تبدأ رحلة الحمل منذ لحظة الإخصاب، لكنّ الجسم لا يُظهر علاماته فورًا، بل تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا خلال الأيام أو الأسابيع الأولى. كثير من النساء يجدن صعوبة في التمييز بين أعراض الحمل المبكرة وأعراض الدورة الشهرية، خاصة أن بعضها متشابه إلى حد كبير. في هذا المقال سنشرح بالتفصيل أبرز العلامات التي قد تدل على الحمل، وكيف يمكنكِ التفرقة بينها وبين ما تشعرين به قبل نزول الدورة.
متى تبدأ أعراض الحمل في الظهور؟
تظهر أعراض الحمل الأولى عادة بعد حوالي أسبوع من حدوث التبويض والإخصاب، أي قبل موعد الدورة المتوقع بأيام قليلة. لكنّ هذا يختلف من امرأة لأخرى؛ فبعض النساء يشعرن بعلامات مبكرة جدًا، بينما قد لا تلاحظ أخريات أي تغيرات إلا بعد تأخر الدورة بعدة أيام.
أبرز أعراض الحمل الأولى
- تأخر الدورة الشهرية
أول وأوضح علامة للحمل هي غياب الدورة الشهرية في موعدها، فإذا كانت دورتكِ منتظمة وتأخرت أكثر من يومين أو ثلاثة، فهذا مؤشر يدفعكِ لإجراء اختبار الحمل. لكن يجب الحذر؛ فالتوتر أو تغيرات الوزن أو اضطراب الهرمونات يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تأخر الدورة دون وجود حمل.
- آلام الثدي وتغيراته
من العلامات المبكرة جدًا للحمل هي زيادة حساسية الثديين وانتفاخهما، فتشعرين وكأن الثدي أثقل من المعتاد، وقد يصبح ملمسه أكثر ليونة، مع ظهور عروق زرقاء واضحة أو اسمرار في الهالة المحيطة بالحلمة. السبب في ذلك هو ارتفاع هرموني الإستروجين والبروجسترون استعدادًا لتغذية الجنين.
أما في حالة الدورة الشهرية، فإن ألم الثدي غالبًا ما يختفي بمجرد نزولها، بينما في الحمل يستمر ويتطور مع الوقت.
- الغثيان الصباحي
الغثيان من أشهر علامات الحمل الأولى، ويحدث غالبًا في الصباح، لكنه قد يرافق المرأة في أي وقت من اليوم. يبدأ عادة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإخصاب، وقد يكون مصحوبًا بحساسية زائدة تجاه الروائح أو بعض الأطعمة. في المقابل، لا يُعتبر الغثيان عرضًا شائعًا قبل الدورة الشهرية، مما يجعله علامة فارقة للحمل.
- الإرهاق والرغبة في النوم
إذا وجدتِ نفسكِ تشعرين بتعب مفاجئ أو رغبة متكررة في النوم حتى بعد قسطٍ كافٍ من الراحة، فقد يكون السبب ارتفاع هرمون البروجسترون الذي يعمل على تهدئة العضلات وتهيئة الجسم للحمل. أما الإرهاق قبل الدورة عادة يكون أقل حدة ويزول مع بدء نزولها.
- التقلصات الخفيفة ونزول قطرات دم
بعض النساء يشعرن بتقلصات خفيفة في أسفل البطن تشبه تلك التي تسبق الدورة، وقد يرافقها نزول قطرات من الدم الوردي أو البني الفاتح تُعرف باسم “دم التعشيش”، وتحدث نتيجة انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم. أما تقلصات الدورة فهي عادة أقوى وتستمر حتى نزول الدم الفعلي.
- تغيرات في الشهية والمذاق
تلاحظ بعض النساء نفورًا مفاجئًا من أطعمة كنّ يحببنها من قبل، أو رغبة غريبة في تناول أنواع محددة من الأطعمة. كما قد يتغير المذاق في الفم ليصبح معدنيًا أو مرًا قليلًا. بينما قبل الدورة، تميل النساء أكثر إلى تناول الحلويات أو الأطعمة الدسمة نتيجة انخفاض مستوى السيروتونين، وليس بالضرورة تغيّر الطعم أو الحساسية تجاه الروائح.
- كثرة التبول
خلال الحمل المبكر، يزداد تدفق الدم إلى الكلى ويبدأ الرحم في الضغط على المثانة تدريجيًا، ما يؤدي إلى الحاجة المتكررة للتبول.
أما قبل الدورة، فغالبًا لا يحدث هذا العرض، إلا إذا كان بسبب احتباس السوائل المؤقت.
- تقلبات المزاج والبكاء المفاجئ
تسبب هرمونات الحمل تغيرات نفسية مفاجئة، فتشعر المرأة بمزيج من الفرح والخوف أو العصبية دون سبب واضح. وقد تبكي بسهولة من أبسط المواقف.
أما في مرحلة ما قبل الدورة، فتكون التقلبات المزاجية مؤقتة وتختفي بمجرد نزولها.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة الأساسية
تسجل بعض النساء ارتفاعًا بسيطًا في حرارة الجسم يستمر لأكثر من أسبوعين بعد التبويض، ويُعد هذا من العلامات غير المباشرة على حدوث الحمل. أما في الدورة، فإن الحرارة تعود إلى معدّلها الطبيعي قبل نزولها مباشرة.
- انتفاخ البطن والغازات
كل من الحمل والدورة يمكن أن يسببا شعورًا بالانتفاخ بسبب التغيرات الهرمونية، لكن في الحمل يستمر الانتفاخ لفترة أطول ويكون مصحوبًا بإمساك خفيف نتيجة بطء حركة الأمعاء.
متى يجب إجراء اختبار الحمل؟
إذا لاحظتِ تأخر الدورة لأكثر من ثلاثة أيام مع ظهور بعض الأعراض السابقة، يُفضل إجراء اختبار الحمل المنزلي باستخدام عينة البول صباحًا، حيث يكون تركيز هرمون الحمل في ذروته. وإذا كانت النتيجة سلبية واستمر التأخر، يمكنك تكرار الاختبار بعد يومين أو مراجعة الطبيب لإجراء تحليل دم أكثر دقة.
