ابتكر مؤلف بريطاني يدعى جو ميلين ما يعتقد أنه خطة لجعله حسن المزاج بشكل دائم وذلك مستعينا بأسلوب جراحة قديم يعرف باسم النقب.
وجوزيف ميلين بريطاني المولد ويبلغ من العمر 83 عاما الآن، نال شهرته بعد نشره كتاب «Bore Hole»، وهو كتاب مثير للجدل يقدم فيه خلاصة محاولاته الثلاث لحفر ثقب في جمجمته من أجل أن يكون منتشيًا بشكل دائم.
وكان ميلين عضوا نشطا في ثورة Swinging Sixties، التي كانت تشجع على تساهل قانوني بشأن تعاطي المهدئات ورافعات المزاج، حين كتب كتابه الشهير في عام 1970، لكن قصته كانت تنتشرعلى الإنترنت بانتظام لعقود.
وتسمى العملية القديمة لحفر الثقوب في الجمجمة بالنقب ويعتبرها الكثيرون أقدم عملية جراحية رأسية في العالم، وذلك بسبب العثور على جماجم منقبة في جميع القارات، علما أن بعض القبائل الأفريقية تؤديها حتى اليوم.
لكن ميزة جو ميلين هي إضافة لكونه ابن القرن الواحد والعشرين حيث تقدم الطب بشكل لا يقارن بعلوم الأولين التقديرية، هو أيضا واحد من الأشخاص القلائل في التاريخ (وربما الأول) الذين أجروا عمليات ثقب الجمجمة على نفسهم، ولغرض المتعة الحسية بشكل أساسي.
تعرف المؤلف الإنجليزي لأول مرة على عملية ثقب الجمجمة في عام 1965، من زميل يُدعى بارت هوجز، والذي يبدو أنه حاول ذلك أيضًا على نفسه. وفي البداية، بدت الفكرة غير معقولة، ولكن كما قال لـ VICE في عام 2016، يعتاد المرء على الأفكار بمرور الوقت.
يعتبر ميلين أن البشر يعانون من مشكلة في عظام الرأس يشرحها كالتالي «المشكلة هي انغلاق الجمجمة، والذي يحدث عندما نكبر بشكل كامل. قبل ذلك، تكون الجمجمة في لوحات منفصلة وهناك بعض الغطاء. فكر في الدماغ على أنه حلوى لزجة يمكن أن تتوسع وتنبض، ولكن بمجرد أن تغلق الجمجمة تمامًا حولها، لم يعد بإمكانها فعل ذلك. يتم قمع النبض ويمر الدم دون نبض. وهذا هو سبب رغبتنا جميعًا في الانتشاء. نريد أن نعود إلى تلك الحالة الشبابية حيث نمتلك المزيد من العفوية والمزيد من الإبداع والمزيد من الحياة».
ولذلك جرب ميلين لأول مرة عملية النقب الذاتي في عام 1967. كان مفلسا كما يقول في ذلك الوقت، ولم يكن قادرًا على تحمل تكلفة المثقاب الكهربائي، لذلك استخدم مثقبا يدويًا اشتراه من متجر أدوات جراحية. ووصف ميلين الإجراء وكأنه «محاولة فتح زجاجة من النبيذ من الداخل».
وانتهت المحاولة الأولى بفشل مؤلم، لكنه ظل مقتنعًا فأجرى محاولة أخرى بعد حوالي عام، وعلى الرغم من أنها سارت بشكل أفضل من المرة الأولى، إلا أنه لم يكن تمامًا راض عن الإجراء، مضيفًا أنه لم يزل ما يكفي من الجمجمة ليشعر بالرضا.
واستغرق الأمر بعض الوقت حتى حاول جو ميلين إجراء عملية النقب مرة أخرى، ولكن في عام 1970، في محاولته الثالثة والأخيرة، حقق أخيرًا ما كان قد قرره قبل 15 عامًا، «ولم يستغرق الأمر سوى نصف ساعة في المجموع، بما في ذلك التطهير بعد ذلك».
ويتذكر ميلين قائلاً: «كنت أشعر بشعور رائع لأنني فعلت ذلك، ولكن بعد ذلك لاحظت بعد حوالي ساعة أنني بدأت أشعر بالخفة، كأنما تم رفع بعض الوزن عني». «فعلت ذلك في المساء وذهبت إلى الفراش في الساعة 11 مساءً وأنا أشعر أنني بحالة جيدة، وما زلت أشعر بذلك عندما استيقظت في صباح اليوم التالي. ثم أدركت،»هذا هو. لقد فعلتها «
ويتطرق الكتاب الأسطوري لجوزيف ميلين إلى تفاصيل كثيرة حول كيفية حصوله على فكرة حفر ثقب في جمجمته وكيف شرع في القيام بذلك في جميع المحاولات الثلاث. يبدأ الكتاب فعليًا بعبارة»هذه هي قصة كيف قمت بحفر ثقب في رأسي لكي أبقى منتشيا بشكل دائم”. وقدم جو ميلين عدة محاضرات حول ما قام به، مؤكدا أن الإجراء الغريب والخطير يبقيه في حالة حضور ذهني وخفة مزاج بشكل دائم.