رغم محاولاتهم المضنية، لا يستطيع البعض ممن يعانون من زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، التخلص من الكيلوغرامات غير المرغوب فيها لديهم. وعلى الرغم من أنهم ينتبهون جيداً لما يأكلونه، ويمارسون الرياضة بقدر أكبر، إلا أن ذلك لا يرجّح كفة الميزان لصالحهم.
ويعد ذلك أمراً محبطاً للغاية، لاسيما إذا كانت الدهون الزائدة في الجسم تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة، مثل مرض السكري، أو إلى تفاقمها. وإلى جانب اهتمامهم بتغيير نظام حياتهم، يمكنهم الآن اللجوء إلى استخدام أدوية جديدة مضادة للسمنة، يكون بعضها عن طريق الحقن الذاتي.
وتفيد الوكالة الأوروبية للأدوية، في وصفها بشأن تأثير أحد الأدوية المضادة للسمنة، بأنه ينظم الشهية ويزيد من الشعور بالشبع ويقلل من الشعور بالجوع.
وكان عدد من هذه الأدوية قد تسبب في إثارة ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الأخيرة، إذ يرجع ذلك جزئياً إلى أن العديد من المشاهير والشخصيات المؤثرة في المجتمع، قالوا إنهم فقدوا وزنهم من خلالها. وكان الملياردير الأميركي إيلون ماسك، قد قال في أواخر العام الماضي، رداً على تعليق على موقع تويتر بشأن فقدان وزنه، إنه تمكن من تحقيق ذلك عن طريق اللجوء للصيام والاستعانة بـ«ويجوفي».
والاسم العلمي للعقار هو «سيماجلوتايد»، وتصنعه شركة الأدوية الدنماركية المتعددة الجنسيات «نوفو نورديسك». وتمت الموافقة عليه في الولايات المتحدة تحت الاسم التجاري «أوزمبيك»، لعلاج البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني في 2017، ثم في الاتحاد الأوروبي في 2018. ويعمل العقار على خفض نسبة السكر والهيموغلوبين إيه 1 سي (الهيموغلوبين المغطى بالغلوكوز في خلايا الدم الحمراء) في الدم، بالاضافة إلى خفض المستويات التي تقلل من مضاعفات مرض السكري.
ونظراً لأن هناك عدداً متزايداً من غير المصابين بداء السكري في الولايات المتحدة، يحصلون على العقار من خلال أقلام حقن خاصة لفقدان الوزن، صار العقار موضوعاً ساخناً في أماكن أخرى أيضاً، كألمانيا على سبيل المثال.
من جانبه، يقول المتحدث باسم الجمعية الألمانية لعلوم الغدد الصماء الدكتور ستيفان بيترسين: «يسألني المزيد والمزيد من مرضاي بشأنه (العقار)».
وكانت قد تمت الموافقة على «ويجوفي»، وهو إصدار ذو جرعة أعلى من «أوزمبيك»، بالولايات المتحدة في 2021، كعلاج لإنقاص الوزن للبالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة (حيث يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر)، أو للبالغين الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل سيئ (حيث يكون مؤشر كتلة الجسم 27+) مع وجود إصابة واحدة على الأقل بأحد الأمراض ذات الصلة بزيادة الوزن، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. وفي مطلع 2022، وافق الاتحاد الأوروبي أيضاً على العقار من أجل فقدان الوزن والتحكم فيه. ومع ذلك، لايزال العقار غير متوافر في ألمانيا.
وتعد البيانات التي جمعت حتى الآن، إيجابية. وفي دراسة نُشرت في 2021 بمجلة «ذا نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين»، حصل 1961 بالغاً من غير المصابين بداء السكري، والذين يبلغ مؤشر كتلة جسمهم 30+ أو 27+، ومصابين بمرض واحد على الأقل مرتبط بزيادة الوزن، إما على عقار «سيماجلوتايد» تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً، أو على عقار وهمي «بلاسيبو» لمدة 68 أسبوعا، وهو مادة تُعطى للمريض بهدف علاجه، ولا يكون لها تأثير حقيقي في علاج المرض بعينه، لكن يتم بها إيهام المريض نفسياً بأن هذا العلاج الذي يتناوله يحمل الشفاء لمرضه.
ويضاف إلى ذلك نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية ونمط حياة أكثر نشاطاً. وفقدت المجموعة التي كانت تحصل على عقار «سيماجلوتايد» 9ر14% في المتوسط من وزن جسمها، بالمقارنة مع نسبة 4ر2% بين المجموعة الأخرى التي حصلت على العقار الوهمي.
يشار إلى أن «سيماجلوتايد» ليس هو العقار الوحيد الخاص بالتغلب على السمنة في الأسواق. ولكن الأدوية الأخرى، يجب أن يتم الخضوع لها من مرة إلى ثلاث مرات يومياً، بحسب الدراسة. وتقول الجمعية الألمانية لعلوم الغدد الصماء، إنه من بين جميع الأدوية المعتمدة حالياً من حيث مادتها الفعالة، يعد «سيماجلوتايد» الأكثر فعالية لإنقاص الوزن.
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو أمراً واعداً، يرى الخبراء أن هناك عقبات عملية بسببه ويحذرون من مخاطره وآثاره الجانبية، ومن الاستخدام «غير المعتمد وغير الخاضع للرقابة من جانب السلطات المسؤولة عن منح الترخيصات» بحسب الجمعية الألمانية لعلوم الغدد الصماء.
وبينما لايزال الحصول على عقار «ويجوفي» غير متاح، يلجأ بعض الذين يرغبون في إنقاص وزنهم بدلاً من ذلك إلى استخدام عقار «أوزمبيك» الذي لم يحصل على تصريح بعد.
ويقول الدكتور ستيفان بيترسين، إنه من أجل الحصول على تأثير عقار «ويجوفي»، يتعين على مستخدميه أن يحصلوا على جرعات من عقار «سيماجلوتايد» أعلى من تلك الموصى بها لعقار «أوزمبيك».
ومن الممكن أن تتراوح تكاليف العقار من نحو 80 إلى 200 يورو أسبوعياً (أي ما يتراوح بين 88 و219 دولاراً) بناء على الجرعة المتبعة.