أثارت إصابة نجم منتخب الأردن، يزن النعيمات، خلال مباراة فريقه أمام العراق في بطولة كأس العرب المقامة في الدوحة، جدلاً واسعاً بين الأردنيين. هذه الإصابة، التي يبدو أنها خطيرة، ألقت بظلالها على استعدادات المنتخب لمواجهة السعودية الحاسمة في الدور نصف النهائي. يركز هذا المقال على تفاصيل إصابة يزن النعيمات، والآراء المتضاربة حول التعامل معها، وتأثيرها المحتمل على مسيرة المنتخب الأردني في البطولة وكأس العالم 2026.
تفاصيل إصابة يزن النعيمات والجدل الدائر
تعرض يزن النعيمات لإصابة خلال مباراة الأردن والعراق، مما استدعى تدخل الطاقم الطبي للمنتخب. ورغم ذلك، أصر اللاعب على مواصلة اللعب، وهو ما أثار انتقادات لاحقة. الجدل لم يقتصر على استمرار النعيمات في اللعب بعد الإصابة، بل امتد ليشمل طريقة تقييم الإصابة الأولية من قبل الجهاز الطبي.
أحد أبرز المختصين في جراحة العظام والمفاصل والكسور، وفي تصريح لصحيفة “الرأي” الأردنية، انتقد بشدة الطريقة التي تعامل بها طبيب المنتخب، محمود أبو سعود، مع الإصابة. وأكد أن الحالة كان يجب تشخيصها بشكل دقيق فور حدوثها، معتبراً أن السماح للنعيمات بالعودة إلى الملعب يمثل “خطأ طبياً جسيماً”. وأشار إلى أن استمرار اللاعب في اللعب قد يكون ساهم في تفاقم الإصابة، مرجحاً أنها بدأت بتمزق غضروفي وتطورت لاحقاً إلى قطع في الرباط الصليبي الأمامي.
البروتوكولات الطبية وأهمية سلامة اللاعب
شدد المختص على أهمية الالتزام بالبروتوكولات الطبية المعتمدة، والتي تفرض استبعاد اللاعب فور التأكد من عدم قدرته على إكمال المباراة. هذا الإجراء يهدف إلى الحفاظ على سلامة اللاعب ومنع تدهور حالته الصحية. التقليل من شأن الإصابات أو التسرع في إعادة اللاعبين إلى الملعب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على مسيرتهم الرياضية.
رد فعل الجهاز الفني للمنتخب الأردني
في المقابل، دافع جمال السلامي، مدرب المنتخب الأردني، عن طبيب الفريق، رافضاً تحميله مسؤولية إصابة يزن النعيمات. وأوضح في تصريحات صحافية أن الطبيب قام بواجبه على أكمل وجه في لحظة الإصابة، وأنه لا يمكن تقييم حجم الإصابة بشكل دقيق في تلك اللحظة. وأضاف أن الطبيب طلب استبدال اللاعب، لكن يزن النعيمات أصر على مواصلة اللعب، وأن الأحداث تسارعت بعد ذلك.
هذا التأكيد من المدرب يوضح مدى إصرار اللاعب على تمثيل فريقه، ولكنه لا يقلل من أهمية النقاش حول البروتوكولات الطبية وكيفية تطبيقها بشكل أفضل. المدرب أظهر تفهمه لموقف اللاعب، ولكنه في الوقت نفسه يدرك خطورة الإصابة وتأثيرها على الفريق.
تأثير الإصابة على مسيرة “النشامى” وكأس العالم 2026
تأتي هذه الإصابة في توقيت حرج للمنتخب الأردني، الذي حقق فوزاً ثميناً على العراق بهدف دون رد، ليحجز مقعده في الدور نصف النهائي. في الوقت نفسه، تأهل المنتخب السعودي إلى الدور ذاته بعد فوزه على فلسطين بنتيجة 2-1.
غياب يزن النعيمات يمثل خسارة كبيرة للمنتخب، فهو يعتبر من الركائز الأساسية في تشكيلته. إصابة اللاعب قد تعيق مسيرة الفريق في بطولة كأس العرب، خاصةً في ظل المواجهة الصعبة التي تنتظره أمام المنتخب السعودي.
الأكثر إيلاماً هو أن هذه الإصابة قد تحرم النعيمات من اللحاق بالمنتخب الأردني في مشاركته التاريخية بنهائيات كأس العالم 2026. اللاعب كان من المساهمين الرئيسيين في هذا الإنجاز، وفقدانه سيكون ضربة قوية لطموحات الفريق في البطولة العالمية. المدة المتوقعة للتعافي تتراوح بين 6 و 9 أشهر، مما يجعل مشاركته في كأس العالم 2026 أمراً صعباً للغاية.
مستقبل النعيمات والمنتخب الأردني
بغض النظر عن تفاصيل الخلاف حول طريقة التعامل مع إصابة يزن النعيمات، فإن الأولوية الآن هي توفير الرعاية الطبية اللازمة للاعب، ومساعدته على التعافي بشكل كامل. يجب على الجهاز الطبي للمنتخب واللاعب نفسه العمل معاً لتحديد أفضل خطة علاجية، والالتزام بها بشكل دقيق.
في الوقت نفسه، يجب على المدرب جمال السلامي واللاعبين الآخرين التركيز على بطولة كأس العرب، والعمل على تحقيق أفضل النتائج الممكنة. المنتخب الأردني يمتلك مجموعة من اللاعبين الموهوبين القادرين على تعويض غياب النعيمات، وتحقيق الفوز على المنتخب السعودي.
المنتخب الأردني يواجه تحدياً كبيراً، ولكن بالإصرار والعمل الجماعي، يمكنه تجاوز هذه العقبة، والمضي قدماً نحو تحقيق حلمه في الفوز ببطولة كأس العرب، والتأهل إلى كأس العالم 2026. التركيز على اللاعبين المتاحين، ووضع خطة لعب مناسبة، سيكون أمراً حاسماً في تحقيق النجاح.