بمسرحية «عين عذبة» من تقديم مدرسة الراية للتعليم الثانوي، رفع الستار عن النسخة الثالثة من مهرجان دبي للمسرح المدرسي، أمس، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون، على مسرح مكتبة محمد بن راشد.
تشارك في هذه النسخة، التي تنظم بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، 10 مدارس من الحلقتين الثانية والثالثة، تقدم من خلال عروضها مجموعة من المواهب الناشئة التي تعمل «دبي للثقافة» على تأهيلها وتمكينها من طرح أفكارها بشكل مختلف على الخشبة.
عودة مهمة
وتحدثت مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي، فاطمة الجلاف، عن هذه الدورة لـ«الإمارات اليوم»، قائلة: «تشكل الدورة الثالثة انطلاقة جديدة للمسرح المدرسي، خصوصاً أن المهرجان واجه انقطاعاً خلال فترة كورونا، وكان هناك الكثير من التحديات الإدارية، ولكن عودته مهمة، نظراً لكشفه عن العديد من المواهب، ولاسيما أن بعض المواهب التي اكتشفت في الدورتين السابقتين، قد شاركت في مهرجان دبي لمسرح الشباب».
أما فيما يتعلق بالتحدي الذي واجه الطلاب مع ضيق الوقت، فنوهت بأن الإعلان عن المهرجان من قبل مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي أتى متأخراً، وتزامن مع الامتحانات المدرسية وعطلة عيد الفطر، موضحة بأنه سيتم في الدورات المقبلة الإعلان عن المشاركة قبل ستة أشهر من بدء المهرجان، كي يتاح للطلاب التحضير ليس فقط للتدريب على المسرح، بل أيضاً تحضير الملابس والإضاءة والموسيقى. وأشارت الجلاف إلى أنه لابد من تسليط الضوء أيضاً على المسرح الجامعي، لأن هناك فجوة
بين المسرح المدرسي ومسرح الشباب، مبينة أن المسرح الجامعي يُخرّج مخرجين ومؤلفين وممثلين ومتعلمين، يحملون الكثير من ثقافة المسرح. وأشادت بوجود منهج الدراما في المدارس الحكومية، والذي يعتبر من المواد الأساسية في التدريس، موضحة أنه حتى الصعوبات التي كانت موجودة مع قبول الأهالي مشاركة الطلاب في المسرح المدرسي، قد قلت. وأكدت أنه بعد الانتهاء من المهرجان واختيار الفائزين، وسيتوجه الطلاب للتنافس في المسرح الوطني، لأن كل إمارة ستختار ثلاثة أعمال عن الحلقات المدرسية الثلاث في مهرجاناتها المدرسية، وستتنافس في المسرح الوطني، مع وجود خطط لمشاركة العمل الفائز في الخارج.
معايير التحكيم
وحدد رئيس لجنة التحكيم، مرعي الحليان، لـ«الإمارات اليوم»، شروط التحكيم، بالقول: «لابد أن تخضع العروض المسرحية لمعايير المسرح المدرسي، وهو أن يكون المسرح تعليمياً تربوياً، لأن المسرح المدرسي يختلف عن مسرح الطفل المفتوح في آلية طرح الموضوعات». ونوه بأن اللجنة ستنظر في الموسيقى المستخدمة، وثقافة الطلاب، والديكور، وموضوع العمل نفسه، معتبراً أن أهم ما يقوم به المسرح المدرسي هو اكتشاف المواهب، كما أنه المكان الذي يُخرّج جمهوراً للمسرح، لأن الطالب الذي يمارس العمل المسرحي، وإن لم يعمل في المسرح مستقبلاً، فهو حتماً سيكون من الجمهور الجيد، فضلاً عن أن المسرح يصقل شخصية الطالب. ولفت إلى أنهم سيحكمون كل حلقة على نحو مستقل، وبالتالي سيكون هناك فائزون في كل مرحلة، متأسفاً على غياب الحلقة الأولى في هذه الدورة، وموضحاً أنه سيتم الحكم على الطلاب بشكل مستقل، فالممثل يقيم بعيداً عن العمل، ولا يحاكم بناء على الإخراج والنص. وشدد على أن الموضوعات المطروحة يجب أن تكون تربوية تعليمية، وبالتالي لا يمكنه قبول العروض التي تناقش قضايا وجودية كبيرة، بل يجب أن تناسب أعمار الطلاب.
عناصر المسرح
ومن جهته، أكد عضو لجنة التحكيم الفنان محمد سعيد السلطي، أن المهرجان يتيح للأطفال الخوض في كل عناصر المسرح، وليس بالضرورة التمثيل فحسب، ومنها الإضاءة والماكياج، كما أن العمل في المسرح المدرسي يصنف على أنه ورش عمل، فلابد من أن يفقه الطلاب آليات العمل المسرحي. ورأى أن وجود مختصين في هيئة التدريس مهم جداً، ويؤدي إلى بروز مواهب في كل المجالات، مشيداً بعودة التركيز على تدريس المسرح.
معاملة خاصة
وأكد عضو لجنة التحكيم حسن يوسف البلوشي، أن المسرح المدرسي يتطلب معاملة خاصة مع الطلاب، وبأنه يجب أن يطرح القضايا التي تعكس واقع أعمارهم، وليس عرض ما لا يتناسب مع الفئات العمرية. ورأى أن هناك حاجة للكوادر التي تمتلك الحضور، لأن الهم الأساسي للجنة التحكيم اكتشاف المواهب وصقلها. واعتبر أن الثقة التي تبنى عند الطلاب من خلال المسرح مهمة جداً، وتنعكس على الشخصية بشكل عام، وليس على مستقبلهم المسرحي فقط.
عروض اليوم الأول
افتتح المهرجان مع مسرحية «عين عذبة» لمدرسة الراية، وعرض أيضاً في اليوم الأول مسرحية «اللعبة» لمدرسة القيم، ومسرحية «الحجر الصغير» لمدرسة أم سقيم. وتحدثت مدرسة المسرح في مدرسة الراية للتعليم الثانوي، نسرين ردايدة، عن «عين عذبة»، وقالت: «المسرحية من تأليف غنام غنام، وقد تم العمل على إعداد النص ليتناسب مع البنات، وتقدم المسرحية موضوع التعاون بين أفراد البلد جميعاً، كما تسلط الضوء على أصحاب الهمم ودورهم الفعال في المجتمع». ولفتت إلى أن الألوان التي استخدمت في العمل ترمز إلى علم الإمارات الذي يدل على مفهوم الاتحاد والتعاون، مؤكدة أن أداء الطلبة كان جيداً بنسبة 70%، خصوصاً أن جائحة كورونا أثرت كثيراً في مادة المسرح، حيث تم تدريس المسرح عن بعد لمدة ثلاث سنوات. وأشارت إلى أن مسرح المدارس يكشف المواهب، ويعلم الطلاب الالتزام والانضباط ويصقل الشخصية، فهو أبو الفنون وأبو العلوم.