في ظل الاستعدادات المكثفة لخوض غمار بطولة كأس أمم إفريقيا المقبلة، اتخذت منتخبات شمال إفريقيا، تونس والجزائر والمغرب، قراراً استراتيجياً بالمشاركة في كأس العرب 2025 بتشكيلات رديفة. هذا التوجه ليس مجرد خيار تكتيكي، بل هو خطوة مدروسة تهدف إلى تحقيق التوازن بين المنافستين، والحفاظ على جاهزية اللاعبين الأساسيين، ومنح الفرصة للعناصر الجديدة لإثبات قدراتها.
الاستعداد لكأس أمم إفريقيا: الدافع وراء التشكيلات الرديفة
يعتبر قرار إرسال تشكيلات رديفة إلى كأس العرب نابعاً من رؤية فنية واضحة، تضع كأس أمم إفريقيا على رأس الأولويات. فمع اقتراب موعد البطولة القارية، يفضل الجهاز الفني للمنتخبات الثلاثة الحفاظ على اللاعبين الأساسيين في أفضل حالاتهم البدنية والفنية، وتجنب إرهاقهم في بطولة أخرى ذات مستوى عالٍ من المنافسة.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا التوجه فرصة ثمينة لتعزيز العمق الفني والبدني للمنتخبات، واكتشاف مواهب جديدة قد تكون قادرة على تقديم الإضافة في المستقبل القريب. فبطولة كأس العرب، على الرغم من أهميتها، تعتبر محطة مثالية لتجربة اللاعبين الجدد وتقييم مستوياتهم في مباريات رسمية قوية.
المنتخب المغربي: مزيج من الخبرة والشباب في كأس العرب
يبرز المنتخب المغربي كأحد أبرز المنتخبات التي تعتمد على تشكيلة رديفة في كأس العرب. القائمة التي أعلن عنها المدرب تتضمن مزيجاً من اللاعبين ذوي الخبرة والشباب الواعد، مما يضمن الحفاظ على مستوى تنافسي عالٍ.
تشكيلة الأسود في كأس العرب
تشمل قائمة حراسة المرمى صلاح الدين شهاب ومهدي بنعبيد ورشيد غانمي، بينما يعزز خط الدفاع هيثم منعوت وحمزة الموساوي ومروان الوادني ومحمد مفيد. في وسط الميدان، يعتمد الجهاز الفني على أسماء مثل أيوب خيري وخالد آيت أورخان ومحمد ربيع حريمات، أما الهجوم فيقوده نجوم بارزون مثل عبد الرزاق حمد الله ووليد أزارو وكريم البركاوي، بالإضافة إلى طارق تيسودالي وأسامة طنان وأشرف بن شرقي.
يخوض المنتخب المغربي منافسات مجموعة تضم منتخبات عمان أو الصومال أو اليمن أو جزر القمر، وهي مجموعة تمنح الفريق فرصة مناسبة للانسجام والتأقلم قبل الأدوار الإقصائية.
الجزائر: قائمة رديفة واعدة في كأس العرب
لم يتوانَ المنتخب الجزائري عن تبني نفس الاستراتيجية، حيث أعلن عن قائمة رديفة قوية ومجهزة للمشاركة في كأس العرب. القائمة لا تخلو من الأسماء اللامعة وصاحبة الخبرة، مما يعكس حرص الجهاز الفني على تقديم أداء جيد في البطولة.
تشكيلة محاربي الصحراء في كأس العرب
في حراسة المرمى، يتواجد كل من فريد شعال وريان يسلي ومحمد حديد. ويعزز خط الدفاع هواري باعوش ونوفل خاسف ومحمد عزي وعبد القادر بدران. يقود خط الوسط سفيان بن دبكة وفيكتور لكحل وحسام مريزيق، بينما يتألق في الهجوم ياسين براهيمي وإسلام سليماني وأمير سعيود وياسين بن زية وآدم وناس.
تونس: فرصة لإثبات الذات في كأس العرب
من جانبه، أعلن منتخب تونس عن قائمة رديفة قادرة على تقديم مستويات جيدة في البطولة. يعتمد المنتخب التونسي على مجموعة من اللاعبين الذين يمتلكون خبرة كبيرة على الساحة العربية والقارية، مما يضمن الحفاظ على مستوى تنافسي عالٍ.
تشكيلة نسور قرطاج في كأس العرب
تضم قائمة حراسة المرمى أيمن دحمان ونور الدين فرحاتي، بينما يعزز خط الدفاع محمد بن علي وعلي معلول ومحمد أمين بن حميدة وياسين مرياح. يقود وسط المنتخب فرجاني ساسي وحسام تقا وإسماعيل الغربي، بينما يشكل خط الهجوم قوة ضاربة عبر عمر لعيوني ونعيم سليتي ونسيم دنداني وحازم المستوري وفراس شواط.
كأس العرب: محطة انطلاق نحو أمم إفريقيا
تتفق المنتخبات الثلاثة على أن كأس العرب تمثل محطة مثالية لتجهيز اللاعبين الرديف، واختبار مستوياتهم، وتحضير الفريق الأول للبطولة الإفريقية الكبرى دون إرهاق العناصر الأساسية. كما تمنح البطولة فرصة للجماهير لاكتشاف نجوم جدد قد يكون لهم دور محوري في السنوات المقبلة.
إن مشاركة التشكيلات الرديفة في النسخة الحالية من كأس العرب ليست مجرد خيار تكتيكي، بل هي استراتيجية فنية مدروسة تهدف إلى تحقيق أهداف متعددة، وعلى رأسها الاستعداد الأمثل لبطولة كأس أمم إفريقيا، وتعزيز العمق الفني والبدني للمنتخبات المغاربية. هذا التوجه يعكس رؤية واضحة للجهاز الفني للمنتخبات الثلاثة، وحرصها على بناء فرق قوية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات.