رغم موهبته ورصيد أغانيه الذي تجاوز 45 أغنية أغلبها من ألحانه، لايزال المطرب الإماراتي الشاب محمد المطروشي، ينتظر الفرصة، لتحقيق النجومية المنشودة، لأسباب يرجعها الفنان إلى الظروف الإنتاجية وغياب الدعم الكافي للمواهب الشابة، وانحصار الأفق الفني المحلي عموماً على فئة معينة من الأسماء، منتقداً أغلب متعهدي الحفلات، ممن يلتفتون فقط إلى الربح المادي أكثر من دعمهم لمواهب الجيل الجديد.
خيبة أمل المطروشي، لها ما يبررها على حد تعبيره، إذ حاول مرات عدة التواصل مع متعهدي حفلات ومسؤولين فنيين بمختلف مستوياتهم، لكنه كان يجابه غالباً بـ«الرفض الأنيق» تحت مسميات وأسباب عديدة وصفها في حواره مع «الإمارات اليوم» قائلاً: «كثيراً ما نطالع في وسائل الإعلام المتنوعة لقاءات مع شخصيات فنية تدعي سعيها لدعم المواهب، لكن الحقيقة للأسف غير ذلك تماماً، كما أن أغلب متعهدي الحفلات في الإمارات، يلتفتون إلى الأرباح المادية أكثر من التفاتهم للمواهب التي تُعد رافداً مهماً لمستقبل الأغنية في الإمارات».
ولكن المطروشي أكد أن التحديات لم تعق طريق أحلامه الكبيرة ولا طموحه في الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور الذي بدأ تدريجياً بالتعرف إلى موهبته وأسلوبه المتميز في الغناء، بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي التي يراها «منصة مثالية ومجانية» للتعريف بالمواهب الواعدة وخطوة تدعم مسيرة الفنان وتروج لتجربته على نطاق واسع، سواء داخل الإمارات أو خارجها.
«تحديت البشر»
وتوقف المطروشي عند بداياته الفنية في عام 2017، وتقديمه أغنية من كلمات الشاعر ناصر البكر الزعابي وألحان «دايم الشوق»، حملت عنوان «تحديت البشر»، مضيفاً «صحيح أن هذه الأغنية لم تحقق نسبة المشاهدة العالية التي توقعتها، إلا أنها لفتت انتباه الجمهور إلى موهبتي، بعد أن كان أدائي مقتصراً على مجالس الأهل والأصدقاء، وبعد هذه التجربة، اتجهت إلى الأغاني الحديثة نوعاً ما، في محاولة جادة مني لمحاكاة الموجة الفنية السائدة من جهة، وتكريس ضرب من التنويع الفني من جهة أخرى، الذي أعادني مرة أخرى بدوره، إلى الأغاني الشعبية الإماراتية والخليجية، كما أتيحت لي فرصة الغناء باللهجة المصرية وتقديم أغنية من كلمات خالد أبوالعيمة وألحان وتوزيع هشام نوارة».
ذائقة جماهيرية
وحول الخصوصية التي تتمتع بها خامة صوت محمد المطروشي وتميزه في أداء أنماط فنية معينة، أشار المطرب الإماراتي إلى اهتمامه بتقديم الألوان الهادئة التي تميل إلى الشجن، تماشياً مع «بحة» صوته وإحساسه العالي باللحن وعمق الكلمة الشعرية. وأوضح «أدرك جيداً أنه من الخطأ أن يقدم المطرب لوناً غنائياً واحداً، لأن ذائقة الجمهور تختلف ومن غير الممكن أن يتقبل المتلقي نوعاً واحداً من الأغاني على الدوام، لهذا، تعمدت التنويع في خياراتي الفنية، وأعتقد أنني وفقت – إلى حد كبير – في التعامل مع مجموعة من الشعراء والكتاب المبدعين في مجال الأغنية المعاصرة، سواء من داخل الإمارات أو خارجها مثل شعراء من دولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية».
عن الدعم
وفي ما تعلق بشبه غيابه عن المشاركة في الفعاليات والمهرجانات المحلية أو المناسبات الكبرى، قال المطروشي إن ذلك يتعلق دوماً بكمية الدعم المقدم، إذ تنحصر المشاركات على عدد معين من الوجوه الفنية المحلية. وتابع «أعتبر نفسي محظوظاً بمشاركاتي التي وإن بدت محدودة نوعاً ما، إلا أنها مهمة بالنسبة لي، خصوصاً أنها كشفت موهبتي وتجربتي الفنية للجمهور، وعرفتني بردود أفعاله وتقييمه لتجربتي الصاعدة التي أعكف على تطويرها باستمرار».
وأكمل «رغم قلة الدعم، فإنني لا أعتبر نفسي مقصراً في حق موهبتي، لأن أغلب الأغاني التي قدمتها للجمهور صغتها من ألحاني، في الوقت الذي تقاسمت تكلفة إنتاجها مع الشعراء الذين ساعدوني في هذا الاتجاه، لذلك أعود للتأكيد على أهمية دعم الفنان الناشئ بكل السبل، ومنحه فرص الظهور الجماهيري سواء في الفعاليات الكبيرة أو على منصات الإعلام المحلي التي تشكل دفعة قوية له ومحطة قادرة على صنع الفرق في مسيرته».
عمل للعيد
أكد محمد المطروشي، أن أغلبية الأغاني التي قدمها منذ انطلاقته من ألحانه، مشيراً إلى امتلاكه موهبة التلحين التي حاول صقلها بالدراسة، فضلاً عن إجادته العزف على البيانو. ويستعد لتقديم أغنية جديدة ستطرح مع عيد الأضحى المبارك.
وسائل التواصل
عن مسيرته الفنية، توقف المطروشي عند أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار وتقديم أغانيه لشريحة أوسع من الجمهور. وقال «ساعدتني كثيراً هذه المنصات في خطوة الحملات الترويجية لتجربتي، ما أسهم بشكل كبير في نشر بعض أغانيّ مثل (العيد عود) التي انتشرت على خلفيات عدد من الفيديوهات».