يدق خبراء ناقوس الخطر بشأن ظاهرة خطيرة تسمى “التعفن على السرير”، بعدما أصبحت تحديا على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “تيك توك”، فما هي تلك الظاهرة؟ وهل يجب أن نقلق بشأنها؟.
خلال الأيام الماضية، نشر عدد من مستخدمي مواقع التواصل مقاطع فيديو صوروها لأنفسهم، جالسين على السرير مع هواتفهم المحمولة ووجبات خفيفة، وذلك لمدد طويلة، وأكثر من المعتاد للإنسان الطبيعي، وهو ما يكشف متخصصان في الطب النفسي لموقع “سكاي نيوز عربية”، ماذا يقود الإنسان إلى السقوط في هذا السلوك، وفرص النجاة منه.
ما هو “التعفن على السرير”؟
يفسّر استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، مفهوم “التعفن على السرير”، بأنه يتعلق بـ”الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية لفترات طويلة، مع إهمال الحياة المجتمعية”.
يرجع فرويز هذا السلوك إلى “الإدمان الإلكتروني”، الذي يدفع صاحبه لإهمال “الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، والبعد والانعزال عن المجتمع”؛ ما يقود لنتيجة واحدة هي “الفشل على كل الأصعدة”، ليعيش الإنسان أسير “العالم الافتراضي”.
استشاري الطب النفسي، الدكتور أحمد علام، يتفق مع زميله فرويز في تعريف هذا المفهوم، موضحا أن البعض يلجأ إلى “التعفن السريري” للهروب من مشكلات الحياة؛ ليستغرق في عالم التلفزيون والهاتف المحمول وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
لكن هذا الهروب الذي يعطي صاحبه إحساسا خادعا، ومؤقتا بالراحة، يضربه فيما بعد بمشكلات أخرى في الحياة، نفسية واجتماعية، منها إصابته بالاكتئاب الشديد، والخوف من الناس والمجتمع؛ ما يعطل حركته ومعاملاته في كل النواحي، حسب علام.
هل يوجد حل؟
ينصح فرويز من يجد في نفسه هذه الظاهرة، بالبعد عن كل وسائل التواصل الاجتماعي، على الأقل لمدة 3 أسابيع، وإن استدعى الأمر أن يتوجه إلى مصحة للعلاج، ليعود للحياة الطبيعية تحت إِشراف طبيب متخصص.
يلفت علام النظر إلى أنشطة أخرى يمكن أن يتوجه لها الإنسان المصاب بهذه الظاهرة لتشده بعيدا عن الانغماس فيها، مثل أن يمارس رياضة، يقرأ كتبا، يستمتع بأشياء مسلية خارج العالم الافتراضي الإلكتروني.