اعتترف الصربي سلافيسا يوكانوفيتش، مدرب فريق النصر، بصعوبة الفوز الذي حققه فريقه على البطائح بنتيجة 3-2 في المباراة التي جمعتهما مساء أمس ضمن منافسات الجولة التاسعة من دوري أدنوك للمحترفين. المباراة شهدت تقلبات عديدة وأثبتت مرة أخرى قوة المنافسة في الدوري الإماراتي. هذا الفوز، رغم أهميته، لم يخلو من العثرات التي يجب على الفريق العمل على تجاوزها.
تحليل مباراة النصر والبطائح: قراءة في صعوبات الفوز
خرج مدرب النصر بتصريحات تعكس واقعية تقييمه للمباراة، مؤكداً أن فريقه واجه صعوبات جمة، خاصة في الشوط الثاني. على الرغم من الأفضلية التي كان عليها النصر طوال 45 دقيقة الأولى، إلا أن البطائح تمكن من العودة القوية وتسجيل هدفين، وكاد أن يفرض التعادل على الفريق النصراوي. يشير ذلك إلى أن النصر يحتاج إلى الحفاظ على تركيزه ومستوى أدائه طوال المباراة، وعدم الاستهانة بأي خصم، مهما كان موقعه في جدول الترتيب. هذه المباراة كانت بمثابة تنبيه للفريق بأهمية العمل الجماعي والروح القتالية.
تفوق عددي لم يترجم إلى سيطرة كاملة
فرض النصر سيطرته نسبياً في الشوط الأول، مستغلاً الطرد المبكر لحارس مرمى البطائح، إبراهيم عيسى، في الدقيقة 33 بعد عرقلته للنجم الإيراني مهدي قايدي بركلة مباشرة خارج منطقة الجزاء. قمة الاستفادة من هذا التفوق العددي تجسدت في هدف التقدم الذي سجله قايدي. ومع ذلك، لم يتمكن النصر من ترجمة هذا التفوق إلى سيطرة كاملة على مجريات اللعب، وهو ما سمح للبطائح بالعودة بقوة في الشوط الثاني. هذا يؤكد أهمية استغلال الفرص المتاحة بشكل كامل وعدم التراخي في اللعب.
أخطاء دفاعية وهجومية تكاد تكلف النصر غالياً
لم تكن المباراة خالية من الأخطاء من الجانبين، ولكن الأخطاء التي ارتكبها حارس النصر عبدالله التميمي كانت بمثابة نقطة تحول. فقد أدى خطؤه الفادح إلى منح البطائح هدف التعادل عن طريق أناتولي في الدقيقة 72. رد النصر جاء سريعاً بفضل تألق مهدي قايدي الذي سجل هدفاً رائعاً في الدقيقة 73، لكن فرحة النصر لم تدم طويلاً، حيث عاد أناتولي ليُسجل التعادل مرة أخرى في الدقيقة 77. بالتالي، كانت مباراة النصر والبطائح اختباراً حقيقياً لقدرة الفريق على التعامل مع الضغوط والأخطاء الفردية.
دور البدلاء في حسم النتيجة
في اللحظات الأخيرة من المباراة، عندما بدت وكأن المباراة ستنتهي بالتعادل، نجح البديل شيكنا دومبيا في استغلال هفوة دفاعية لمنح النصر هدف الفوز القاتل في الدقيقة 90. يثبت هذا أن وجود بدلاء قادرين على التأثير في النتيجة يعتبر عنصراً أساسياً في أي فريق يسعى للمنافسة على الألقاب. إضافة لاعبين جدد في الشوط الثاني يمكن أن يمنح الفريق دفعة معنوية وتكتيكية، خاصة في المباريات الصعبة والمتقاربة.
تصريحات المدربين: تقييمات مختلفة لمجريات اللعب
مدرب البطائح، فرهاد مجيدي، عبر عن رضاه عن أداء فريقه، مؤكداً أنهم قدموا مباراة جيدة رغم النقص العددي الذي عانوا منه. وأشاد مجيدي بلاعبيه على عطائهم الروح القتالية، معتبراً أن النتيجة لم تكن عادلة. على الجانب الآخر، أكد يوكانوفيتش أن الفوز سيمنح فريقه دوري أدنوك للمحترفين دفعة معنوية كبيرة، ولكنه شدد على أهمية العمل على تصحيح الأخطاء من أجل المنافسة بين الكبار. هذه التصريحات تعكس الاحترام المتبادل بين المدربين وتقديرهم لصعوبة المباراة.
مستقبل النصر في الدوري الإماراتي
بهذا الفوز، رفع النصر رصيده إلى 14 نقطة، ليتقدم إلى المركز السادس في جدول ترتيب دوري المحترفين الإماراتي. في المقابل، بقي البطائح في المركز الثاني عشر برصيد ست نقاط. يجب على النصر استغلال هذه الفرصة لتحسين موقفه في الدوري وتعزيز طموحاته في المنافسة على المراكز المتقدمة. ولكن، هذا يتطلب عملاً جاداً وتصحيح الأخطاء التي ظهرت في مباراة البطائح.
في الختام، كانت مباراة النصر والبطائح درسًا قيّمًا لفريق النصر. أثبتت المباراة أن الفوز ليس مضموناً حتى في ظل التفوق العددي، وأن الأخطاء الفردية يمكن أن تكلف الفريق غالياً. يجب على النصر أن يتعلم من هذه الأخطاء وأن يعمل على تحسين أدائه في المباريات المقبلة، من أجل تحقيق طموحاته في الدوري الإماراتي والمنافسة على الألقاب. نتوقع أن نشهد تحسناً في أداء النصر في الجولات القادمة، وأن يتمكن الفريق من تقديم مستوى يليق بطموحات جماهيره.
