وجدت شركة تيسلا نفسها في خضم المعضلة المتمثلة في محاولة الموازنة بين إرضاء بكين والسياسيين الغربيين، وخاصةً بعد أن أصبحت لاعباً رئيسياً في مجال السيارات الكهربائية في الصين.
ويتواجد صانعو السيارات الأجانب في الصين منذ عقود، ولكن السيارات المتصلة بالإنترنت أدت إلى ظهور عدد كبير من متطلبات الامتثال للبيانات الجديدة التي لم تؤثر بشركات صناعة السيارات التقليدية، ولكنها تؤثر بشركة تيسلا التي تواجه ردود فعل عنيفة بشأن أمن البيانات في الصين.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية أن مطارًا في مدينة جنوبية يبلغ عدد سكانها مليون نسمة قد منع سيارات تيسلا من الوقوف بسبب مخاوف تتعلق بالسرية، بالرغم من أن عمليات التوصيل لا يزال مسموحًا بها.
وتأتي هذه السياسة ردًا على وضع الحراسة في تيسلا، حيث تستخدم هذه الميزة الكاميرات الخارجية للسيارة لاكتشاف النشاط المشبوه عند ترك السيارة دون مراقبة، وهي مصممة للحماية من عمليات السطو والسرقة.
وبالرغم من وجود ميزات مماثلة مقدمة من صانعي السيارات الكهربائية المحليين الآخرين، فمن الواضح أن الهوية الأجنبية لشركة تيسلا تؤدي إلى المزيد من مشكلات الثقة.
وذكرت تيسلا في تدوينة أن البيانات التي يولدها وضع الحراسة تُخزن ضمن محرك أقراص USB داخل السيارة دون اتصال بالإنترنت، وعلى عكس بعض العلامات التجارية الأخرى، لا يمكن للمالك ولا للشركة مشاهدة محيط السيارة عن بُعد عبر الإنترنت.
ووفقًا لموقع الشركة الإلكتروني، يجب تنشيط وضع الحراسة يدويًا في إعداد نظام السيارة، وتبدأ الكاميرا بالتسجيل عند اكتشاف تهديد فقط، بشرط وجود محرك أقراص USB محمول أيضًا.
ويقول الموقع: “يجب على المستخدمين مراجعة القوانين واللوائح المحلية وأي قواعد معمول بها فيما يتعلق باستخدام الكاميرات والامتثال لها وتحمل المسؤولية الكاملة”.
ويشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستبعد فيها سيارات تيسلا من الأماكن العامة، حيث منعت بعض المجمعات الحكومية في الصين في شهر مايو 2021 سيارات تيسلا من الدخول.
وذكرت الشركة في التدوينة أنها أنشأت منذ فترة طويلة مركزًا لتوطين البيانات وفقًا لتدابير حماية بيانات السيارات في الصين المُقدمة في عام 2021.
وتتطلب تلك التدابير تخزين البيانات الحيوية داخل الصين إذا كانت تتضمن أشياء، مثل المعلومات العسكرية والحكومية وحركة المرور واللوجستيات، بالإضافة إلى شبكات شحن المركبات الكهربائية. ويبدو أن المعلومات المرئية حول المناطق المحيطة بالمطار تندرج ضمن إحدى هذه الفئات.