أجمع مصوّرون فائزون في الدورة الـ13 لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، التي حملت عنوان «الاستدامة»، على أن الجائزة تتوّج رحلتهم المتعبة، وتشكّل مكافأة لمشوار طويل مع العدسة استمر سنوات، وأعرب المصوّرون لـ«الإمارات اليوم» عن أهمية الصورة في حمل العديد من الرسائل، سواء تلك التي تم التقاطها صدفة، أو التي كانت ثمرة تجربة محفوفة بالتحديات والمغامرة.
محظوظ جداً
وكشف المصور الصيني، ليبينغ كاو، الذي حصد جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي الكبرى، لـ«الإمارات اليوم»، أن الصورة التي التقطها وتمكّن من خلالها من حصد الجائزة البالغة قيمتها 200 ألف دولار، كانت عن طريق الصدفة، مشيراً إلى أنه كان مارّاً بالطريق، واستوقفه المشهد الذي يجسد جمال التقاء الطبيعة بالتكنولوجيا، حيث ترتفع التوربينات الشاهقة في الأفق، ويدور ريشها ببطء مع النسيم، ما يجسّد القوة الهادئة للطاقة المتجددة، وأشار إلى أنه قرر التقاط الصورة في تلك اللحظة، لما تحمله من خلفية ديناميكية في السماء المتلألئة، وهذا الجمال جعله يقرر تقديمها بالأبيض والأسود، وعن فوز هذه الصورة بالجائزة الكبرى قال: «أشعر بأنني محظوظ جداً لأنني فزت بهذه الجائزة المرموقة في عالم التصوير، فالجائزة بمثابة مكافأة على رحلتي مع العدسة التي امتدت لنحو 40 عاماً»، ولفت إلى أنه يهتم بموضوع الاستدامة، وكيف يمكن تطوير العالم والأرض، بما في ذلك البيئة والتغير المناخي، ونوّه بأنه منذ أن بدأ رحلته في عالم التصوير في الثمانينات، تناول الكثير من الموضوعات المرتبطة بالاستدامة، موضحاً أن التصوير لم يكن يوماً مهنته، فقبل التقاعد كان يعمل في وظيفة حكومية، والتصوير إلى اليوم هو مجرد هواية يحبّها وتُسعده.
معاناة النزوح
من جهتها، لفتت المصوّرة الفلسطينية، فاطمة الزهراء شبير، التي حصدت المركز الأول في «ملف مصور»، إلى أنها قدّمت الصور التي التقطتها في تغطية حرب غزة، إذ عملت على تغطية الحرب مصورةً صحافيةً مدة 190 يوماً، إلى أن أجبرت على النزوح، وأشارت شبير إلى أنها تروي من صورها قصتها الشخصية قبل أن تروي قصص الناس، لأن الجميع يتعرضون للخطر نفسه في هذه الحرب، معتبرة أن المصور الصحافي يحمل الحقيقة بين يديه من خلال العدسة، ونوّهت بأن الصور التي اختارتها ضمن الملف توثّق الحرب، وأن الصورة في زمن الحرب تعد رسالة، لهذا لابد من مواجهة التحديات التي ترافق تصوير الحروب، مشيرة إلى أنها كمصورة أجبرت على النزوح، وكانت تواجه مشكلات الحرب من جهة، وكذلك كيفية حمل رسالتها من جهة أخرى، إذ يصعب على المصور أن يمارس حقه في التعبير حتى عن مشاعره في الحزن، لأن هذا التعبير قد يُفقده فرصة التقاط الحقيقة، وأكدت أنها خسرت والدها خلال الحرب، بعد أن تدهور وضعه الصحي بسبب عدم توافر العلاجات، معتبرة أن ما يعزّيها هو أنها تمارس عملها الذي كان والدها يحبه.
الكثير من الحركة
وحققت المصورة السعودية، يُمن بنت محمد المنلا، المركز الثاني في «المحور العام الملوّن»، ولفتت إلى أنها التقطت الصورة من أحد مهرجانات للخيل المغرب، وهو مهرجان تراثي تنظمه العشائر ويحمل قيمة اجتماعية وكثيراً من الصور الفنية التي تنتمي لجميع مدارس التصوير الفوتوغرافي، وأشارت المنلا إلى أنها التقطت صوراً تحمل الكثير من الحركة، خصوصاً أنها تبرز الخيول وإطلاق النار والفرسان، مشددة على أنها حرصت على إبراز التناغم بين الفرسان والخيول والنار، ما يعد أساسياً في هذا العرض، حيث إن فقدان أي عنصر قد تنتج عنه وفاة أحد الفرسان، ونوهت المنلا بأنها التقطت الصورة وهي على مسافة لا تزيد على مترين من النار، موضحة أن هذا العمل جعلها تنظر إلى تصوير الخيول على نحو مختلف، فباتت أكثر وعياً بما يناسب خبرتها، ولفتت إلى أن الجائزة تعدّ دعماً كبيراً لها، ووضع اسمها ضمن منصة «هيبا» هو إنجاز كبير، خصوصاً أنها اختارت تصوير الخيول الذي وصفته بالطريق غير المعبّد.
اللحظة الحاسمة
وأشار الفائز بالمركز الثالث في المحور العام الملوّن، أحمد عبدالله الحوسني، إلى أنه فاز بصورة لطفلة أنقذت في اللحظة الحاسمة من الخطر الذي كادت تتعرض له من الجَمَل، معتبراً أن الجائزة مهمة ويتنافس عليها المصوّرون من كل أنحاء العالم، وشدد على أنه بات أكثر بحثاً عن الموضوع في الصورة مع تقديمه بعفوية، لأن الناس ينجذبون إلى العفوية أكثر من الاحترافية، فالعفوية قادرة على إيصال الإحساس بالصورة، بعيداً عن طريقة التقاطها.
فيديو مصور
حصد المصوّر السويدي، نوربرت فون نيمان، المركز الثاني في مقاطع الفيديو القصيرة، ولفت إلى أنها المرة الأولى التي يعمل فيها على تصوير مقطع فيديو، كما أنها من المرات القليلة التي يشارك خلالها في مسابقة خاصة بالتصوير، ونوّه نيمان بأنه عمل على الفيديو في عام 2021، وهو عبارة عن توثيق لرحلته في غرينلاند التي تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي، إذ أبرز ما تحمله الطبيعة وتحدياتها، وخصوصاً لجهة الجبال الجليدية، واعتبر أن العصر الحالي هو عصر الفيديو، مشيراً إلى أن الفيديو يحمل وقعاً مختلفاً، وقد لا يكون مستمراً مثل ألق الصورة الذي يدوم لسنوات، وشدد على أن أبرز تحديات صناعة الفيديو يتمثّل في جمع المقاطع بإيقاع مثير للاهتمام والعين.