نعى الوسط الثقافي في الإمارات المؤرخ والكاتب بيتر هيلير الذي توفي مساء أمس الأحد في أبوظبي بعد صراع مع المرض، تاركا خلفه إرثا قيما في مجال التنقيب عن الآثار واكتشاف المواقع التاريخية في الدولة، إلى جانب مجموعة كبيرة من المؤلفات في موضوعات متعددة.
وكتب وزير الثقافة والشباب سالم بن خالد القاسمي، تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، قال فيها: “رحل عنا اليوم المؤرخ والباحث والكاتب الكبير بيتر هيلير الذي كرّس حياته مؤلفا في مواضيع البيئة والتراث الأثري الغني في الإمارات، أكثر من 50 سنة قضاها مستكشفا أبرز المواقع الأثرية المهمة في الدولة، وأهمها صير بني ياس. سيظل شغف بيتر وإخلاصه لهذه الأرض وأهلها يلهمنا لنكمل إرثه في حماية بيئتنا وآثارنا وحفظ تاريخنا العريق”.
ونعي المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، زكي نسيبة، الفقيد عبر حسابه على “تويتر” قائلا: “انتقل الى جوار ربه في مستشفى كليفلاند أبو ظبي بعد صراع مرير مع المرض الزميل الأخ بيتر هيلير المستشار الإعلامي والمواطن الاماراتي الذي عمل في مجال الاعلام والثقافة والاثار في دولة الامارات العربية المتحدة خلال عقود طويلة في خدمة الوطن. عرفته منذ سبعينات القرن الماضي كصديق مخلص واعلامي متميز وعالم اثار مجتهد وككاتب وباحث وارفع الى اسرته الكريمة أحر التعازي داعيا المولى ان يغمره بواسع رحمته وان يلهم ذويه الصبر والسلوان”.
ونعت وزيرة دولة نورة بنت محمد الكعبي الفقيد، مشيرة أن الإمارات فقدت مؤرخا مخضرما عاصر مسيرتها منذ السبعينيات، وترك علامة لا تمحى. معربة عن فخرها بمعرفته كصديق وكذلك مشاركته في العمل.
وكان بيتر هيلير قد قدم إلى أبوظبي في عام 1975، لتسجيل فيلم وثائقي عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فأحب الإمارات وعاش فيها لأكثر من 45 عاما، عمل خلالها صحفيا ومؤرخا ومستشارا في مجال النفط. كما قام بتأليف العديد من الكتب حول مواضيع تخص البيئة والتراث الأثري الغني في دولة الإمارات. كما كان لدى بيتر شغف كبير بعلم الآثار، وهو الشريك المؤسس ومدير هيئة المسح الأثري لجزر أبوظبي التي تمكنت من اكتشاف عدد من أبرز المواقع الأثرية المهمة في دولة الإمارات، الأمر الذي ساهم في الكشف عن الماضي المخفي. وشارك أيضاً في مشروع لإجراء عملية تنقيب عن الآثار في جزيرة صير بني ياس في موقع أثري لدير يبلغ عمره 1400 سنة ويعد أحد أقدم المكتشفات الأثرية المسيحية في المنطقة، والذي حظي باهتمام وتقدير عال على المستوى العالمي. ويتجلى تفاني بيتر وإخلاصه لهذه الأرض وأهلها، من خلال التزامه بحماية البيئة والتاريخ في هذه الدولة في الوقت الذي يشهد تقدماً وتطوراً سريعين، وتكريما لجهوده المخلصة تم منحه جائزة أبوظبي عام 2013.