتمامًا كبيرًا. وأظهرت دراسة نُشرت في شهر أبريل أن المستخدمين يرون أن ChatGPT أكثر تعاطفًا وكفاءة من الأطباء البشريين.
ولكن من المؤكد أن التجارب في الذكاء الاصطناعي ليست كلها واعدة، حيث انتشرت في شهر فبراير التقارير حول (ماكدونالدز) McDonald’s بعد أن أخطأ روبوتها الصوتي العامل بالذكاء الاصطناعي بشكل متكرر أثناء تلقي الأوامر البسيطة.