في عددها الجديد، احتفت مجلة “كتاب” بالشاعرة الفنزويلية بيلين أوخيدا، مسلطة الضوء على مسيرتها الأدبية والثقافية الغنية. هذا الاحتفاء يعكس اهتمام المجلة المتزايد بالشعر اللاتيني والأصوات الأدبية الجديدة، ويقدم للقارئ العربي نافذة على المشهد الثقافي الحيوي في فنزويلا. هذا المقال يستكشف تفاصيل هذا العدد المتميز، ورؤى الشاعرة أوخيدا حول دور الثقافة في مواجهة التحديات التي تواجه بلادها، بالإضافة إلى استعراض أبرز المحاور والمشاركات الأخرى في المجلة.
بيلين أوخيدا والشعر الفنزويلي في مجلة “كتاب”
تصدرت صورة الشاعرة والموسيقية والمترجمة الفنزويلية بيلين أوخيدا غلاف مجلة “كتاب” لشهر ديسمبر 2025، الصادرة عن هيئة الشارقة للكتاب. هذا الاختيار ليس عشوائياً، بل يعكس التقدير الكبير الذي تحظى به أوخيدا كأحد الأصوات الشعرية الرائدة في فنزويلا. نشرت المجلة حواراً مطولاً معها، كشف عن جوانب مهمة من رؤيتها الفنية والثقافية.
عصر ذهبي للشعر الفنزويلي
أكدت أوخيدا في حوارها أن الشعر الفنزويلي يعيش حالياً عصراً ذهبياً، يتميز بتنوع الأصوات ورفعة المستوى. وأضافت أن هذا العصر الذهبي يظهر أصالة التراث الشعري الفنزويلي العظيم، ويؤكد على قدرة الشعر على التعبير عن الهوية الوطنية والتجارب الإنسانية. هذا التنوع في الأصوات الشعرية يعكس حيوية المشهد الأدبي في فنزويلا، وقدرته على التجديد والتطور.
الثقافة والهوية الوطنية في مواجهة التهديدات
لم يقتصر حوار أوخيدا على الجوانب الأدبية والفنية، بل تناول أيضاً القضايا السياسية والثقافية التي تواجه فنزويلا. شددت أوخيدا على الدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية وسرديتها، خاصة في ظل التهديدات الخارجية. ترى أن الثقافة تشكل قوة حقيقية لمواجهة الهجمات الصادرة عن الإمبريالية الأميركية، وأنها أداة فعالة في الحفاظ على السيادة الوطنية.
وأضافت أن الهدف الإمبريالي يتجاوز مجرد تدمير الدولة القومية على الصعيد الإقليمي، ليشمل أيضاً تدميرها على الصعيد الثقافي والرمزي. هذا التصريح يعكس وعياً عميقاً بالتحديات التي تواجه فنزويلا، وأهمية الحفاظ على هويتها الثقافية في مواجهة الضغوط الخارجية. الثقافة الفنزويلية، برأي أوخيدا، هي خط الدفاع الأول عن الوطن.
محاور أخرى في العدد 86 من مجلة “كتاب”
لم يقتصر العدد 86 من مجلة “كتاب” على حوار مع بيلين أوخيدا، بل تضمن أيضاً مجموعة متنوعة من المقالات والحوارات التي تغطي مختلف جوانب الأدب والثقافة.
أصوات أدبية من أفريقيا والعالم
تضمن العدد حوارات مع كل من الكاتب المالي إسماعيل ديادي حيدرة، والروائية الإماراتية لولوة المنصوري، والكاتب الكولومبي غابريل إليخيو توريس غارسيا، ابن أخت الروائي العالمي غابريل غارسيا ماركيز. هذه المجموعة المتنوعة من الأصوات الأدبية تعكس التزام المجلة بتقديم محتوى ثقافي غني ومتنوع، يجمع بين الأدب العربي والأدب العالمي. الأدب اللاتيني كان له حضور قوي في هذا العدد، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا النوع من الأدب في العالم العربي.
لولوة المنصوري: الرواية الإماراتية في تطور مستمر
حوار مع الروائية الإماراتية لولوة المنصوري سلط الضوء على تطور الرواية الإماراتية، والتحديات التي تواجهها. المنصوري تحدثت عن أهمية دعم الأدب المحلي، وتشجيع الكتاب الإماراتيين على تقديم أعمال إبداعية تعبر عن الهوية الوطنية والتراث الثقافي.
غابريل إليخيو توريس غارسيا: إرث غارسيا ماركيز
حوار مع غابريل إليخيو توريس غارسيا، ابن أخت غابريل غارسيا ماركيز، قدم رؤى جديدة حول حياة وإبداع الروائي الكولومبي الشهير. توريس غارسيا تحدث عن تأثير ماركيز على الأدب العالمي، وأهمية الحفاظ على إرثه الأدبي والثقافي.
مجلة “كتاب” ودعم المشهد الثقافي
تعتبر مجلة “كتاب” من أهم المجلات الثقافية العربية، حيث تساهم في إثراء المشهد الثقافي وتقديم محتوى أدبي وفكري متميز. من خلال استضافتها لشخصيات أدبية بارزة من مختلف أنحاء العالم، تتيح المجلة للقارئ العربي فرصة التعرف على ثقافات مختلفة، والتفاعل مع أفكار جديدة. العدد الجديد، الذي احتفى بالشاعرة بيلين أوخيدا، يمثل إضافة قيمة إلى أرشيف المجلة، ويعكس التزامها بتقديم محتوى ثقافي عالي الجودة. مجلة كتاب تظل منبراً حيوياً للأدباء والمثقفين، ووسيلة مهمة لتعزيز التبادل الثقافي بين العالم العربي والعالم.
في الختام، يمثل العدد الجديد من مجلة “كتاب” فرصة للقارئ العربي للتعرف على الشعر الفنزويلي المعاصر، ورؤى الشاعرة بيلين أوخيدا حول دور الثقافة في مواجهة التحديات. كما يقدم العدد مجموعة متنوعة من المقالات والحوارات التي تغطي مختلف جوانب الأدب والثقافة، مما يجعله إضافة قيمة إلى المكتبة الثقافية العربية. ندعوكم للاطلاع على العدد كاملاً والاستمتاع بمحتواه الثري.