أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الإمارة تعزّ الكتاب وتقدر أهله، وتعلم أنه صانع الأجيال والأمم، مبشراً سموّه الأمة العربية بالمعجم التاريخي الذي اكتمل إنجازه، وكذلك البدء في مشروع جديد لا يقل أهمية عن المعجم التاريخي للغة العربية، وهو الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والأعلام.
جاء ذلك خلال افتتاح سموّه، أمس، فعاليات الدورة الـ43 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، الذي يقام تحت شعار «هكذا نبدأ»، حتى 17 الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
ورحب سموّه بالحضور الدولي الكبير في افتتاح المعرض قائلاً: «نرحب بكم في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ43، نشكر الضيوف من العلماء والمثقفين والأدباء وأصحاب دور النشر والإعلام على هذا الحضور المتميّز الذي يدل على أن هذه الأمة ستظل بخير ما دامت الثقافة بخير».
مع «خير جليس»
وأعرب سموّه عن سعادته بهذه المناسبة الكبيرة التي تحتفي بالكتاب على أعلى المستويات، وبأرقى ما يمكن ترجمته وإنتاجه من فعاليات متنوعة، وإنتاج نوعي غير مسبوق، تمثل في المعجم التاريخي للغة العربية، تعزيزاً لحب الكتاب، وارتباط الإمارة الباسمة به، والحرص على تحقيق أهدافه.
وقال سموّه: «نجتمع اليوم في مناسبة كريمة على قلوبنا جميعاً، وفيها فرحتان، الفرحة الأولى هي معرض الشارقة الدولي للكتاب، فالكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها وتطورها، ونحن في الشارقة نعزّ الكتاب ونجلّه ونقدّر أهله، ونعلم أنه صانع الأجيال والأمم، ونعلم أنه خير صاحب وخير رفيق… أما فرحتنا الثانية فهي اكتمال إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، هذا الإنجاز العلمي الكبير الذي حققه الله تعالى على أيدي فريق كبير من علماء الأمة، يفوق عددهم 700 بين كاتب ومحرر وخبير مراجع وإداري، وعاملين في الإخراج والطباعة، أقول لجميع الذين شاركوا في إنجاز هذا المشروع الثقافي الكبير: شكراً لكم».
الحلم تحقق
واستعرض صاحب السموّ حاكم الشارقة فكرة المعجم التاريخي للغة العربية، التي كانت حلماً تحقق للأمة العربية جمعاء، وقيادة سموّه لهذا المشروع الكبير في سنوات من الجهد والعلم والاجتهاد، لافتاً سموّه إلى ما يتضمنه من تراث لغوي وعلمي زاخر، وما يعقبه من مشروعات ثقافية أخرى تعطي اللغة العربية حقها كلغة عظيمة باقية.
وأوضح سموّه: «المعجم التاريخي للغة العربية كان حلماً يراودني منذ زمن بعيد، فأنا أعلم أن حفظ اللغة هو حفظ لأبنائها، وحفظ لتاريخها المجيد، وحفظ لآدابها وأصالتها وهويتها. لقد بذل آباؤنا، وأبناء العربية الكثير، عملوا في هذا المشروع على مدى سبع سنين متواصلة من التخطيط والترتيب والتنفيذ، جمعوا لنا اللغة العربية، وحفظوا لنا أشعار السابقين ودونوا قواعدها وكتبوا أخبارها، فجزاهم الله عنا خيراً، حتى اكتمل المعجم التاريخي اليوم في 127 مجلداً».
وتناول سموّه شمولية المعجم التاريخي للغة العربية وتكامله ودقة ما تضمنه، وعزم الشارقة على المضي قدماً في مشروعات الثقافة والمعرفة ونشرهما، قائلاً: «المعجم التاريخي للغة العربية هو الجمع الثاني للغة العربية، اجتهد القائمون على إنشائه على جمع اللغة، ألفاظها وأشعارها وشواهدها من تراثنا العربي الواسع، ابتداء من الشعر العربي الفصيح، مروراً بلغة القرآن الكريم والحديث الشريف، وصولاً إلى لغة الإعلام والصحافة والتواصل الاجتماعي. ولسنا نقول هذا الكلام لنتوقف أو نتراخى، بل إننا عازمون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مسيرة العلم، ونشر الثقافة العربية والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها».
وبارك صاحب السموّ حاكم الشارقة، في كلمته، صدور المعجم التاريخي للغة العربية، مبشراً بمشروع الموسوعة العربية التي بدأ العمل فيها لتضاف إلى مشروعات الشارقة الثقافية الكبرى في اللغة العربية وتاريخ الأمة وتراثها، وأضاف سموّه: «أبشّر الأمة العربية بمعجمها التاريخي، وأبشرها بأننا بدأنا في مشروع علمي عظيم، لا يقل أهمية عن المعجم التاريخي للغة العربية، وهو الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والأعلام. هذا المشروع الثقافي الكبير الذي سيعود بالأمة أيضاً إلى علومها وفنونها وآدابها، وإلى دراسة سير وتراجم كبار أعلامها من العلماء والفقهاء والمفسرين والفلاسفة والأدباء والشعراء وغيرهم الكثير، وهذا هو الربط الحقيقي بين حاضر الأمة وماضيها المجيد».
واختتم سموّه كلمته مخاطباً أهل الثقافة والعلم والمعرفة بتواصل المشروعات العلمية وبالمستقبل الزاهر للغة العربية: «أقول لأبنائي: المستقبل حافل بالمشاريع العلمية الكبرى، وإني تواق بأن مستقبل العربية واعد ومبارك وميمون بإذن الله، والعربية باقية ما بقيت الحياة، ومحفوظة بحفظ القرآن الكريم».
وكان في استقبال سموّه لدى وصوله سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب.
شخصية العام
وكرّم صاحب السموّ حاكم الشارقة، الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، كما كرّم رؤساء المجامع اللغوية العربية الذين أسهموا في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، ومنشورات القاسمي التي عملت على تنفيذ وطباعة وإخراج المجلدات كاملة، تقديراً لدورهم الجليل في هذا المشروع اللغوي العلمي الكبير.
وقصّ صاحب السموّ حاكم الشارقة شريط افتتاح «الشارقة للكتاب» ليتجول بعدها في أروقة المعرض، مستمعاً إلى شرح من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي حول ما يضمه المعرض، وما ينظمه من أنشطة وفعاليات، إضافة إلى أبرز الأجنحة والمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة.
المجلد رقم 127.. تم بحمد الله
وقّع صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، النسخة الأخيرة من المعجم التاريخي للغة العربية، وهو المجلد رقم 127، معلناً سموّه بذلك اكتمال هذا المشروع العربي الكبير.
وكتب سموّه على النسخة: «تم بحمد الله الانتهاء من مشروع المعجم التاريخي للغة العربية».
وانطلق حفل افتتاح الدورة الـ43 من «معرض الشارقة للكتاب» بعرض مرئي أبرز شعار المعرض: «هكذا نبدأ»، تناول أهمية القراءة، واستراتيجية إمارة الشارقة في الثقافة ونشر المعرفة، وتطور المشروعات الثقافية والعملية فيها، لتكون الإمارة علامة فارقة بين المدن الثقافية العالمية. كما تناول العرض أهمية الكتاب وأهدافه في التقريب بين ثقافات الشعوب.
ضيف الشرف
استهل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جولته في «معرض الشارقة الدولي للكتاب» بزيارة جناح المملكة المغربية، ضيف شرف المعرض لهذا العام، مستمعاً سموّه إلى شرح مفصل عمّا يقدمه الجناح في مشاركته المتميّزة لهذه الدورة، كما تعرف إلى أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها جناح المغرب، بمناسبة اختيارها ضيف شرف المعرض.
سلطان القاسمي:
نجتمع اليوم في مناسبة كريمة على قلوبنا جميعاً وفيها فرحتان: معرض الشارقة للكتاب، واكتمال المعجم التاريخي.
الكتاب هو سر نجاح الأمم وسر نهضتها وتطورها، ونحن في الشارقة نعز الكتاب ونُجِلّه ونقدر أهله.
. 700 شخص بين كاتب ومحرر وخبير مراجع وإداري وعاملين في الإخراج والطباعة، شاركوا في إنجاز المعجم.