من شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والترجمة، وماجستير إدارة الأعمال إلى عوالم «السوشيال ميديا»، وصولاً إلى خطوة ريادة الأعمال وإطلاق علامة إماراتية لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، فرضت منى سليمان حضورها وحجزت مكانتها في السوق على الرغم من الصعوبات والتحديات، لتقدّم نموذجاً واعداً وتؤكد قدرة المرأة الإماراتية على اجتياز أصعب امتحانات الحياة، ووضع بصمتها الفاعلة وقيادة أحلامها الكبيرة إلى العالمية.
قصة علامة
بحماسة وشفافية، تحدّثت منى سليمان لـ«الإمارات اليوم» عن انطلاقة مشروع علامتها الناجحة «بلينك بيوتي»، قائلة: «لقد غيّر هذا المشروع حياتي في لمح البصر، تماماً مثل اسمه الذي تعمدت اختياره ليعكس عمق التغيير الذي أحدثه على الصعيد الشخصي، وذلك بالنظر إلى قصة إطلاقه في فترة صعبة ملأى بالتحديات بداية من تجربة حملي الصعبة وانتشار جائحة كورونا، وصولاً إلى فترة العزل المنزلي الذي أحدث ثغرة كبيرة في مجال عملي كمؤثرة، ليتسبّب في توقف نشاطي بالكامل، الأمر الذي دفعني إلى التفكير في إطلاق مشروع خاص أستثمر من خلاله تجربتي في مجال التدوين، إلا أن التحدي الأكبر كان اختياري مجال (الماكياج) دون أي خبرة سابقة، ما دفعني أولاً إلى طرح أربعة أنواع من (الرموش) لأفاجأ بالرواج الكبير الذي حققته في وقت قياسي، وقتها فقط بدأت بطرح عدد من المنتجات التجميلية، مثل محدّد العيون (آيلاينر) وألوان أحمر الشفاه، وأحمر الخدود، وعدد من منتجات العناية بالبشرة».
ألق الريادة
في فترة قصيرة نجحت منى سليمان في إثبات حضور علامتها الإماراتية، ودخول سوق المنافسة التي بدأتها ببيع منتجاتها أولاً في رأس الخيمة، ثم على موقع «بوتيكات»، وصولاً إلى التسوق على الإنترنت، وفي مواقع تسوق معروفة في الإمارات، مؤكدة: «سعيدة بالخطوات التي قطعتها العلامة إلى اليوم، وكلي أمل في الارتقاء بحضورها في أكثر من منصة. أما حالياً، فأنشغل بإعادة تصميم هوية علامتي لإعادة طرحها بحلة جديدة لتسويقها بشكل أفضل، كما أعتني بعنصر الجودة، عبر محاولة تحسين نوعية منتجاتنا، وطرح مزيد منها، إرضاء لتوقعات عملائنا، وأملاً في تحقيق النجاح المنتظر».
منافسة ورهانات
وحول رهانات المستقبل ومدى قدرة علامتها على المنافسة في سوق يعج بأكبر وأشهر العلامات العالمية العريقة، أكدت منى سليمان: «تعلمت الكثير من تجارب علامات عالمية رائدة وقديمة في المجال، حيث استلهمت الكثير من تجربة انطلاق بعضها من الصفر، وصولاً إلى النجاح الباهر الذي حققته على الصعيد العالمي، وهذا أمر محفّز جداً بالنسبة لي. كما أتقنت الاستفادة من خبرتي كمؤثرة، واختلاطي المستمر برواد هذا المجال لتعلّم تفاصيله ومتطلباته».
وتابعت: «إلى جانب ذلك، أراهن دوماً على ثقة الناس بالتجارب التي أطرحها (كبلوغر) والتي منحتني لاحقاً، نوعاً من المصداقية عند طرح تجربتي الخاصة. أما نجاحاتها كعلامة محلية، فلا يمكنني حالياً قياسها بكثرة المبيعات، وإنما بوعيي في هذه الفترة على الأقل، بضرورة الاشتغال على رفع مؤشر الجودة، وخصوصاً تدارك الأخطاء والعثرات في حال حصولها، والتعجيل بمعالجتها وهذا أمر طبيعي وغير مقتصر على العلامات المبتدئة فحسب، وإنما ممتد إلى أشهر العلامات».
تحديات بالجملة
تحديات بالجملة، طرحتها مسيرة ريادة الأعمال بالنسبة للإماراتية منى سليمان، أبرزها تقسيم الوقت والأولويات بين البيت والعائلة وتربية الأبناء، ومسؤوليات عملها الإداري، وصولاً إلى تجربتها كمؤثرة، مؤكدة: «لم تكن التجربة سهلة، بكل ما تتضمنه من تحديات ومسؤوليات، يضاف إليها تحدٍ أكبر وهو طرح تجربة هذه العلامة المحلية في مواجهة علامات تجارية معروفة من الواجهات التي تضع أمامنا شروطاً ومتطلبات بالجملة، نجدها كرواد أعمال جدد، تعجيزية في أغلب الأحيان، في الوقت الذي تهتم واجهات أخرى بتجارب العلامات العالمية أكثر من تجاربنا المحلية، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على التطور».
حلم العالمية
لم تُخف رائدة الأعمال منى سليمان فخرها بهذه التجربة التي انطلقت بها، لافتة إلى أمنيتها بالسير بها تدريجياً نحو العالمية، وإيمانها بقدرتها على وضع بصمة متفردة في المجال، من منطلق حرصها غير المتناهي دوماً على شروط الجودة، للانطلاق بثبات، وتخطي العوائق الإنتاجية والأزمات الطارئة.
«تجاربي تقول»
تُفرد منى سليمان، إلى جانب ريادة الأعمال، حيزاً خاصاً للبوح الصادق الذي نجحت في تجسيده عبر خطوة مشروع «بودكاست» جديد يحمل عنوان «تجاربي تقول» الذي تطرح من خلاله تجاربها الحياتية، لتشاركها مع المتابعين، مؤكدة: «ارتأيت في هذه التجربة، الحديث عما يجول في خاطري وعكس جزء من تجاربي الاجتماعية، سواء في ريادة الأعمال أو الأمومة أو الزواج أو غيرها من الموضوعات الاجتماعية والإنسانية، في تجربة إعلامية فريدة بدأتها بحلقة تناولت موضوع الأصالة، وكيفية عكس صورة حقيقية في (السوشيال ميديا)، وحلقة أخرى تناولت (ألوان الطيف)».