أمسية تاريخية في أبوظبي: حسين الجسمي وكاظم الساهر يشعلان مسرح الاتحاد آرينا
شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي ليلة طربية لا تُنسى، حيث اجتمع النجمان الكبيران حسين الجسمي وكاظم الساهر في أمسية كاملة العدد على مسرح الاتحاد آرينا بجزيرة ياس. وقدّم الفنانان باقة من أروع أغانيهما التي تفاعل معها الجمهور بحماس كبير، مما جعل هذا الحفل علامة فارقة في سجلات الحفلات الغنائية في المنطقة. هذه أمسية طربية كانت بمثابة احتفال باللحن العربي الأصيل، وبتألق نجمين لطالما أثروا الساحة الفنية بأعمالهم الخالدة.
تفاصيل الحفل وتفاعل الجمهور
بدأت الأمسية بتألّق الفنان كاظم الساهر، الذي افتتح الحفل بمجموعة من أشهر أغانيه التي رافقت أجيالاً، مثل “عيد العشاق”، و”سلامتك من الآه”، و”ها حبيبي”، و”أحبك جداً”، و”على مودك”، بالإضافة إلى مقاطع من قصيدته المميزة “أنا وليلي” وأغنية “عيد وحب”. وقد عبّر الجمهور عن حبه وتقديره للساهر من خلال ترديد كلماته والتصفيق الحار.
بعد ذلك، صعد النجم حسين الجسمي إلى المسرح ليقدم فقرة غنائية مفعمة بالحيوية، حيث أطرب الحضور بأغاني مثل “6 الصبح”، و”بحر الشوق”، و”رعاك الله”، و”بالبنط العريض”، وغيرها من الأغاني التي تعكس أسلوبه الفريد. وقد حرص الجسمي على التواصل مع الجمهور وتبادل أطراف الحديث معهم، معبراً عن سعادته بتواجده في “عاصمة القلب”، كما وصف أبوظبي.
حسين الجسمي: عام 2025 بين الفرح والمسؤولية
خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق فقراته في الحفل، كشف الفنان حسين الجسمي عن تفاصيل شخصية تتعلق بعامه الماضي. وأكد أن عام 2025 كان عاماً استثنائياً مليئاً بالأحداث الهامة، وعلى رأسها استقبال ابنه “زايد”. وأضاف الجسمي أن الأبوة أضافت إلى حياته بعداً جديداً من الخوف والمسؤولية، لكنها في الوقت نفسه منحت حياته معنى أعمق.
كما تحدث الجسمي عن نجاح أغنيته “فستانك الأبيض”، مشيراً إلى أن سر هذا النجاح يكمن في الصدق والمحبة التي تحملها الأغنية. وأوضح أن الأغنية كانت بمثابة هدية لأصدقاء مقربين، لكنها سرعان ما لامست قلوب الكثيرين بفضل كلماتها الجميلة ولحنها المؤثر. وأشاد الجسمي بتنظيم الحفل، معتبراً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً كبيراً بالثقافة والفنون. هذه الحفلات الغنائية تعكس الوجه الحضاري للدولة.
كاظم الساهر: الشعر أساس الأغنية والجيل الجديد له ذوقه الخاص
من جانبه، أعرب الفنان كاظم الساهر عن تمنياته بأن يحمل العام الجديد الخير والسلام للجميع، وأن ينعم العالم العربي بالأمن والاستقرار. كما أكد على أهمية الشعر في الأغنية العربية، معتبراً أنه الأساس الذي تقوم عليه. وقال الساهر: “من دون الشعر، لن تستمر الأغنية”.
وفي سياق حديثه عن الأجيال الجديدة، نفى الساهر تراجع مستوى الشعر، مشيراً إلى أن الجيل الجديد يستمع إلى الأغاني، ولكنه يفضل أنواعاً مختلفة. وأضاف أنه من الضروري تقديم أعمال فنية بأساليب متنوعة لتلبية جميع الأذواق، مؤكداً أن هناك العديد من الأصوات المتميزة والملحنين الموهوبين الذين يثريون الساحة الفنية. وكشف الساهر عن إنجازه مؤخراً ألبوماً باللهجة العراقية، بالتعاون مع نخبة من الشعراء والملحنين المتميزين، وأشار إلى وجود أعمال أخرى بلهجات مختلفة سيتم الإعلان عنها في المستقبل القريب. هذا التنوع في الأعمال يعكس حرص الساهر على التواصل مع جمهوره المتنوع.
تأثير النجوم على المشهد الموسيقي العربي
تعتبر أمسيات غنائية كهذه فرصة لتعزيز مكانة الفن العربي الأصيل، ولإبراز دور النجوم في إلهام الأجيال القادمة. فكل من حسين الجسمي وكاظم الساهر يمثلان نموذجاً للفنان الملتزم الذي يقدم أعمالاً ذات قيمة فنية وأدبية عالية. كما أن تفاعل الجمهور الكبير مع أغانيهما يؤكد على استمرار هذا الفن في التأثير في قلوب وعقول الناس. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحفلات تساهم في تعزيز السياحة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتجعلها وجهة مفضلة لمحبي الموسيقى من جميع أنحاء العالم. النجاح الذي حققه هذا الحفل يعكس قوة الموسيقى العربية وقدرتها على جمع الناس من مختلف الخلفيات والثقافات.
خاتمة
لقد كانت أمسية تاريخية بكل المقاييس، جمعت بين الأصالة والمعاصرة، وبين الفرح والحنين. وقد أثبت النجمان حسين الجسمي وكاظم الساهر مرة أخرى أنهما من أبرز رموز الفن العربي، وأن أعمالهما ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال. نتمنى أن نشهد المزيد من هذه الأمسيات الطربية التي تثري حياتنا وتجمعنا على حب الفن والوطن. تابعوا أخبار الفنانين المفضلين لديكم وكونوا على اطلاع دائم بجديدهم، وشاركوا بآرائكم وتعليقاتكم حول هذه الأمسية الرائعة.
