كتب دوري أدنوك للمحترفين للموسم 2022-2023 شهادة التألق لبعض اللاعبين، سواء مواطنين أو أجانب، لكنه في الوقت نفسه لم يرتق فنياً إلى المستوى المطلوب، رغم قوة المنافسة على لقب البطولة حتى الجولات الأخيرة من عمر المسابقة، ولعل أبرز اللاعبين ممن كتبوا شهادة تألقهم هم يحيى الغساني، الذي استطاع قيادة فريقه شباب الأهلي إلى لقب الدوري.
وظهر في الموسم خمسة لاعبين مميزين للمرة الأولى ليكونوا محط أنظار الأندية، ومنهم إضافة إلى الغساني، كل من نجم الوصل علي صالح، وأحمد عامر مهاجم اتحاد كلباء، وأحمد جميل جناح شباب الأهلي، وكلهم انضم إلى المنتخب الوطني، وأصبح الأخير الجناح الأساسي لـ«الأبيض»، كما تألق مع عجمان المحترف التونسي فراس بالعربي بشكل لافت، إضافة إلى المهاجم المغربي وليد أزارو، وكلاهما قريب من مغادرة «البرتقالي».
من جانب آخر، أكد وكلاء لاعبين أن الموسم المنصرم لم ينجح فنياً بالشكل المطلوب، كما لم تسجل أي صفقة أفضلية فنية لهذا الفريق أو ذاك، وأشاروا إلى أن الموسم ظهر بمستوى متواضع، ولم يقدم اللاعبون مردوداً فنياً يتناسب والتوقعات بشكل عام. وقالوا إن الدليل على ذلك، أن اللاعبين الموجودين من قبل هم من تألقوا بشدة على المستوى التهديفي مثلاً، وهم علي مبخوت، ولابا كودجو. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن شدة المنافسة بين الفرق لم تكن سبباً في زيادة إنفاق الأندية، مع وعي مجالس الإدارات بالحد من الصرف المبالغ فيه.
وأكدوا أن الموسم الذي شهد منافسة قوية بين ستة فرق حتى الجولات الأخيرة من عمر المسابقة، نتج عنه فوز شباب الأهلي الذي كان الأقل إنفاقاً مقارنة ببقية الأندية المنافسة على لقب الدوري، بينما خسر الشارقة الأكثر صرفاً، إضافة إلى فريق الجزيرة.
وأشاروا إلى أن الموسم المنصرم نجح تسويقياً وإدارياً في عدد من الأمور، نتيجة صفقات الشارقة العالمية التي أبرمها، وأسهمت في جذب الجمهور، إضافة إلى العمل الإداري الناجح في التخطيط والتدبير، خارج الملعب، ومن ذلك شباب الأهلي بطل الدوري، الذي توج بالدرع، رغم أنه لا يملك هداف البطولة أو أفضل خط دفاع أو صانع ألعاب، وإنما عن طريق نجاح مجلس الإدارة في استقطاب مدرب جيد ونوعيات معينة من اللاعبين بأسعار مقبولة.
موسم ضعيف
قال وكيل اللاعبين، وليد الشامسي: «دوري المحترفين لم ينتج عنه لاعب مميز مثل المواسم السابقة، التي كانت دائماً ينتج عنها لاعب مواطن مميز أو صفقة سوبر، فظهر فقط اللاعبون السابقون أمثال علي مبخوت، وليما، ولابا كودجو، وفراس بالعربي، وعلي صالح، وجميعهم لاعبون موجودون من الموسم قبل الماضي، أما الموسم المنصرم، فلم ينتج عنه لاعب مميز».
وأضاف: «المنافسة على الدوري تنحصر عادة بين ستة فرق، وبقية الأندية الثمانية تنافس على مراكز الوسط والهروب من الهبوط، واللاعب الوحيد الذي قد يكون صنع الفارق هو لاعب الشارقة في الميركاتو الشتوي ومهاجم الرأس الأخضر دجانيني، الذي نجح في تسجيل خمسة أهداف في أول سبع مباريات له مع الفريق، ولكنه للأسف اختفى أيضاً في الجولات الأخيرة من عمر الدوري».
وتابع: «نستطيع القول إن الموسم الحالي هو دوري مجالس الإدارات، التي كان لها دور كبير في حسم اللقب، والدليل شباب الأهلي البطل، وهو لا يملك أي صفقة مميزة أو هدافاً أو لاعباً بالملايين، فالموسم المقبل سيكون أقوى مع التغييرات الفنية في فرق الصدارة، وستسعى الفرق التي خرجت من المنافسة الموسم المنصرم إلى الظهور بقوة خلال الموسم المقبل».
صفقات «عالمية»
أكد وكيل اللاعبين، حمد الدوسري، أن الصفقات التي أبرمها الشارقة دعمت «دورينا» على المستوى التسويقي، لكنه قال إنه رغم ذلك لم ينجح الفريق في تحقيق لقب الدوري، وفي المقابل نجح في تحقيق ثلاثة ألقاب كانت كفيلة بتحقيق نوع من التوازن لجمهوره، الذي كان يبحث أيضاً عن التتويج بدرع الدوري، البطولة الأهم في الموسم.
وأضاف: «تعاقدات الشارقة مع أسماء عالمية قدمت خدمة تسويقية كبيرة للدوري خارجياً، خصوصاً بعد أن بات حديث وسائل إعلامية، بسبب النجوم الذين انتقلوا إلى الدوري، خصوصاً مع الشارقة، لكن أعتقد أن الموسم المقبل سيكون صعباً على كل الفرق، واختباراً آخر أمام الفرق التي لم توفق الموسم المنصرم للتعلم من أخطائها، لكنني لا أتوقع أن يكون هناك صرف كبير على الصفقات».
وأضاف: «العلامة الفارقة في دورينا هم اللاعبون الصاعدون، ومنهم تألق علي صالح مع الوصل، وأحمد جميل وبدر ناصر مع شباب الأهلي، كما نجح عجمان، الذي تمتع بالاستقرار الفني، ووُفّق في حسن الاختيار والاستثمار في اللاعبين الأجانب، وهذا التألق سيجعل اللاعبين عرضة بالتأكيد للعروض الخارجية من الأندية بمبالغ مالية أكبر من المبالغ المخصصة للتعاقدات في النادي».
وأكد الدوسري أن الموسم المقبل سيكون صعباً على الفرق
كافة، خصوصاً على الأندية ذات الميزانيات المحدودة، التي لن تنجح في تجهيز قائمتها باللاعبين ودكة البدلاء التي تساعد الفريق في مشوار الدوري.
غياب المميزين
أكد وكيل اللاعبين منذر علي، أن دوري المحترفين في الموسم المنصرم لم يرتق فنياً إلى مستوى الموسم قبله، الذي كان أفضل من وجهة نظره، وأشار إلى أن الدوري لم ينتج عنه لاعب مميز في الفئات الثلاث (مواطنين، أجانب، مقيمين)، وقال إن ذلك ظهر بشكل كبير في مختلف الفرق، وأشار إلى أن الجيد في الموسم هو عودة كثير من الفرق للمنافسة، مثل الوصل، والوحدة، والجزيرة، والشارقة، بجانب العين، وشباب الأهلي.
وقال: «موسم متوسط المستوى الفني، لم يظهر فيه أي لاعب مميز في المواطنين، باستثناء اللاعبين السابقين، أمثال علي مبخوت، وأيضاً المميز علي صالح، الذي نجح في فرض اسمه سواء مع الوصل أو المنتخب، وعلى مستوى الأجانب لم يظهر أحد أيضاً بخلاف لاعبي الموسم الماضي، والحال ينطبق على اللاعبين المقيمين، الذين ربما لم يحصلوا على فرصتهم كاملة في الظهور بالمباريات».
وأضاف: «اللاعب المقيم في الوصل، المالي سياكا، ربما يكون من الأسماء التي فرضت نفسها بقائمة (الامبراطور)، وأصبح من الأسماء المهمة في القائمة الأساسية. مستويات الفرق لم ترتق إلى المستوى المطلوب، وبالفعل كان هناك تنافس كبير، ولكن هذا التنافس لم يعكس تطور الفرق بقدر ما عكس تذبذب مستوى العديد منها، وهو ما استغله فريق شباب الأهلي جيداً في التعود على وتيرة الانتصارات، وحسم لقب الدوري».
وتابع: «عودة بعض الفرق للمنافسة في الموسم المنصرم، سيكون لها أثر أكيد في الموسم المقبل، ومن وجهة نظري، ستعمل هذه الفرق على استغلال الوجود في المنافسة لمحاولة جلب لاعبين متميزين، ما قد يعد بموسم أقوى من الماضي».
يحيى الغساني وعلي صالح وأحمد عامر وأحمد جميل وفراس بالعربي ووليد أزارو من الأسماء التي فرضت نفسها وتألقت في الموسم المنصرم.