كأس العرب 2023: فرصة ذهبية لـ “الأبيض” الإماراتي لتعويض الإخفاق وبناء مستقبل واعد
تنطلق اليوم بطولة كأس العرب في الدوحة القطرية، حاملةً معها آمالًا وطموحات الجماهير الإماراتية في رؤية منتخب بلادهم يقدم أداءً مشرفًا يعوض خيبة عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026. يضع الرياضيون والمحللون هذه البطولة كمنصة مثالية للمدرب الروماني، أولاريو كوزمين، لتصحيح المسار وبناء فريق أكثر استقرارًا وقدرة على المنافسة، ومصالحة الجماهير بعد سلسلة من النتائج المخيبة. تُعد هذه المشاركة أكثر من مجرد بطولة، بل هي استثمار في المستقبل الكروي للإمارات.
بطولة كأس العرب: نقطة تحول محتملة للمنتخب الإماراتي
يشير الخبراء إلى أن المنتخب الإماراتي يواجه تحديًا كبيرًا بعد إخفاقه في الوصول إلى كأس العالم، وأن بطولة كأس العرب تمثل فرصة حقيقية لتغيير الصورة. فالفوز باللقب أو حتى تقديم أداء قوي ومنافسة على المراكز المتقدمة سيعزز الثقة بالنفس لدى اللاعبين ويعيد الأمل للجماهير. كما أنها فرصة لتقييم أداء المدرب كوزمين وتحديد نقاط القوة والضعف في الفريق قبل الاستحقاقات القادمة.
أهمية الاستقرار الفني وتجنب التغييرات المتكررة
أحد أهم النقاط التي أثيرت في أوساط الرياضة الإماراتية هو ضرورة الاستقرار على الجهاز الفني. فخلال الثماني سنوات الماضية، تعاقب على قيادة المنتخب ثمانية مدربين مختلفين، وهو ما أثر سلبًا على مستوى الفريق ودفعه إلى التخبط وعدم القدرة على بناء هوية واضحة. يدعو الخبراء إلى منح المدرب كوزمين الفرصة الكاملة لإثبات قدراته، والتأكيد على أهمية دعمه حتى نهاية عقده في عام 2027. إن الاستمرارية في العمل تسمح ببناء فلسفة لعب واضحة وتطوير اللاعبين بشكل متكامل.
أهداف المنتخب في كأس العرب: المنافسة والتحضير للمستقبل
لا يقتصر هدف المنتخب الإماراتي في كأس العرب على تحقيق الفوز فحسب، بل يتعداه إلى تحقيق أهداف أخرى مهمة. من بين هذه الأهداف:
- اكتساب الخبرة للعناصر الجديدة: إتاحة الفرصة للاعبين الشباب للمشاركة وإثبات قدراتهم في بطولة ذات مستوى عالٍ.
- الإعداد المبكر لكأس آسيا 2027: استغلال البطولة كتحضير لمنافسات كأس آسيا، التي تعتبر هدفًا رئيسيًا للمنتخب الإماراتي.
- استعادة ثقة الجماهير: تقديم أداء مقنع وممتع يعيد حماس الجماهير ويدعم المنتخب في كل استحقاق.
- الاستقرار على تشكيلة أساسية: إعطاء فرصة للاعبين لإظهار مستواهم والوصول إلى تشكيلة ثابتة يرتكز عليها المدرب في المستقبل.
مواجهات المنتخب في الدور الأول: تحديات وفرص
يقع المنتخب الإماراتي في المجموعة الثالثة ببطولة كأس العرب، والتي تضم منتخبات مصر والأردن والكويت. مواجهة الافتتاح ستكون ضد المنتخب الأردني “النشامى” على استاد البيت، وهي مباراة صعبة تتطلب تركيزًا عاليًا واستعدادًا بدنيًا ونفسيًا. بعدها، سيواجه المنتخب نظيره المصري على استاد لوسيل، وهي مواجهة تاريخية وحاسمة. ويختتم المنتخب مبارياته في الدور الأول بمواجهة منتخب الكويت على استاد 974. يتوقع المحللون أن هذه المجموعة ستكون مليئة بالمفاجآت والتحديات، وأن المنتخب الإماراتي سيحتاج إلى تقديم أداء متميز للتأهل إلى الدور الثاني.
آراء الخبراء: دعم مستمر لكوزمين وتحديد الأهداف بوضوح
يرى الدكتور حسن سهيل، المشرف السابق على المنتخب الوطني والمحلل الفني، أن البطولة فرصة ذهبية للاحتكاك بمنتخبات قوية، وأن الوصول إلى الأدوار المتقدمة سيكون خطوة مهمة في طريق الإعداد لكأس آسيا 2027. ويطالب اتحاد الكرة بتحديد أهدافه بوضوح خلال السنوات الخمس المقبلة، مع الاستقرار على الجهاز الفني.
ويصف علي حميد، المعلق الرياضي والمحلل الفني، البطولة بأنها “غاية في الأهمية”، معتبرًا أنها تمثل تعويضًا نسبيًا عن عدم التأهل للمونديال. ويشير إلى أن المدرب كوزمين لم يتمكن حتى الآن من تحقيق الطموحات المرجوة، لكنه يفضل استمراره حتى نهاية عقده.
أما جمعة العبدولي، مدير فريق دبا والمحلل الرياضي، فيؤكد أن الهدف الأكبر من المشاركة يجب أن يكون المنافسة على اللقب، رغم أن “لا شيء يعوّض فقدان فرصة التأهل لكأس العالم”.
تدريبات “الأبيض” استعدادًا لمواجهة الأردن
أقام المنتخب الوطني حصة تدريبية ثانية في الدوحة تحت إشراف المدرب أولاريو كوزمين، استعدادًا للمواجهة المرتقبة ضد المنتخب الأردني. شهد التدريب تركيزًا عالياً وجدية واضحة من اللاعبين، حيث عمل الجهاز الفني على رفع جاهزيتهم البدنية والفنية والذهنية. ومن المتوقع أن يكشف المدرب كوزمين عن التشكيلة الأساسية وخطة اللعب التي سيبدأ بها المنتخب مشواره في البطولة.
ختامًا، كأس العرب ليست مجرد بطولة أخرى للمنتخب الإماراتي، بل هي فرصة لتصحيح الأوضاع، واستعادة الثقة، وبناء مستقبل واعد. يتطلب ذلك دعمًا كاملًا من الجماهير والإدارة، واستقرارًا فنيًا، وعملًا جادًا من اللاعبين. الكل يأمل أن يرى “الأبيض” الإماراتي يقدم أداءً يليق بطموحاته ويثبت أنه قادر على التعويض عن الإخفاقات وتحقيق الإنجازات في المستقبل.
