بمشاركة أكثر من 125 فناناً من 31 دولة نظمت مجموعة من الفنانات الإماراتيات معرضاً خاصاً للرسم عبر تقنية الطباعة اليدوية، والذي انطلق أخيراً في نسخته الخامسة في حي دبي للتصميم. وتضمن المعرض مشاركات من دول عربية وأجنبية، منها 116 عملاً فنياً ولوحات مميزة.
مشاركات عالمية
وتضمن المعرض مشاركات دولية من فنانين عالميين من النمسا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى مجموعة واسعة من الفنانات الإماراتيات، حيث تم جمع اللوحات الفنية المرسومة عن طريق تقنية الطباعة اليدوية وعرضها في المعرض السنوي.
وأشار منظمو المعرض إلى أن الطباعة اليدوية تعد تقنية مميزة وتلقى اهتماماً كبيراً من قبل الفنانين، لاسيما في الدول الأجنبية، حيث ينتشر هذا الفن بصورة كبيرة، وتأتي فكرة المعرض لنقل تجربة الفنانيين العالميين في فن الطباعة اليدوية وعرضها، وتثقيف الجمهور في دولة الإمارات بهذا النوع من الفن.
معارض دولية
وقالت منظمة المعرض الفنانة علياء الشحي: «قمنا بالمشاركة في معارض دولية خاصة بهذا الفن في أكثر من 10 دول، حيث إن هذا النوع من الفن منتشر عالمياً ويلقى اهتماماً كبيراً في كثير من الدول، وبالمقابل فإن هناك معارض محدودة لهذا الفن في عالمنا العربي، ولهذا السبب حرصنا على نقل هذا الفن إلى الإمارات وإبرازه في الدولة عن طريق المعرض الذي نقوم بتنظيمه سنوياً، ليستقطب أكبر عدد من محبي هذا الفن من مختلف الثقافات، وعرض أعمالهم تحت سقف واحد».
تحديات
وأشارت الفنانة هديل الشعلان إلى وجود تحدٍّ في إنجاز هذه اللوحات، لاسيما بتقنية الطباعة التي تأخذ وقتاً، إلا أنها تقنية ممتعة تسمح للفنان بالتعبير عن أفكاره عن طريق الرسم يدوياً، حيث شاركت الفنانة بثلاثة أعمال مختلفة.
طريقة تقليدية
الفنانة إيمان العارف أشارت إلى أن تقنية الطباعة هي طريقة تقليدية للطباعة تتم من خلال طباعة اللوحة بعد أن يتم حفرها ونحتها على قوالب وتصميمها عن طريق تقنيات مختلفة من الطباعة على الأسطح المختلفة كالزجاج، والمطاط، والخشب، إضافة إلى المنتجات كالحقائب والبطاقات التي تم تصميمها عن طريق التقنية ذاتها وعرضها في المعرض.
تقنيات
وأوضحت الفنانة علياء الشحي أن التقنيات المستخدمة التي تندرج تحت الطباعة اليدوية واختيار الأسطح والمواد التي يتم العمل عليها، تتم وفقاً للفنان ورغبته في اختيار التقنية حسب العمل الفني المراد تنفيذه، حيث يتم اختيار الزجاج في الأعمال التي تتضمن تفاصيل كثيرة، بينما يتم استخدام الخشب والمطاط في الأعمال التي تحتوي على تفاصيل أقل.
ثقافات
تضمن المعرض مجموعة من الأعمال التي استلهمها الفنانون من بيئتهم المحيطة وميولهم الشخصية، حيث وجدت الفنانة فاطمة المري مشاركتها في هذا المعرض فرصة لنقل تجربتها الشخصية في التعرف إلى الثقافات المختلفة، وقد استلهمت المري فكرة لوحاتها من التجارب الحقيقية التي لمستها خلال سفرها إلى وجهات لطالما حلمت بزيارتها، وجاء ذلك خلال مشاركتها بثلاث لوحات استلهمتها من حبها للفن والسفر.
قائمة وجهات
وقالت فاطمة المري، لـ«الإمارات اليوم»: «لدي قائمة من الوجهات التي أحلم بزيارتها، وهي التي ألهمتني لتصميم هذه الفكرة، حيث تحمل كل لوحة الثقافة الخاصة بالمدينة التي زرتها، وانعكاساً للمشاعر التي لمستها خلال زيارتي لهذه المدن، فعلى سبيل المثال تحمل إحدى اللوحات صورة للمناطيد في مدينة كبادوكيا بتركيا، وتحمل عنوان (تحقق الحلم)، لأن زيارة هذه المنطقة بالتحديد كانت بمثابة حلم قمت بتحقيقه وتوثيقه عن طريق صورة للمناطيد التي تشتهر بها هذه المدينة».
أعمال ومشاعر
وأضافت فاطمة: «مشاركتي الثانية كانت بلوحة لمدينة فينيسيا الإيطالية، وحملت عنوان (الحب هو الحياة)، وذلك لأني لمست الحب عند زيارتي لهذه المدينة الساحرة، وأردت نقل هذه المشاعر عن طريق توثيقها. أما اللوحة الثالثة فكانت في (الغرفة المضيئة)، وركزت على معنى الورود في الثقافات المختلفة وارتباطها بالمشاعر، حيث قمت من خلال هذا العمل بالعديد من البحوث حول معاني الورود لدى الثقافة اليونانية التي تتميز بمعاني الورود، وذلك من خلال (مرآة الأمل) و(مرآة الروح)، وهو انعكاس لمعنى الورود وارتباطها بالثقافة اليونانية التي تميزت بها عن غيرها من الثقافات».
تراث وحضارة
تضمن المعرض عدداً من اللوحات التي استلهمها الفنانون من بيئاتهم المحيطة، حيث قامت الفنانة الإماراتية مريم كريف بالمشاركة بثلاث لوحات تعبر عن شخصيتها، وتحوي العديد من التفاصيل والنقوش المستمدة من الثقافة الهندية التي تأثرت بها الفنانة، وقامت بالعمل عليها عن طريق تقنية «dry point»، كما تضمن المعرض لوحات مستمدة من الفنون العربية، أبرزها لوحة كتبت بالخط العربي، إضافة إلى مجموعة من الأعمال الفنية التي تم استلهامها من الثقافة الإماراتية وتتضمن رسومات وصوراً تم رسمها عن طريق التقنية ذاتها.