سبيت خاطر: إخفاق المنتخب مسؤولية المدرب واللاعبين.. وليس تقصيراً إدارياً

تحليل أسباب إخفاق المنتخب الإماراتي في التأهل لكأس العالم 2026.. مسؤولية فنية مشتركة وليست إدارية

خسارة المنتخب الإماراتي أمام نظيره العراقي بنتيجة 1-2 في ختام تصفيات الملحق الآسيوي لكأس العالم 2026 كانت بمثابة صدمة لملايين المشجعين الإماراتيين. ولكن بعيدًا عن خيبة الأمل، يرى المحلل الرياضي سبيت خاطر أن المسؤولية عن هذا الإخفاق تقع بشكل أساسي على عاتق الجهاز الفني واللاعبين، نافيًا أي تقصير إداري من قبل اتحاد كرة القدم. إن هذا التحليل يقدم رؤية معمقة لأسباب عدم التأهل، ويتطرق إلى جوانب فنية وتكتيكية مهمة، بالإضافة إلى تقييم الأداء العام للمنتخب في التصفيات.

دور الاتحاد الإماراتي لكرة القدم: دعم كامل دون تقصير

أكد سبيت خاطر بشكل قاطع أن اتحاد كرة القدم الإماراتي لم يقصر في تقديم الدعم اللازم للمنتخب الوطني. وأوضح أن الاتحاد قد وفر كافة السبل والإمكانيات التي تساعد على نجاح “الأبيض” في مهمته للتأهل، بما في ذلك تأجيل مباريات الدوري لتوفير الوقت الكافي للاستعداد، وتلبية جميع طلبات الجهاز الفني. وهذا يشير إلى أن الإخفاق لم يكن نتيجة لعدم توفر الموارد أو الدعم اللوجستي، بل يعود إلى أسباب فنية بحتة.

أجواء إيجابية وطموحات كبيرة.. ثم خيبة الأمل

في الفترة التي سبقت المواجهات الحاسمة، شهدت الرياضة الإماراتية أجواء من التلاحم والتعاون بين جميع المؤسسات الرياضية. من اتحاد الكرة إلى الرابطة والمجالس الرياضية، سادت روح إيجابية وتفاؤل كبير قبل خوض المباريات. ولكن، يبدو أن هذا التفاؤل لم يترجم إلى أداء على أرض الملعب بالشكل المطلوب. وكشف خاطر أن الواقع الفني أظهر تدريجيًا مشكلات ظهرت خلال المباريات، على الرغم من الإعدادات الواعدة.

تذبذب الأداء الفني: مشكلة دفاعية مزمنة

أشار المحلل الرياضي إلى أن قراءة الأرقام قبل التصفيات كانت تشير إلى إمكانية تحقيق نتائج جيدة، حيث حقق المنتخب الفوز في المباريات الودية وسجل عددًا جيدًا من الأهداف. إخفاق المنتخب الإماراتي لم يكن متوقعًا، ولكن المشكلة الدفاعية كانت واضحة منذ البداية ولم يتم معالجتها بفعالية.

في المباريات الرسمية، لم يحقق المنتخب الفوز في سوى مباراة واحدة، واستقبل سبعة أهداف مقابل ستة أهداف سجلها. هذا التناقض يؤكد استمرار المشكلة الدفاعية من المباريات الودية إلى المباريات الرسمية. وهذه النقطة تحديدًا تحتاج إلى دراسة متأنية لتحديد أسبابها الجذرية.

التغييرات المستمرة والتشكيلة غير المستقرة

أحد العوامل التي ساهمت في تذبذب أداء المنتخب هو كثرة التغييرات وعدم الاستقرار على التشكيلة الأساسية. فقد أثرت هذه التغييرات بشكل مباشر على انسجام الفريق وتفاهمه بين اللاعبين. كما أن المدرب لم يركز بشكل كافٍ على تفاصيل مهمة تتعلق بنوعية اللاعبين وأدوارهم في الملعب، مما أدى إلى عدم استغلال الإمكانات الكاملة لبعض اللاعبين.

التحذيرات التي لم تُترجم إلى حلول

على الرغم من الحديث المتكرر عن مشكلة الكرات العرضية والتحذيرات من ارتكاب الأخطاء، إلا أن هذه التحذيرات لم تُترجم إلى حلول عملية داخل الملعب. ففي البطولات الإقصائية، لا توجد فرصة للتعويض عن الأخطاء، وبالتالي فإن التركيز على تفادي الأخطاء أمر بالغ الأهمية.

تقييم أداء اللاعبين: إشادة بنادر وتحفظات على خيمينيز

أشاد سبيت خاطر بأداء يحيى نادر في المباراة الأخيرة، مؤكداً أنه قدم أحد أفضل مبارياته وصنع هدفًا وترك بصمة واضحة في خط الوسط. واعتبره أكثر تأثيرًا من نيكولاس خيمينيز في نفس المركز. هذا يؤكد أهمية اختيار اللاعبين المناسبين وتنفيذ التكتيكات الصحيحة. المنتخب الإماراتي يمتلك عناصر مميزة، ولكن الاستفادة منها بالشكل الأمثل يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتدريبًا مكثفًا.

المرحلة المقبلة: كأس العرب فرصة للتصحيح

يرى خاطر أن بطولة كأس العرب تمثل فرصة مهمة للمنتخب، سواء للمدرب أو للاتحاد، لتصحيح الأخطاء وبناء استقرار فني واضح. وشدد على ضرورة عقد جلسة واضحة بين الطرفين لتحديد الأهداف طويلة المدى ومعالجة المشكلات الدفاعية من الآن، استعدادًا لبطولة كأس آسيا 2027. الزمن لا ينتظر أحدًا، والعمل يجب أن يبدأ فورًا. إعداد فريق كرة القدم الإماراتي يتطلب تركيزًا وجهودًا مستمرة.

الخلاصة: الصبر والعمل المتواصل لتحقيق الأهداف

في الختام، أكد سبيت خاطر أن المنتخب الإماراتي يملك مقومات النجاح، وأن آخر مباراة تمنح مؤشرًا يمكن البناء عليه. ودعا إلى مواصلة العمل بثقة دون يأس، لأن الطريق نحو تحقيق الأهداف يحتاج إلى صبر وجهود متواصلة. إن التأهل لكأس العالم يظل هدفًا رئيسيًا، ويتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف لتحقيقه في المستقبل.