أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة ورئيسة مؤسسة كلمات، أن المؤسسة تواصل ترسيخ نموذجها القائم على النشر الميسّر، بوصفه أداة تمكين مستدامة لا تدخلاً مؤقتاً، مشددة على أن الاستثمار في المعرفة يمثل أحد أكثر أشكال الدعم عمقاً وتأثيراً في حياة الأطفال ومجتمعاتهم. هذا التأكيد جاء خلال رئاسة سموها اجتماع مجلس أمناء المؤسسة، مما يعكس التزامها الراسخ بتوسيع نطاق الوصول إلى النشر الميسر وتعزيز ثقافة القراءة لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم.
مؤسسة كلمات والنشر الميسر: استراتيجية تمكين مستدامة
ترى الشيخة بدور القاسمي أن النشر الميسر ليس مجرد مبادرة لتقديم الكتب، بل هو منظومة معرفية متكاملة. هذه المنظومة تعمل على إعادة بناء علاقة الطفل بالقراءة، بالتعليم، وبالحياة بشكل عام. فهي تفتح أمامه آفاقاً جديدة لفهم ذاته، واكتشاف العالم من حوله، وتزوّده بالأدوات الضرورية لتنمية استقلاليته وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة. تؤمن المؤسسة بأن الاستثمار في المعرفة هو الأساس لبناء مستقبل أفضل للأطفال ومجتمعاتهم، ولذلك تعمل بشكل دائم على تطوير البرامج والأدوات التي تدعم هذا الهدف.
إنجازات 2025: أثراً متزايداً في دعم الأطفال
حققت مؤسسة كلمات خلال عام 2025 أثراً بالغ الأهمية من خلال مبادرتها “تبنَّ مكتبة”. وصلت هذه المبادرة إلى 42 موقعاً حول العالم، وقدمت أكثر من 4600 كتاب باللغة العربية للأطفال. تم توزيع هذه الكتب على 46 مكتبة متنقلة في ثماني دول، مما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة لدعم الأطفال في البيئات الأكثر احتياجاً، وتوفير الكتب العربية للأطفال أينما كانوا.
التعاون المبتكر مع كانون وتعزيز الإتاحة المعرفية
لم تقتصر إنجازات المؤسسة على التوزيع المادي للكتب، بل امتدت لتشمل التعاون مع شركة كانون لإطلاق تجربة مبتكرة تتيح للأشخاص المكفوفين “الشعور بالصور.” تعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في مجال الإتاحة المعرفية، حيث تضمن حق هذه الفئة الغالية في الوصول إلى المحتوى الثقافي والمعرفي بنفس سهولة ويسر الوصول إليه من قبل المبصرين. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت المؤسسة المرحلة الأولى من الكتب الميسّرة الشاملة، وهي مبادرة تهدف إلى جعل الكتب أكثر سهولة في القراءة والفهم للأطفال من مختلف القدرات والاحتياجات.
مبادرة “تبنَّ مكتبة”: نحو استدامة أوسع
واصلت مبادرة “تبنَّ مكتبة” حضورها الإنساني القوي من خلال دعم الأطفال العرب في المستشفيات ومراكز العلاج. وشمل هذا الدعم أيضاً الأطفال الفلسطينيين عن طريق المدينة الإماراتية للخدمات الإنسانية، بالإضافة إلى مساندة الأطفال المحتاجين في المدارس الأهلية داخل دولة الإمارات. لم تتوقف المبادرة عند هذا الحد، بل قامت أيضاً بترميمه مكتبة قديمة في منطقة إفران بالمغرب، مما يدل على التزامها بإعادة إحياء الثقافة القرائية في المجتمعات المحلية.
علاوة على ذلك، أطلقت المؤسسة خط إنتاج فريد بالتعاون مع الفنان الفرنسي التونسي “إل سيد”، بهدف دعم مبادرة “تبنَّ مكتبة” وتعزيز استدامتها. يشكل هذا التعاون مثالاً رائداً على الربط بين الفنون الإبداعية والجهود الإنسانية، مما يساهم في توسيع قاعدة الداعمين للمبادرة وزيادة تأثيرها الإيجابي.
“أرى”: تمكين الأطفال المكفوفين وضعاف البصر
إدراكاً لأهمية تمكين جميع الأطفال، أطلقت مؤسسة كلمات مبادرة “أرى”، التي تهدف إلى تطوير القدرات المعرفية للأطفال المكفوفين وضعاف البصر في مجالي القراءة والكتابة. توفر هذه المبادرة مجموعة متنوعة من الكتب والمطبوعات بصيغ ميسّرة متعددة، بما في ذلك كتب “برايل”، والكتب المطبوعة بحروف كبيرة، والكتب الصوتية، والكتب الإلكترونية بصيغة EPUB3، مما يضمن وصولاً متكافئاً إلى أدوات المعرفة والمحتوى الثقافي. تعتبر هذه المبادرة تجسيداً حقيقياً لالتزام المؤسسة بتضمين الجميع في دائرة المعرفة، وتوفير فرص متساوية للتعلم والنمو.
حضور قوي ومشاركة فعالة في دعم المؤسسة
شارك في الاجتماع الذي ترأسته الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نخبة من أعضاء مجلس الأمناء، من بينهم الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، نائبة رئيسة المجلس، والشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، أمين الصندوق، وعدد من الشيوخ والمسؤولين وأعضاء المجلس، مثل الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، ونورة بنت محمد الكعبي، بالإضافة إلى الدكتورة محدثة الهاشمي، وأحمد بن ركاض العامري، وأحلام بلوكي، وفؤاد منصور شرف. إن هذا الحضور القوي يعكس اهتماماً كبيراً من القيادة والمجتمع بدعم جهود مؤسسة كلمات في نشر المعرفة وتمكين الأطفال.
ختاماً، تؤكد مؤسسة كلمات أن النشر الميسر يمثل ركيزة أساسية في استراتيجيتها الرامية إلى بناء جيل واعٍ ومثقف وقادر على مواجهة تحديات المستقبل. من خلال مبادراتها المتنوعة والتعاون المثمر مع مختلف الشركاء، تواصل المؤسسة جهودها الدؤوبة نحو تحقيق هذا الهدف النبيل، بما يضمن حق جميع الأطفال في الوصول إلى المعرفة والتعليم. يمكنكم أيضاً متابعة آخر أخبار المؤسسة والاطلاع على مبادراتها من خلال زيارة موقعها الإلكتروني الرسمي والمشاركة في فعالياته.
