أبو ظبي في 9 مايو/ وام / برغم عدم فوز المنتخب المكسيكي من قبل بلقب كأس العالم لكرة القدم، تحظى الكرة المكسيكية دائما بمكانة رفيعة على ساحة كرة القدم العالمية، وتأتي منتخباتها وأنديتها دائما بين الفرق المرشحة لتقديم المفاجآت وتحقيق نتائج مميزة في مختلف المسابقات.
وعلى غرار ما تحظى به اللعبة من شعبية طاغية في دول أمريكا اللاتينية، تستحوذ كرة القدم على نصيب الأسد دائما من التشجيع الجماهيري في المكسيك للدرجة التي جعلت الدوري المكسيكي من أكثر البطولات المحلية في العالم جذبا للحضور الجماهيري في المدرجات وكذلك جذبا للمشاهدين أمام شاشات التلفزيون.
وخلال العقود الأولى من القرن الماضي، اعتمدت الكرة في المكسيك على بطولات محلية لا ترقى لمستوى الدوري الوطني كونها أقيمت بمشاركة بعض الفرق التي تنتمي لمناطق جغرافية متقاربة، فكانت هناك عدة بطولات مثل بطولتي “بريميرا فويرزا”، التي انطلقت في 1902، و”فيراكروز” التي انطلقت في 1908.
ومع حلول عام 1943، أصبح للمكسيك أول دوري حقيقي فيما عرف بعصر الاحتراف.. ومنذ ذلك الحين، أصبح للمكسيك بطولتها الوطنية التي قدمت العديد من اللاعبين البارزين والفرق المميزة إلى ساحة كرة القدم في اتحاد كونكاكاف (أمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي) وكذلك إلى الساحة العالمية.
وعلى مستوى الدوري المحلي، وعلى مدار النسخ التي أقيمت من البطولة منذ انطلاق نسخته الأولى في 1943 وحتى الآن، استحوذ فريق كلوب أمريكا على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب برصيد 13 لقبا مقابل 12 لقبا لفريق جوادالاخارا و10 ألقاب لفريق تولوكا و9 ألقاب لفريق كروز ازول.. وكتب 24 فريقا أسماءهم حتى الآن في السجل الذهبي للبطولة؛ حيث فاز كل منهم باللقب مرة واحدة على الأقل.
وطبقا لإحصائيات الاتحاد الدولي لإحصائيات كرة القدم، احتل الدوري المكسيكي المركز العاشر في قائمة أقوى بطولات الدوري المحلية في العالم خلال العقد الأول من القرن الحالي.
كما تشير إحصائيات اتحاد الكونكاكاف إلى أن الدوري المكسيكي يحظى بثالث أعلى حضور جماهيري بين جميع بطولات الدوري للألعاب الرياضية المختلفة بأمريكا الشمالية بعد بطولتي دوري كرة القدم الأمريكية ودوري البيسبول الأمريكي للمحترفين، وأنه يأتي في المركز الرابع بين أكثر دوريات العالم من حيث الحضور الجماهيري خلف دوريات إنجلترا وإسبانيا وألمانيا.
وتوضح هذه الإحصائيات مدى ارتباط المشجعين في المكسيك بلعبة كرة القدم وعشقهم ودعمهم لفرقهم، وهو ما يظهر بوضوح أيضا من خلال زحف هذه الجماهير خلف فرقها في العديد من البطولات بل ومن خلال النجاح الكبير الذي حققته نسختا 1970 و1986 من بطولات كأس العالم، حيث استضافتهما المكسيك وقدمت خلالهما صورة مثالية على مستوى الحضور الجماهيري والإثارة في الملاعب.
وحقق المنتخب المكسيكي لكرة القدم في هاتين النسختين أفضل نتيجة له في بطولات كأس العالم على الإطلاق حيث بلغ الدور ربع النهائي بكل منهما.
وكان نجاح نسخة 1970 من العوامل التي دفعت الاتحاد الدولي للعبة “فيفا” على منح المكسيك حق استضافة نسخة 1986 بعد اعتذار كولومبيا عن عدم استضافة البطولة رغم فوزها بحق الاستضافة في 1974.
وجاء اعتذار كولومبيا عن عدم الاستضافة في أواخر عام 1982 بسبب قرار الفيفا بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 إلى 24 منتخبا بداية من نسخة 1982 بإسبانيا، وهو ما أكدت كولومبيا عدم قدرتها عليه؛ حيث سبق لها التقدم بطلب حق الاستضافة باعتبار البطولة من 16 فريقا فقط.
ونالت المكسيك في 1983 حق الاستضافة للمرة الثانية بعدما رفض الفيفا ملفي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، لتصبح المكسيك بهذا أول دولة تستضيف فعاليات المونديال مرتين، قبل أن تعادل إيطاليا هذا في 1990 ثم ألمانيا في عام 2006 حيث استضافت كل منهما البطولة للمرة الثانية.
وبرغم عدم فوز المنتخب المكسيكي بلقب المونديال، يأتي الفريق في المركز الخامس فقط بين أكثر منتخبات العالم مشاركة في البطولة بعد البرازيل وألمانيا والأرجنتين وإيطاليا، بل إنه يأتي في الصدارة على مستوى المشاركة بالبطولة من بين جميع المنتخبات التي لم تحرز اللقب، علما بأنه بدأ مشاركاته في البطولة منذ النسخة الأولى في أوروجواي عام 1930.
ويستحوذ المنتخب المكسيكي على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس أمم اتحاد الكونكاكاف “الكأس الذهبية حاليا” حيث أحرز الفريق اللقب في 11 نسخة بداية من النسخة الثانية عام 1965 وحتى لقب نسخة 2019.
كما تحتل الأندية المكسيكية بقيادة كلوب أمريكا موقع الصدارة في الكونكاكاف قائمة أكثر الفرق حصدا للألقاب في بطولات أندية بهذا الاتحاد القاري وفي مقدمتها بطولة دوري أبطال الكونكاكاف.
وعلى مدار تاريخ الكرة المكسيكية، ظهر العديد من النجوم ممن تركوا بصمتهم سواء في الدوري المحلي أو في الملاعب العالمية خلال رحلة احترافهم الخارجي.
ومن بين هؤلاء اللاعبين، يبرز أوسكار بيريز “50 عاما” الذي يعتبر من أفضل حراس المرمى في تاريخ الكرة المكسيكية، ويستحوذ حتى الآن على الرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب في الدوري المكسيكي.
كما يأتي حارس المرمى الآخر خورخي كامبوس وكل من اللاعبين هوجو سانشيز وكواتيموك بلانكو ورافاييل ماركيز ولويس هيرنانديز وجاريد بورجيتي وخافيير تشيتشاريتو هيرنانديز، ضمن أفضل نجوم الكرة المكسيكية على مدار تاريخها، علما بأن الأخير يستحوذ على لقب الهداف التاريخي للفريق برصيد 52 هدفا.
ولا يزال أندريس جواردادو القائد الحالي للفريق يعزز رصيده في صدارة قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة في المباريات الدولية مع المنتخب المكسيكي برصيد 179 مباراة دولية حتى الآن.
عوض مختار/ أحمد زهران/ عبد الناصر منعم