قال رياضيون ومحللون فنيون إن حلم المنتخب الوطني لكرة القدم بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 سيتبدد حتى عن طريق الملحق، حال لم يفز في مباراته المقبلة أمام كوريا الشمالية بعد غدٍ، بعد أن تراجعت فرصته في التأهل المباشر عقب الخسارة التي تعرض لها الخميس الماضي أمام إيران بهدفين نظيفين.
وأضافوا لـ«الإمارات اليوم»: «الحظوظ باتت صعبة، وتحتاج إلى ما يشبه المعجزة، لكن على المنتخب أن يقاتل للفوز في الجولات الثلاث المتبقية، وحصد تسع نقاط، وانتظار أن تخدمه نتائج الآخرين، خصوصاً مباراة أوزبكستان وقطر».
وأشاروا إلى أن «هناك العديد من السلبيات في المنتخب كشفتها مباراة إيران، من بينها ظهوره من دون هوية، بعيداً عن الانسجام، بجانب إشراك لاعبين في التشكيلة لا يلعبون أساسيين مع فرقهم، مثل حارب عبدالله ويحيى الغساني وعبدالله رمضان، وعدم الاستفادة من وجود عناصر مؤثرة مثل لوان بيريرا، فضلاً عن أن طريقة اللعب التي انتهجها المدرب البرتغالي باولو بينتو في مباراة إيران لم تكن مثالية، إضافة لعدم الإعداد الجيد للمنتخب، في حين كانت هناك إيجابية وحيدة تمثلت في مشاركة اللاعب كايو لوكاس للمرة الأولى بقميص الأبيض».
ويتصدر المنتخب الإيراني الترتيب بـ19 نقطة، ويحل أوزبكستان ثانياً بـ16 نقطة، والأبيض ثالثاً برصيد 10 نقاط، وقطر رابعاً بالرصيد نفسه، وقيرغيزستان خامساً بثلاث نقاط، وكوريا الشمالية سادساً برصيد نقطتين فقط.
أمر طبيعي
وقال مشرف المنتخب الوطني السابق والمحلل الفني، الدكتور حسن سهيل، إن «ما حدث للمنتخب إمام إيران أمر طبيعي لقصر فترة الإعداد، رغم أن الأبيض يخوض مباراة قوية كانت تتطلب إعداداً أفضل».
وأضاف: «كان يجب على مدرب المنتخب أن يطلب توقف الدوري والاستحقاقات المحلية من أجل إعداد المنتخب بشكل جيد».
وأكمل «من أبرز النقاط السلبية التي كشفت عنها مباراة إيران أن المنتخب ظهر من دون هوية، كما أنه بدا غير متجانس، وبدا أيضاً كل لاعب تائهاً في الملعب لا يعرف ماذا يفعل، فضلاً عن إهدار الفرص، بعكس المنتخب الإيراني، وهذا الأمر هو نتيجة عدم الإعداد الجيد، بجانب أن مدرب المنتخب بينتو يجب أن يدرك أنه ليس كل لاعب يتم اختياره للمنتخب يمكنه أن يلعب أساسياً، وأن بينتو ضم لاعبين لا يلعبون أساسيين في الدوري، مثل سلطان عادل وحارب عبدالله ويحيى الغساني، حتى إنهم لم يظهروا في الملعب بقدرات فنية عالية، لابتعادهم عن اللعب أساسيين».
وأردف حسن سهيل «المنتخب بدأ هذه التصفيات بتشكيلة مختلفة، وظهر في مباراة إيران أيضاً بتشكيلة مختلفة عن تلك التي بدأ بها التصفيات، وبدا المنتخب أكثر منتخبات البطولة تجريباً للاعبين، في حين أنه يفترض ألا تكون هذه التجارب خلال تصفيات كأس العالم».
وأكمل «رغم أن حظوظ المنتخب تراجعت بشكل كبير، لكن الأمل لايزال موجوداً، خصوصاً على صعيد التأهل عن طريق الملحق، لكن هذا الأمر يتطلب الإعداد والتركيز الجيد، ورغم ذلك فإن أملنا كبير في التأهل للمونديال».
نقاط سلبية كثيرة
من جهته، قال مدير فريق كرة القدم بنادي النصر سابقاً والمحلل الفني، خالد عبيد، إن «فرص المنتخب في التأهل المباشر للمونديال تراجعت بعد خسارته أمام إيران، مقابل فوز قطر على كوريا الشمالية 5-1، كما أن المنتخب بهذه الخسارة صعّب المهمة على نفسه، بينما كنا ننتظر أن يلعب بينتو أمام إيران على التعادل حتى يتمكن من حصد نقطة ليقفز برصيده إلى 11 نقطة».
وأضاف خالد عبيد «هناك نقاط سلبية عدة خرج بها المنتخب من مباراة إيران، أولها أن حسابات بينتو في المباراة لم تكن صحيحة، كونه لم يلعب على التعادل أمام إيران، لذلك فإن شباك المنتخب استقبلت هدفين بسبب طريقة اللعب التي انتهجها بينتو خلال المباراة، وهي أسلوب اللعب المفتوح، رغم أنه يواجه منتخب إيران متصدر الترتيب والمدجج بالنجوم، وفي أرضه وأمام جمهوره».
وأردف «من النقاط السلبية أيضاً أن المنتخب لم يستغل وجود لاعبين مؤثرين في المنتخب، مثل لوان بيريرا الذي يلعب أساسياً مع فريقه الشارقة، بل إن بينتو اعتمد في التشكيلة الأساسية على لاعبين لا يلعبون أساسيين مع فرقهم في الدوري، مثل يحيى الغساني وحارب عبدالله، مع احترامي لهما، وحتى اللاعب عبدالله رمضان فهو أيضاً ليس أساسياً في فريقه الجزيرة، كما أننا لا نعرف شيئاً عن اللاعب ماكنزي هانت إن كان يلعب أساسياً مع فريقه أمام لا».
وأكمل خالد عبيد «النقطة الإيجابية الوحيدة التي خرج بها المنتخب في هذه المباراة هي مشاركة اللاعب كايو لوكاس». وتابع خالد عبيد «فرص المنتخب في التأهل المباشر للمونديال، رغم أنها موجودة، إلا أنها باتت حالياً أكثر صعوبة، وتعتمد على الحظ، وانتظار أن تخدمه نتائج الآخرين في المجموعة».
وتابع: «خيار المنتخب الوحيد هو الفوز في المباراة المقبلة أمام كوريا الشمالية، وبعدها يتم النظر في الجولتين الأخيرتين، لكن في حال لم يفز على كوريا الشمالية فإن حلم التأهل إلى المونديال سيتبدد حتى عن طريق الملحق، لأن قطر لديها مهمة سهلة أمام قيرغيزستان في الجولة المقبلة».
الحظوظ تراجعت
بدوره، قال المدرب الوطني في كرة القدم واللاعب الدولي السابق، نواف مبارك، إن «حظوظ المنتخب في التأهل إلى كأس العالم تراجعت كثيراً، إلا أنها لاتزال موجودة طالما أن هناك ثلاث جولات متبقية في التصفيات، ويمكن أن تخدم الظروف المنتخب في الجولات المتبقية». وأضاف: «في حال أراد المنتخب التأهل إلى المونديال، فإنه لا خيار آخر أمامه سوى الفوز في جميع المباريات الثلاث أمام كوريا الشمالية وقيرغيزستان وأوزبكستان، وانتظار أن تخدمه نتائج المنتخبات الأخرى في المجموعة».
وتابع نواف مبارك: «المنظومة الدفاعية تعد إحدى النقاط السلبية في المنتخب، كما أن المنتخب يفتقد تسجيل الأهداف».
وأكمل «الإيجابية الوحيدة التي كشفتها مباراة إيران تمثلت في مشاركة كايو لوكاس، وهو مكسب للمنتخب، لكنه بحاجة إلى وجود عناصر معه تساعده، وأعتقد أنه كان يجب أن يتم استثمار وجود عناصر مؤثرة في المنتخب».