أكد رئيس جمعية الموسيقيين الإماراتيين، الموسيقار إيهاب درويش، أن التحضير للجمعية التي أعلن إطلاقها، أمس، استغرق ما يقارب العامين من العمل والتحضير.
وقال في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم»، إنها الجمعية الأولى للموسيقيين، وتعنى بتوحيد صوت وكيان الموسيقيين. ولفت درويش إلى أن الجمعية غير ربحية ذات نفع عام، تحت إشراف دائرة تنمية المجتمع، وتم التحضير خلال العامين لكل متطلبات الجمعية، وكذلك اختيار الأعضاء، والأهداف المرجوة منها، موضحاً أن الأهداف الأساسية للجمعية هي تمكين الموسيقيين، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة، واكتشاف المواهب في دولة الإمارات.
تمكين الموسيقيين
ولفت رئيس الجمعية إلى أن تمكين الموسيقيين سيكون من خلال برامج تدريبية ودورات داخل
الدولة وخارجها، فضلاً عن دمج التعاون الموسيقي بين موسيقيين إماراتيين وموسيقيين عالميين، ما يتيح مد جسور التعاون وتوقيع اتفاقيات استراتيجية، سواء كان مع الشركاء الاستراتيجيين المحليين أو الخارجيين.
واعتبر أن اكتشاف المواهب سيكون جزءاً من مهام الجمعية، فضلاً عن خلق فرص لهم للعزف على المنصات المحلية والعالمية، ما يعني إيجاد «ريبرتوار» وبرامج موسيقية تُعزف من قبل موسيقيين إماراتيين، لتوحيد كل طاقات وجهود الموسيقيين في الإمارات، سواء كانوا عازفين أو مؤلفين أو موزعين أو منتجين، أو معلمي موسيقى وباحثين، وكذلك النقاد.
معايير احتراف
ونوه درويش بأن الجمعية ستعمل على تنمية مجتمع الموسيقيين الإماراتيين، ووضع وترسيخ معايير الاحتراف المهني لديهم، وتنمية مواهب الأجيال الناشئة، وتعزيز صناعة الموسيقى الإماراتية، والتعريف بها عالمياً. وأوضح أنه من أهم الملفات التي ستتعامل معها الجمعية، هي دعم الملكية الفكرية في الموسيقى من أجل حماية الموسيقى، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وستقدم الجمعية الاستشارات والدعم الفني، موضحاً أنه يجب أن يكون كل موسيقي على دراية بكل حقوقه ومسؤولياته. أما فيما يتعلق بالتدريب، فأشار درويش إلى وجود برامج تدريبية متخصصة بجميع المستويات في الموسيقى، فضلاً عن خلق فرص للتمكين، من خلال إيجاد برامج للجوائز والتكريمات التي تحفز العاملين في مجال الموسيقى، بحيث سيتم منح الجوائز في فئات متعددة، سواء المواهب الصاعدة أو المتمكنة ولفئات متعددة في مجال العزف. كما أنه سيكون هناك برامج مهمتها الأساسية دعم المواهب الصاعدة والشابة، وسيتم التعاون معهم في أولى إصداراتهم، كما سيتم فتح الباب للتعاون مع الأطفال أيضاً.
لغة ثقافية
ورأى درويش أن الموسيقى لغة ثقافية مهمة، ودولة الإمارات تركز عليها على نحو كبير جداً، وبالتالي فإن الجهات الداعمة ستكون كثيرة، كما أن فريق الجمعية والأعضاء المؤسسين الـ18 لهم من الخبرات ما يكفي لتمكين الجمعية من تحقيق الأهداف المرجوة بفضل تضافر جهود الجميع. وشدد درويش على أن الجمعية في المرحلة الأولى ستفتح أبوابها للإماراتيين لبناء قاعدة البيانات من مختلف إمارات الدولة، ومن ثم وفي المرحلة اللاحقة ستقوم بفتح الأبواب لجميع الجنسيات التي تعيش في الدول، لأن تبادل الخبرات والثقافات والمهارات سيرفع من الفائدة. ونوه بأن الموسيقى الإماراتية ستكون حاضرة في برنامج الجمعية، ولن تكون مقتصرة على الكلاسيكي فقط، بل سيتم العمل على الإماراتي والكلاسيكي، وكذلك الدمج بينهما للوصول بالموسيقى الإماراتية للعالمية.
الملكية الفكرية
أكد نائب رئيس مجلس الإدارة وأمين السر، طارق المنهالي، لـ«الإمارات اليوم»، أنه سيتسلم بشكل أساسي حماية حقوق الملكية الفكرية، سواء للعاملين في المجال الموسيقي أو حتى الأعضاء. وأشاد المنهالي بالقانون الإماراتي الذي يحمي كل الملكيات الفكرية الموسيقية، موضحاً أن بعض العاملين في المجال مسجلون مع شركات عالمية لحماية حقوقهم، وآخرون يعملون مع محامين، ولكن أعدادهم قليلة، وستتبنى الجمعية هذا الباب.
ولفت إلى أن دور الجمعية واسع جداً، وسيكون هناك حرص على تمكين المواهب الإماراتية في الغناء والعزف، إلى جانب توفير بيئة مناسبة لهم، ليتمكنوا من التسويق لأنفسهم، فالجمعية ستوجد حراكاً مختلفاً، من خلال برنامجها، ودعم الشركاء الاستراتيجيين.
واعتبر أن الجمعية ستكون بيئة متخصصة بالإبداع، لافتاً إلى أنه منذ بداياته كان يتمنى الحصول على التوجيه، وهذا ما سيعمل الأعضاء على تقديمه، فلكل عضو في الجمعية دوره في إنجاح أهدافها، وتوفير علاقات وشراكات استراتيجية مع العديد من الجهات التي تمد أياديها لمواطنيها وأبنائها من الموسيقيين.
ورأى المنهالي أن الموسيقي دائماً يطمح إلى ممارسة نشاطه ضمن مجموعة، لأن هذا بدوره يوجد له كثير من الفرص، مشيراً إلى أن الجمعية سترحب بكل زوارها بعد تحديد مقرها الرئيس في وقت قريب.
حلم طفولة
أما الملحنة المتخصصة في الأوركسترا والموسيقى التصويرية عضو مجلس الإدارة أمين الصندوق في الجمعية، إيمان الهاشمي، فلفتت إلى أن تأسيس الجمعية هو أحد أحلام الطفولة لديها، إذ كانت تتمنى وجود مجتمع للموسيقيين، لأنها تعتبر الموسيقى وطناً بحد ذاته، والجمعية حققت هذا الحلم. ورأت أن الجمعية ستوفر الدعم الفني والتوجيه وتضافر الجهود لتكون الإمارات سباقة في مجال الموسيقى، وخصوصاً بفتح المجال لوجود عازفين على آلات لم نعتد رؤية عازفين إماراتيين عليها، وذلك بهدف تكوين أوركسترا إماراتية حقيقية.
واعتبرت أنه من الضروري العمل على إنشاء أوركسترا إماراتية، وهذا يعني أنه لابد من إيجاد توجيه حقيقي للأطفال وأولياء الأمور، وكذلك التوجه إلى اختيار الآلات الموسيقية التي يحتاجها تكوين الأوركسترا، وتدريبهم من خمس إلى سبع سنوات، كي تكون الأوركسترا الإماراتية جاهزة.
ونوهت الهاشمي بأن اجتماع الموسيقيين في الجمعية هو الخطوة الأهم، وهذا الذي سيضمن تحقيق الأهداف الموضوعة، لاسيما أن الحلم بتأسيسها كان حلم جميع الأعضاء الموجودين فيها اليوم.
أعضاء الجمعية
أطلقت جمعية الموسيقيين الإماراتيين، جمعية غير ربحية ذات نفع عام، تحت إشراف دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، بهدف توحيد جهود وطاقات وقدرات موسيقيي الإمارات من مؤلفين وعازفين وموزعين ومنتجين ومعلمين وباحثين ونقاد موسيقيين. وتتكون الجمعية من 18 عضواً مؤسساً من الموسيقيين في مجالات فنية مختلفة، وتم اختيار تسعة أعضاء لمجلس إدارة الجمعية، يترأسها المؤلف الموسيقي إيهاب درويش، والأعضاء: طارق المنهالي وحمد الطائي وإيمان الهاشمي وعلي راشد وإلهام المرزوقي وصقر بن خالد القاسمي ومحمد الجهوري وطارش خميس الهاشمي.
تمكين الموسيقيين سيكون من خلال برامج تدريبية ودورات داخل الدولة وخارجها.
الجمعية غير ربحية ذات نفع عام، تحت إشراف دائرة تنمية المجتمع.
تمكين الموسيقيين، وإنشاء قاعدة بيانات موحدة، واكتشاف المواهب في دولة الإمارات.