وصل وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي الاثنين، في مهمة دبلوماسية حساسة تهدف إلى دفع عملية السلام في أوكرانيا. تأتي هذه الزيارة في ظل جهود مكثفة تبذلها واشنطن لإنهاء الحرب الدائرة، وتشمل محادثات مع كل من الوفد الروسي والوفد الأوكراني برئاسة مدير الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف. وتعتبر هذه الخطوة تطوراً هاماً في مساعي التوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى استكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي القتال.
محادثات أبوظبي: تفاصيل اللقاءات الأولية
بدأ وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول محادثاته مع الوفد الروسي مساء الاثنين، وفقاً لما ذكرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” وشبكة CBS NEWS. ومن المقرر أن تستمر هذه المناقشات يوم الثلاثاء، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. ولم يتم الكشف عن تشكيل الوفد الروسي حتى الآن، لكن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن اللقاءات جارية في أجواء جادة وهادفة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يلتقي دريسكول مع مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، لمناقشة آخر التطورات على الأرض وسبل تحقيق السلام.
التركيز على عملية السلام ودفع المفاوضات
أكد مسؤول أمريكي لشبكة CBS NEWS أن الهدف الرئيسي من هذه المحادثات هو بحث عملية السلام ودفع المفاوضات إلى الأمام بأسرع ما يمكن. وأشار إلى أن دريسكول كان منخرطاً بشكل مكثف في مفاوضات السلام خلال الأيام القليلة الماضية، وأنه قادر على نقل هذا الزخم إلى الجانب الروسي. وتأتي هذه الجهود في أعقاب محادثات جنيف التي أسفرت عن إطار أوروبي معدل مكون من 19 بنداً، وهو ما يعتبر تطوراً إيجابياً نحو التوصل إلى حل مقبول للطرفين. عملية السلام تتطلب جهوداً متواصلة من جميع الأطراف المعنية.
تطورات جنيف وخطة الـ 19 بنداً
سبقت زيارة أبوظبي محادثات مكثفة في جنيف بين أوكرانيا والوفد الأمريكي، برئاسة دريسكول. أسفرت هذه المحادثات عن إطار أوروبي معدل يتألف من 19 بنداً، بدلاً من الخطة الأمريكية الأولية التي كانت تتضمن 28 بنداً. ويُنظر إلى الخطة المعدلة على أنها أكثر توازناً وتراعي مصالح أوكرانيا بشكل أفضل. وقد أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطة الجديدة، مشيراً إلى أنها تتضمن “نقاطاً صحيحة”، ولكنه أكد أيضاً أن هناك “قضايا حساسة” سيبحثها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
دور كيريل بودانوف في المفاوضات
يعتبر كيريل بودانوف، مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، شخصية رئيسية في المفاوضات الجارية. فقد أشرف بودانوف على العديد من العمليات الناجحة ضد الجيش الروسي، ولكنه حافظ أيضاً على قنوات اتصال مفتوحة مع موسكو، مما مكنه من تبادل الأسرى ومناقشة قضايا أخرى. وقد عينه زيلينسكي كعضو في الوفد الأوكراني الرسمي، ومنحه صلاحيات واسعة للمشاركة في عملية التفاوض. المفاوضات الأوكرانية تعتمد على خبرة بودانوف في التعامل مع الجانب الروسي.
موقف الإدارة الأمريكية وجهود ترمب
أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية تشعر بـ”تفاؤل” بعد المحادثات التي جرت في جنيف. وأشارت إلى أن الأوكرانيين عملوا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة على صياغة البنود الجديدة، وأن واشنطن تتواصل مع كلا الطرفين في هذه الحرب على قدم المساواة. ومع ذلك، لا توجد خطط حالية لعقد لقاء مباشر بين ترمب وزيلينسكي. الجهود الدبلوماسية تتطلب تنسيقاً كاملاً بين جميع الأطراف المعنية.
مشاركة ترمب وروبيو وويتكوف
أشار مسؤول أمريكي إلى أن الرئيس دونالد ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يعملون بشكل منفصل كل على حدة في اتجاه مختلف. ومع ذلك، فإن انضمام دان دريسكول إلى هذه العملية يضيف قيمة مضافة، حيث أنه قادر على مواصلة المحادثات وبناء على التقدم الذي تم إحرازه في جنيف. وكان دريسكول هو من أبلغ الخطة الأمريكية إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي في كييف الخميس الماضي.
وفي الختام، تمثل محادثات أبوظبي فرصة هامة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. الجهود الدبلوماسية الجارية، والتقدم الذي تم إحرازه في جنيف، والتواصل المستمر بين الأطراف المعنية، كلها عوامل إيجابية تشير إلى إمكانية التوصل إلى حل سياسي. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، ويتطلب ذلك التزاماً قوياً من جميع الأطراف لتحقيق السلام.
