لوحات وقطع فنية تعتمد على الحروفيات العربية، ورحلة غنية بين الجماليات يتيحها لزواره مهرجان الخط الذي انطلقت مؤخراً نسخته الثالثة في «خولة آرت غاليري» بحي دبي للتصميم، وسط نخبة من الخطاطين والضيوف من محبي هذا الفن الأصيل.
وشارك في المهرجان مجموعة من أبرز الفنانين والخطاطين المحليين والأجانب الذين يسعون إلى المشاركة في إحياء الخط العربي.
ومن بين أبرز الخطاطين المشاركين في المهرجان، الخطاط والمهندس العراقي سامان الزهاوي، الذي يمزج في أعماله بين الرسم والخط العربي، إذ جسدت لوحة «مجرد كلام» هذا المزيج من الخطوط العربية والرسومات.
وقال: «الخط له مجالات واسعة، والفنان الحقيقي هو من يعمل على إبراز هذا الفن بطريقته الخاصة، ولذلك فإنني لا أتبع مدرسة معينة في الخطوط، بل ابتكرت خطاً خاصاً بأعمالي الفنية»
وأضاف «أشارك للمرة الثانية في هذا المهرجان بعمل فني يحمل عنوان (مجرد كلام) استغرق تنفيذه سبعة أشهر من العمل المستمر، إذ استلهمت الفكرة من خلال حديثي مع أحد الأشخاص الذي قال خلال حوار معي إن الحديث (مجرد كلام)، ولكن في نظري يجب أن يكون للكلام معنى دائماً، وهو ما أردت إظهاره في اللوحة التي شاركت بها».
«هو وهي»
أما الفنانة اللبنانية ساندرا وهبي فعملت على مجموعة من الإبداعات حملت عنوان «هو وهي»، وتراوحت بين لوحات فنية ومجوهرات وقطع أثاث استلهمت من الخط الكوفي الذي برز في الأعمال.
وقالت ساندرا لـ«الإمارات اليوم»: «تأثرت بالخط الكوفي الذي يتميز بأن له أشكالاً هندسية مربعة وهو قديم جداً، ورغم ذلك فهو من الخطوط التي تتناسب مع عصرنا».
وأضافت «الخط الكوفي بحد ذاته قوي وحاد، ولذا أردت إضافة عنصر من الرومانسية، واخترت أن تكون أعمالي في إطار الحب؛ ما شكل تحدياً كبيراً لي، ولكنني استمتعت بالعمل».
ولفتت إلى أنها تحاول الاشتغال على مواد مختلفة كالخشب والحديد لإظهار الخط بطريقة غير مألوفة، وتحديداً من خلال قطع الأثاث التي صممتها، كما عملت أيضاً على تصاميم وقطع مجوهرات تميزت ببساطتها.
وأضافت ساندرا: «يتجه العالم نحو البساطة في المجوهرات، ولذلك ركزت على الحفاظ على ذلك لإبراز جمالية الخط الكوفي».
وأوضحت أنها المرة الثانية التي تشارك فيها بهذا المهرجان، معربة عن فخرها بالحضور لاهتمام الحدث بالفنانين واللوحات التي تعتمد على الخط العربي.
كما أتاح «خولة آرت غاليري» للزوار فرصة تعلم الخط العربي مع مجموعة من أبرز الموهوبين فيه، وتجربة الثقافة والتاريخ الثريين اللذين يدعمان هذا التقليد الجميل من خلال ورش منوعة قدمها خبراء، ومن بينهم الخطاط السوري أنور الحلواني، الذي أضاء خلال ورشة بعنوان «الخط الديواني الجلي بين القاعدة والإحساس» على ملامح من هذا الفن. وقال: «تهدف الورشة إلى التعريف بالخط الديواني الجلي وأهمية الإحساس لدى الخطاط، إذ إن هذا الخط تحديداً لا يرتبط بقواعد معينة، ويكتب بإحساس الفنان وهو ما تم إيصاله خلال الورشة».
نقطة انتقالية
من جانبه، قدم الخطاط اللبناني غالب حويلا ورشة أبرز خلالها أهمية المساحات الفارغة في اللوحة الفنية ودورها في تشكيلها. وقال: «تعودنا عندما نتحدث عن الخط أن نتعلم أسسه وهو أمر يجب تعلمه والمحافظة عليه، ولكن بالمقابل يجب أن نتعلم أيضاً أهمية المساحة الفارغة في الأعمال الفنية وتوزيعها في اللوحة، وهو ما أردت تسليط الضوء عليه خلال الورشة الخاصة بي».
وأضاف أن المهرجان غني بأنواع الخطوط العربية والخطاطين الذي يتميزون بأساليب مختلفة تبرز جماليات الخط العربي.
وأشاد بدعم دولة الإمارات للفنانين والموهوبين، مشيراً إلى أن مشاركاته في الإمارات شكلت نقطة تحول في مسيرته الفنية، وإلهاماً للوحاته.
وتابع حويلا «مشاركتي في ملتقى الشارقة للخط عام ٢٠١٨ كانت نقطة انتقالية بالنسبة لي، ومن هنا بدأ انتمائي وحبي للمهتمين بالفن وهو ما لمسته في دولة الإمارات».
وأكمل «أشارك بعمل ضمن سلسلة بعنوان (الوصل) اشتغلت عليها بعد استقراري في الإمارات واستلهمت فكرتها من مظاهر الرحمة التي لمستها هنا، إذ بدأت كشخص يكتشف البلد ويلتقط الخيوط التي تصله به، ولفتتني الرحمة التي لمستها بمواقف كثيرة من غرباء وأصدقاء من مختلف الجنسيات، فبدأت بالتفكير عن أساس الرحمة، ومن هنا تبلورت فكرة العمل».
أسماء
شاركت في مهرجان الخط بنسخته الثالثة في «خولة آرت غاليري» مجموعة كبيرة من الفنانين، ومن بينهم: عبدالله عكار، أحمد المهري، عرين، بلخيري الباهي يحيى، فادي العويد، فاطمة سالمين، هادي قاصوص، كاظم خرساني، ورشا قاسم، وغيرهم من كبار الخطاطين الذين أثروا المهرجان بلوحات وقطع متنوعة.