حذرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية صناعة الفضاء المحلية من تزايد مخاطر التجسس وهجمات الأقمار الصناعية من الصين وروسيا وخصوم آخرين.
وتقول نشرة صادرة بالاشتراك مع مركز الأمان ومكافحة التجسس الوطني ومكتب التحقيقات الفيدرالي والقوات الجوية الأمريكية: “تتعرض الشركات الأمريكية ذات الصلة بالفضاء لخطر الهجمات الإلكترونية والاستثمار الاستراتيجي واستهداف عقد سلسلة التوريد الرئيسية وغيرها من التقنيات للوصول إلى صناعة الفضاء”.
ويأتي التحذير، الذي يشير إلى أن مثل هذه العمليات الاستخباراتية الأجنبية تشكل خطرًا على أسرار الشركة بالإضافة إلى تعطيل اتصالات الأقمار الصناعية الأمريكية والاستشعار عن بعد وقدرات التصوير، بعد عدة هجمات في الآونة الأخيرة على الأقمار الصناعية والاعتراف بالاعتماد المتزايد للاقتصاد الأمريكي والأمن القومي على الفضاء.
وينصح التحذير الشركات بتسجيل الحالات الشاذة وإنشاء برنامج للتهديد من الداخل لمطاردة الجواسيس المزدوجين والحذر من طلبات الزيارة من الكيانات الأجنبية والتوعية في المؤتمرات وعبر الإنترنت. كما يحذر من العروض غير المرغوب فيها لإقامة مشاريع مشتركة مع شركات مرتبطة بحكومات أجنبية أو مؤسسات مملوكة للدولة.
وترفض الصين وروسيا المزاعم بأنهما نفذتا عمليات قرصنة ومحاولات أخرى لاختراق أنظمة الفضاء أو تعطيلها. وتحرص الولايات المتحدة بشكل خاص على دعم شركات الأقمار الصناعية المتوسطة والصغيرة التي لا تعلم حجم وأنواع المخاطر ومساعدتها في تعزيز جهود التخفيف والمرونة.
واستهدفت في الآونة الأخيرة شركات الأقمار الصناعية الكبيرة المرتبطة بالحكومة، حيث عانت شركة Viasat في عام 2022 قبل الغزو الروسي لأوكرانيا من هجوم إلكتروني تسبب بانقطاع خدمتها عن 45 ألف جهاز مزوم في جميع أنحاء أوروبا وخارجها.
وصرحت شركة ستارلينك، وهي جزء من شركة سبيس إكس، أنها تعرضت لهجمات تشويش كجزء من جهودها لتقديم الخدمة لأوكرانيا.
وكشفت قوة الفضاء الأمريكية هذا الشهر عن وحدة مخصصة لدرء التهديدات من دول أخرى في الفضاء، حيث تركز وحدة الاستهداف الجديدة على الأعداء في الفضاء وفي المحطات الأرضية والتهديدات التي يشكلونها على أنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية في الفضاء.
وتزايد قلق الولايات المتحدة بشأن قدرات الصين في الفضاء، من ذلك محطة فضاء بكين في مدار حول الأرض وخططها لإطلاق مهمة مأهولة إلى القمر.
وأطلقت الصين في عام 2007 صاروخًا مضادًا للأقمار الصناعية لتفجير أحد أقمارها الصناعية المهملة، وأجرت روسيا اختبارها المضاد للأقمار الصناعية في عام 2021.
وأعلنت الولايات المتحدة في شهر سبتمبر 2022 فرض حظر ذاتي على الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية وشجعت الدول الأخرى على الانضمام.
وسارعت الصين في إدانة الدعوة إلى حظر مثل هذه الأسلحة، حيث زعم الجيش الصيني أن الطلب يخفي النية الشريرة ويهدف إلى إضعاف الآخرين.
وأدانت وزارة الدفاع الصينية مؤخرًا إنشاء قوة الفضاء الأمريكية، مشيرة إلى أن تأثيرها سلبي في أمن الفضاء والاستقرار الاستراتيجي العالمي.