بجهود شخصية بحتة قررت الإماراتية عفراء المرر، في عام 2015 تغيير مساراتها المهنية، عبر افتتاح شركة متخصصة في إنتاج البرامج التلفزيونية والفيديوهات الإعلانية، رغبة منها في تحقيق قفزة نوعية في مسيرتها من جهة، ومساعدة زملائها في العمل على إيجاد فرصة جديدة لم تتوفر لهم من قبل، إلا أن الظروف حالت دون التحاقهم بالعمل معها، لكن ذلك لم يثنها عن مواصلة مشوار الإنجازات وصولاً إلى أحلامها التي ترى أن سر تحقيقها هو «التفكير خارج الصندوق».
ورفعت عفراء شعار التحدي مستندة إلى خبرتها في المجال ودراستها الأكاديمية وتخصصها في الإنتاج الإعلامي والعلاقات العامة، المجال الذي سعت إلى دراسته في كلية التقنية العليا في العاصمة أبوظبي، لتزاول بعضاً من تفاصيله في تجربة العمل ضمن فريق twofour54، المنطقة الإعلامية في أبوظبي التي اشتغلت فيها مساعدة منتج ومن ثم منتجة تلفزيونية، واصفة هذه التجربة بالقول: «عندما قررت افتتاح مشروعي الإبداعي الخاص، استقلت من (twofour54)، وانتقلت – بحكم حاجتي إلى دخل مادي ثابت يضمن لي استكمال الخطوات الأولى لشركتي الناشئة – للعمل في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، في الوقت الذي اعتمدت بالتوازي مع عملي، على تبني إنجاز مشروعات صغيرة في فترة نهاية الأسبوع، وصولاً إلى فوزي بإنتاج ثلاثة مشروعات تلفزيونية كبيرة ومهمة لصالح قناة (بينونة). وقتها اندفعت بثبات نحو قرار الاستقالة للتفرغ لمشروعاتي التي شكلت علامة فارقة في مسيرتي المهنية».
رؤية قيادية
وفي وصف الدوافع التي تقف وراء كل النجاحات التي حققتها منذ انطلاقها في مجال عالم ريادة الأعمال، أكدت عفراء المرر أنها مستندة على رؤيتها الثاقبة للمستقبل، وتخطيطها المحكم لخطواتها الذي تضيفه باستمرار إلى إيمانها العميق بقدرات فريقها الإبداعي المحترف، وحسن إدارتها لأفراده، ومن ثم مراهنتها – في أي مشروع جديد تدخله مع عملائها – على التواصل الفعال ومرونة التنفيذ والأهم «خصوصية» كل جهة تتعاقد معها، إضافة إلى حرصها على أدق التفاصيل وتقديم خدماتها وفق أعلى معايير الجودة الممكنة، مضيفة: «سعيدة بثقة الهيئات والمؤسسات الاتحادية على مستوى الدولة بكوكبة الخدمات الإبداعية التي تقدمها شركتنا في مجال إنتاج الفيديو والإعلانات المصورة والمتحركة، فضلاً عن إنتاج مختلف البرامج التلفزيونية والأعمال التوثيقية، وهذا أمر يتطلب الكثير من الحرص لضمان استمرارية الثقة المشتركة مستقبلاً».
مشروعات خلاقة
لم تتوقف طموحات عفراء المرر عند شركة الإنتاج الإبداعي، بل تعدتها إلى إنشاء شركة موسمية موازية متخصصة في مجال الهدايا التذكارية الفريدة والمشغولات اليدوية الخاصة، وذلك بعد اضطرارها في فترة الحجر الصحي، إلى التفكير بطرق مبتكرة، وتذكير الناس بضرورة أخذ اللقاحات المضادة للفيروس، قائلة: «انطلقت فكرة الشركة من تجربة تصميم سجادة باب منزل بطريقة مبتكرة نقشت عليها رسالة توعوية خاصة، تذكّرهم بضرورة أخذ اللقاح قبل التفكير في زيارة الأقارب والأحباب. وقد ساعدتني الظروف والصدف الجميلة وتداول عدد من مؤثري (السوشال ميديا) صور سجادتي، في وصولها إلى شرائح أوسع، ومن ثم بزغت فكرتي لتدفع المبيعات نحو ما يزيد على 500 قطعة خلال 10 أيام.
وقتها اندفعتُ بشجاعة للمضي قدماً في تقديم مزيد من أفكار الهدايا التذكارية (الخارجة عن الصندوق) التي حرصت من خلالها على عكس الهوية الإماراتية المتميزة للسياح وزوار الإمارات على وجه الخصوص».
مشروع سينمائي
وإلى جانب تميزها في مجالات إبداعية عدة، تطمح عفراء إلى تنفيذ مشروعها السينمائي الخاص، بعد تفرغها خلال السنوات الأربع الماضية لتجارب الإخراج وابتعادها عن الإنتاج الذي تتولاه فرق عمل الشركة، مؤكدة أن حلم الفيلم الروائي الطويل متوقف على الدعم المادي والفرصة الإنتاجية المناسبة: «أتمنى أن تتوافر لدينا في الإمارات، جهات إنتاجية داعمة لصناعة الأفلام وحركة السينما المحلية، لأنها في حاجة ماسة ليس فقط إلى الأفكار، وإنما إلى ميزانيات كبيرة وشركات استثمارية قادرة على تحمل النفقات العالية للأعمال، وتنشيط الساحة، واستحداث نوع من الحراك السينمائي الحقيقي على مستوى الدولة».
• «سعيدة بثقة الهيئات والمؤسسات الاتحادية على مستوى الدولة بالخدمات الإبداعية التي نقدمها».
• «أتمنى أن تتوافر لدينا جهات إنتاجية داعمة لصناعة الأفلام وحركة السينما المحلية».
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.
مرآة التراث والثقافة
حول تفاصيل مشروعها السينمائي الجديد الذي اشتركت في كتابة السيناريو الخاص به مع شخص آخر في عام 2012، أكدت عفراء المرر، أنه ينتمي إلى الأفلام الروائية الطويلة، ويتناول بأسلوب درامي اجتماعي فريد، تفاصيل الحياة في الإمارات عام 1950، مضيفة: «البيئة المحلية القديمة ستكون حاضرة بقوة في هذا الفيلم الذي يزخر بمفردات الثقافة والتراث الإنساني للمنطقة بطريقة لم يتابعها جمهور الفن السابع من قبل، سواء من ناحية الفكرة أو مضمون الفيلم الذي أتمنى أن تتاح لي فرصة تقديمه بالصورة الأفضل في أقرب وقت ممكن».
الدعم الأسري
لم تنس عفراء المرر الإشادة بالدعم غير المتناهي الذي تلقته من أسرتها، وخاصة زوجها الذي اعتبرته الداعم المعنوي الأول لها، ومن ثم والدها الذي شجعها منذ البداية على المضي قدماً في تحقيق أحلامها الإبداعية الرائدة، داعية في الوقت نفسه، الفتيات والنساء الإماراتيات إلى عدم التردد في خوض غمار المشروعات الخاصة، فـ«هناك الكثير من الأفكار والمشروعات الرائدة التي يمكن أن يكتب لها النجاح والاستمرارية في حال توفرت الإرادة والعزيمة»