خابت توقعات منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي «شات جي بي تي» الأكثر شهرة التابع لشركة «أوبن إيه آي» الأميركية، و«كوبايلوت» المملوك لشركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة «مايكروسوفت»، و«ميتا إيه إي» الخاص بشركة التكنولوجيا وخدمات الإنترنت الأميركية «ميتا» في التنبؤ بهوية بطل كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» في الكويت، ما يعزّز من صحة مصطلح «هلوسة الذكاء الاصطناعي»، الذي يشير إلى إعطاء إجابات واثقة على الرغم من اختلافها وكونها لا تستند إلى مصدر موثوق ضمن بيانات التدريب والتحقق والاختبار التي خضعت لها وفقاً لتعريف «ويكيبيديا».
وأخفقت المنصات الثلاث مجتمعة ليس فقط في التنبؤ بهوية البطل، بل أيضاً في التوقع بأن اللقب سيقتصر على البحرين وعمان اللتين تتقابلان في المباراة النهائية مساء اليوم على استاد جابر الأحمد الدولي في الكويت. علماً بأن أكثر التوقعات دقة قدمها «كوبايلوت»، الذي تنبأ بتأهل المنتخب البحريني إلى المباراة النهائية، لكنه أضاف توقعاً خاطئاً بفوز «الأحمر» أمام شقيقه القطري، وهو السيناريو الذي لن يتحقق بعد أن ودع «العنابي» البطولة بشكل مفاجئ من الدور الأول.
وكانت «الإمارات اليوم» قد استعانت مع انطلاقة البطولة بالمنصات الثلاث الأكثر شهرة حول العالم للتعرّف إلى هوية المتأهلين من المجموعات إلى نصف النهائي والنهائي، والمنتخب المتوج باللقب، وقد جرى طرح الأسئلة نفسها على المنصات الثلاث.
وكان «شات جي بي تي» قد تنبأ بفوز قطر بالبطولة بعد التأهل من المجموعة الأولى رفقة الإمارات، والفوز على السعودية في نصف النهائي والتتويج باللقب بالانتصار على الإمارات في النهائي، بينما توقع «كوبايلوت» أن يحصل العراق على اللقب، بالصعود رفقة البحرين من المجموعة الثانية، والانتصار على قطر في نصف النهائي وحسم اللقب في مواجهة البحرين في النهائي.
من جانبها، رجحت منصة «ميتا إيه إي» أن يفوز المنتخب السعودي بعد أن يصعد من المجموعة الثانية رفقة العراق، ويعبر إلى المباراة النهائية على حساب «الإمارات أو قطر»، وأن يأتي تتويجه باللقب على حساب المنتخب الكويتي «المستضيف».
وأكد المختص في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، المهندس السعودي سالم المري، أنه يمكن الاستفادة من منصات الذكاء الاصطناعي بشكل عام في العديد من المجالات، لكنها لا تتمتع بالدقة في التوقعات عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، وأن بعض المنصات قدمت توقعات خاطئة سابقاً.
وقال سالم المري لـ«الإمارات اليوم»: «في كرة القدم، تعتمد التوقعات بشكل كبير على المستوى العام للمنتخب ومنافسيه في المجموعة، وبالتالي طريقه نحو المباراة النهائية، إضافة إلى مستوى الدوري المحلي للمنتخب المعني. فمثلاً، تعتبر قطر والسعودية من بين الدوريات الأقوى».
وأشار إلى أن أغلبية الأبحاث العلمية تؤكد أهمية عدم أخذ مخرجات الذكاء الاصطناعي على محمل الجد، وأهمية تدقيقها، وأضاف: «في تقديري، أن توقعات فوز قطر أو السعودية أو العراق باللقب ليست مبنية على أسس صحيحة، وأن المنصات الثلاث قدمت تنبؤات معتمدة على إجابات في مواقع إلكترونية».