لم تقف الصعوبات عائقاً أمام حب ياسمين السيد وشغفها الكبير بالخيول خصوصاً، والحيوانات عموماً، إذ دفعها هذا العشق إلى تكريس حياتها لرعايتها، في مبادرة نبيلة قوامها العطاء والرحمة والرفق بتلك الكائنات.
وجدت ياسمين في الإمارات ملاذاً لهوياتها، خصوصاً مع حب أهلها الكبير للخيول، مشيدة بالدعم الذي تلقته من أبناء هذا الشعب، لاسيما السيدات اللواتي وصفتهن بإنسانيتهن، وأنهن صاحبات «القلوب الكبيرة» في توفير الدعم اللازم لرعاية الخيول.
كرّست ياسمين سنوات طويلة من حياتها لرعاية وخدمة الخيول المتقاعدة، التي لم تعد قادرة على العطاء، ليصل عدد التي ترعاها حالياً إلى 30 خيلاً بمزرعة خصصتها لهذا الأمر في رأس الخيمة، بعدما كانت قد بدأت رحلتها باثنين فقط.
«سلامبو» و«مستر نونو»
وتروي ياسمين لـ«الإمارات اليوم»، بدايات هذه المسيرة، بالإشارة إلى فرس يُدعى «سلامبو» صادفته خلال عملها مدرّبة للخيول، كان سبباً ودافعاً لها لبداية رحلة الاهتمام بهذا العدد الكبير من الخيول، إذ قررت بعد إنقاذه تكريس حياتها لخدمة الخيول المسنة والمصابة، وضمها ضمن المجموعة التي ترعاها.
وأكدت ياسمين اهتمامها الكبير وحبها للخيلين «سلامبو» و«مستر نونو» إذ يحملان مكانة كبيرة في قلبها وهما الدافع وراء قيامها بهذا العمل، مضيفة: «يكمل (سلامبو) 10 سنوات معي، فبسببه تم العمل على رعاية جميع هذه الخيول التي ترونها اليوم، لقد وجدته أثناء تدريبي أحد الخيول في 2013، وفي تلك الفتره كان هناك وباء بين الخيول أدى إلى حجر المصابة، وكان (سلامبو) مملوكاً لعائلة فرنسية، ولكنه كان مريضاً ويعاني مرضاً عصبياً، لذا قرر أصحابه بيعه، إلا أنه لمرضه وكبر سنه لم يرغب أحد في شرائه، فقررت تلك العائلة تقديمه لي لأرعاه، ووقتها لم أعتقد بأنه سيبقى معي حتى اليوم، ولكنه لايزال على قيد الحياة بسبب الرعاية الجيدة التي حظي بها».
حياة كريمة
تؤمن ياسمين بأهمية رعاية الخيول وتوفير حياة كريمة لها، لاسيما بعد كبر سنها وعدم قدرتها على تحقيق الإنجازات، إذ تحتضن ياسمين مجموعة من الخيول التي تعاني إصابات مختلفة، وجميعها صاحبة إنجازات في سباقات دولية، وكانت في يوم من الأيام نجمة متوّجة، إلا أنها وككل شيء في هذا الحياة تكبر وتمرض، وتفقد القدرة على مواصلة العطاء والعمل، خصوصاً إن كان إصاباتها قوية مثل الكسور التي تتطلب تدخلات جراحية، وبالتالي يصعب التعافي بعدها بشكل كامل، وهنا يأتي دور ياسيمن في الرعاية والاحتضان والحماية، وتوفير حياة كريمة لها، فلكل خيل قصة مختلفة واحتياجات خاصة تحرص على تلبيتها ومتابعتها.
وأكملت ياسمين: «الخيول تعطينا بلا مقابل ونقوم بالاستفادة منها في كثير من الأمور كالسباقات، ويتم تدريبها بشكل أساسي لتحقيق المكاسب الشخصية، ولكن فور تعرض هذه الخيول للإصابة، فإنها تشكل عبئاً على أصحابها، ولكنها في الواقع تستحق الاهتمام بها، فهي مخلوقات وجدت لخدمة الإنسان، وعلينا أن نقوم بإكرامها وتوفير الحياة المناسبة لها لتكبر بكرامة».
إنسانية
وجهت صاحبة مأوى رعاية الخيول المسنة، ياسمين السيد، شكرها لكل من ساعدها على إنجاز المهمة التي تصدت لها، خصوصاً مواطني الإمارات الذين لم يترددوا في تقديم كل الدعم، وكانوا خير عون وسند، مشيرة إلى امتنانها لوجودها في أفضل دولة في العالم.
علاج
قالت ياسمين: «إنه على الرغم من تقدم الخيول في العمر، وتعرض بعضها لإصابات، فإنها لاتزال مفيدة لاستخدامات أخرى، كعلاج اضطرابات الأطفال وأصحاب الهمم ومرضى التوحد، إذ يسهم الاحتكاك بالخيول في ذلك، فضلاً عن استخدامها في جلسات التأمل والسباحة معها.
■ تحتضن ياسمين خيولاً تعاني إصابات، كانت في يوم ما صاحبة إنجازات في ميادين السباقات.
ياسمين السيد:
«(سلامبو) يكمل عندي 10 سنوات، فبسببه تم العمل على رعاية جميع هذه الخيول اليوم».
لمشاهدة فيديو رحلة ياسمين مع الخيول ، يرجى الضغط على هذا الرابط.