تمثل الاستدامة فكرة رئيسة في أعمال الفنانة الإماراتية عفراء السويدي، التي تحرص على تنفيذ أعمالها بمواد صديقة للبيئة وخامات معادٍ تدويرها.
وبالتزامن مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 «عام الاستدامة»، تأمل السويدي إطلاق حملة بالتعاون مع جهات مختصة مثل «تدوير» لاستخدام الفن في التوعية بمفهوم الاستدامة، وتشجيع الكبار والصغار على إعادة تدوير مختلف الأشياء التي يتم استخدامها في الحياة اليومية، ما يسهم في الحفاظ على البيئة الطبيعية وصون مواردها.
أعمال زاهية
حولت السويدي أفكارها عن الاستدامة إلى أعمال فنية زاهية الألوان، حيث قامت بتنفيذها باستخدام مكعبات لعبة الليغو المعاد تدويرها بمشاركة أفراد من العائلة. وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أنها استلهمت هذه الفكرة من الأحاديث التي سمعتها خلال تجمعات عائلية، حيث كانت الأمهات تشكو انجذاب الأطفال للألعاب والأجهزة الرقمية على حساب الألعاب الأخرى التي تجاهلها الأطفال، واضطرت الأمهات لجمع هذه الألعاب وركنها أو التخلص منها في المهملات، ففكرت في الاستفادة منها وتحويلها إلى أعمال فنية مبهجة تعكس مفهوم الاستدامة وتكرسه في عقل المتلقي، خصوصاً من الأطفال والشباب، وتعرض هذه الأعمال في غاليري «آرت بووث» في فندق سنترو روتانا في أبوظبي.
أشكال عفوية
وأشارت السويدي إلى أنها قامت بجمع قطع الليغو على فترات، وفرزها وتصنيفها بناء على الشكل والنوع والخامة والألوان، لافتة إلى أن تصميم العمل والشكل النهائي الذي يخرج به يكون عفوياً دون تخطيط مسبق منها بعد أن جمعت عدداً مناسباً من القطع، معظمها من أطفال العائلة، «فهناك عمل يمكن أن يراه البعض بوابة أو (أرج) وقد يفسره البعض بتفسيرات أخرى، وحتى عندما أنفذ عملاً على شكل مقعد لا ألتزم بالشكل المعتاد، ولكن أختار حجماً وشكلاً وأبعاداً مغايرة للواقع للتعبير عن فكرةٍ ما».
خامات عدة
ولفتت الفنانة الشابة إلى ميلها للدمج بين عناصر وخامات مختلفة معاً لتقديم منتج نهائي مختلف يحمل وجوهاً عدة ويحتمل أكثر من رؤية أو تأويل، ما يشجع المتلقي على تكوين رؤيته الخاصة أو فهمه الخاص للعمل، حيث استخدمت في أعمال فنية سابقة أوراق المجلات وأوراقاً مختلفة قامت بجمعها واستخدمتها في تصنيع مجسمات بعد خلط هذه الأوراق معاً، وإضافة مادة لاصقة إليها، ما يجعلها جافة، كما تستخدم خامات أخرى مثل الشرائط اللاصقة والألوان لتكوين عمل فني، مضيفة: «اعتدت أن أجمع أشياء كثيرة وأحتفظ بها إلى أن تأتيني الفكرة المناسبة لتوظيف هذه الأشياء، وفقاً لعوامل عدة منها طبيعة هذه الأشياء، حتى عندما أبدأ في تنفيذ العمل تأتيني أفكار جديدة، فالأفكار تستدعي بعضها خلال العمل».
حرية التأويل
أشارت عفراء السويدي إلى أنها لا تسعى في المعارض التي تشارك بها إلى أن تفرض على المتلقي رؤيتها الخاصة للعمل أو تفسيرها له، لافتة إلى أنها ضد تقديم تفسير واضح ومحدد لمفهوم العمل الذي تقدمه والرسالة التي يحملها. وأضافت: «دوري أن أجسد ما لدي من أفكار في عمل فني، أما فهم وتأويل هذا العمل فمن الطبيعي أن يختلف من متلقٍّ لآخر، ومن حق المتلقي أن يضع تصوراته لمفهوم العمل الفني وله كل الحق في ذلك، وكثيراً ما أقتنص فرصة مشاركتي في المعارض للحديث مع الحضور لأفهم منهم تفسيراتهم وتأويلاتهم المختلفة للعمل الذي أقدمه، وإلى أي مدى وصلت إليهم الفكرة التي يحملها، وأحياناً أجدهم يفسرون العمل بطريقة بعيدة عن المقصود، لكنها تظل وجهة نظر تستحق التقدير».
• تأمل السويدي إطلاق حملة لاستخدام الفن في التوعية بمفهوم الاستدامة.
• تصميم العمل والشكل النهائي الذي يخرج به يكون عفوياً دون تخطيط مسبق.
• عفراء السويدي: «اعتدتُ أن أجمع أشياء كثيرة وأحتفظ بها إلى أن تأتيني الفكرة المناسبة لتوظيفها في عمل فني».