أبوظبي في 8 مايو/ وام/ ربما تستحوذ الكرة البرازيلية والأرجنتينية على معظم الأضواء والشهرة عندما تذكر كرة القدم في قارة أمريكا الجنوبية وبصماتها على الساحة العالمية، ولكن الحقيقة أن اللعبة في أوروجواي كان لها من التاريخ والبصمات ما سبق نظيرتيها البرازيلية والأرجنتينية بعقود.
وكان لكرة القدم السبق في مواضع عدة سواء على مستوى قارة أمريكا الجنوبية أو على الساحتين العالمية والأولمبية.
وتحظى كرة القدم في أوروجواي بتاريخ حافل على مدار أكثر من قرن، توجت خلاله بالعديد من الألقاب على كافة المستويات القارية والعالمية والأولمبية، وكانت ندا قويا لنظيرتها بالبرازيل والأرجنتين، بل وتفوقت عليهما أحيانا.
وكان لقوة بطولة الدوري في أوروجواي دور كبير في التتويج بالعديد من الألقاب الدولية التي حصدها المنتخب لتلك الدولة التي تقل تعدادها السكاني كثيرا عن نظيره في معظم بلدان أمريكا الجنوبية، لكنه نجح في تقديم أندية قوية نافست بشراسة على الألقاب في قارتها وحظيت بشعبية جماهيرية طاغية.
وانطلقت بطولة الدوري في أوروجواي مع بداية القرن الماضي، وبالتحديد في عام 1900، لتكون من أقدم بطولات الدوري المحلية في العالم.
وفرض ناديا بينارول وناسيونال العريقان هيمنتهما على المسابقة من بدايتها، ويستحوذ الأول على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بألقاب البطولة برصيد 51 لقبا حتى الآن مقابل 49 لقبا لفريق ناسيونال، ولا يقترب منهما أي ناد أخر في رصيد الألقاب حيث أحرز كل من أصحاب المركز الثالث في السجل الذهبي للبطولة 4 ألقاب فحسب.
وقدمت البطولة على مدار تاريخها العديد من النجوم، الذين صالوا وجالوا في ملاعب أوروجواي والملاعب العالمية.
ومن بين هؤلاء النجوم يبرز لاعبون تركوا بصمات واضحة في رحلة احترافهم الأوروبية مثل النجم الشهير دييجو فورلان والمهاجمين البارزين إدينسون كافاني ولويس سواريز، وأسماء أخرى ربما لم تحظ بنفس الشهرة لكنها تركت بصمة مميزة أيضا مثل فيرناندو مورينا /71 عاما/ مهاجم بينارول السابق.
وبرغم محطات احتراف مورينا القصيرة في كل من رايو فاليكانو وفالنسيا الإسبانيين وبوكا جونيورز الأرجنتيني، حقق اللاعب إنجازات عديدة مع فريق بينارول حيث توج معه بلقب الدوري 6 مرات وبلقبي كأس ليبرتادوريس وكأس انتركونتيننتال.
كما فاز مورينا مع منتخب أوروجواي بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عام 1983.
وإضافة لهذا، فرض مورينا نفسه هدافا تاريخيا لبطولة الدوري في أوروجواي على مدار تاريخها.
وعلى المستوى القاري، كان لأندية أوروجواي نصيب جيد من الألقاب، بواقع 8 ألقاب في بطولة كأس ليبرتادوريس، لتحتل المركز الثالث في قائمة الأكثر فوزا بهذا اللقب بعد أندية الأرجنتين (25 لقبا) والبرازيل (22 لقبا) .
ويأتي بينارول في المركز الثالث بقائمة أكثر الفرق فوزا بلقب البطولة برصيد 5 ألقاب مقابل 7 ألقاب لإندبندنتي الأرجنتيني و6 ألقاب لبوكا جونيورز الأرجنتيني، كما أحرز ناسيونال 3 ألقاب أخرى لأوروجواي في هذه البطولة القارية العريقة.
وعلى مستوى المنتخبات، كان لمنتخب أوروجواي صاحب الرداء ذي اللون “السماوي” بصمات ربما تفوق كثيرا نظيرتها على مستوى الأندية.
وأحرز منتخب أوروجواي لقب النسخة الأولى من بطولة كوبا أمريكا في 1916، ليكون الأول من بين 15 لقبا أحرزها في كوبا أمريكا ويقتسم بها مع المنتخب الأرجنتيني صدارة قائمة أكثر المنتخبات فوزا باللقب.
وتوج منتخب أوروجواي بلقب كوبا أمريكا 6 مرات في أول 10 نسخ من البطولة.
وكانت تلك الفترة، في العقدين الثاني والثالث من القرن الماضي، من العصور الذهبية لمنتخب أوروجواي حيث توجها أيضا بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في كل من دورتي الألعاب الأولمبية 1924 و1928 ليكون أول منتخبات أمريكا الجنوبية فوزا باللقب الأولمبي.
وساهمت إنجازات منتخب أوروجواي على الساحة الأولمبية في دعم فكرة إقامة بطولة كأس العالم.
كما قرر الاتحاد الدولي للعبة منح أوروجواي حق استضافة أول نسخة من المونديال في 1930 تقديرا لما قدمه منتخبها على المستوى الأولمبي في العشرينيات.
واستغل منتخب أوروجواي ذلك، وسطر اسمه مبكرا في السجل الذهبي للمونديال بلقب ثمين على أرضه في 1930 بعد الفوز على نظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية.
كما انتزع منتخب أوروجواي اللقب العالمي مجددا في النسخة التي استضافتها البرازيل عام 1950، وكان بطلا لواحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ اللعبة حيث خاض منتخب أوروجواي المباراة الختامية في هذه البطولة، التي أقيمت بنظام الدوري، في مواجهة منتخب البرازيل وجماهيره العريضة على استاد “ماراكانا” الشهير في ريو دي جانيرو.
وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى التعادل فقط ليتوج بطلا للعالم للمرة الأولى في تاريخه، ولكن منتخب أوروجواي انتزع الفوز الثمين وتوج بواحد من أغلى ألقاب المونديال.
كما قدم منتخب أوروجواي خلال العقدين الماضيين إلى الكرة العالمية جيلا ذهبيا آخر، يعتبره كثيرون هو الأفضل في تاريخ هذا الفريق.
ونجح هذا الفريق بقيادة مديره الفني الشهير أوسكار تاباريز، وفي وجود لاعبين مميزين مثل سواريز وفورلان ودييجو لوجان ودييجو جودين، في الوصول بجدارة إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والفوز بالمركز الرابع.
كما أحرز فورلان لقب أفضل لاعب في نفس النسخة من البطولة إضافة إلى مشاركته أكثر من لاعب في صدارة قائمة هدافي البطولة.
وبرغم اعتزال نجوم هذا الجيل، يبدو منتخب أوروجواي على موعد مع جيل آخر ذهبي خلال السنوات المقبلة بقيادة فيدريكو فالفيردي نجم ريال مدريد الإسباني ورونالد أراوخو مدافع برشلونة.
أحمد البوتلي/ أحمد زهران