يشهد العالم تحولاً رقمياً متسارعاً يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي والاستثماري، حيث أصبحت التكنولوجيا المحرك الأساسي للنمو والابتكار في مختلف القطاعات. وتشير التقارير إلى أن القيمة السوقية للأسواق المالية العالمية تجاوزت 120 تريليون دولار، مع تسجيل تداولات يومية في أسواق الفوركس تتخطى 7.5 تريليون دولار، مما يعكس الحجم الضخم لهذه السوق ودورها المحوري في الاقتصاد العالمي. كما أن الأسواق المالية التقليدية، مثل البورصات العالمية، تسجل تداولات شهرية تزيد عن 40 تريليون دولار، في حين أن قطاع الأصول الرقمية يشهد نمواً متسارعاً مع حجم تداول يومي يتجاوز 100 مليار دولار، مدفوعاً بارتفاع الطلب على العملات المشفرة والاستثمارات البديلة.
وقال علي حسن، الرئيس التنفيذي لشركة إيفست، خلال حفل سحور نظمته الشركة اخيرا بحضور مستثمرين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي: “كان العام 2024 أحد أبرز الأعوام للأسواق المالية والسلع خلال السنوات الأخيرة، إذ شهد تحقيق أرقام قياسية للعديد من المؤشرات وأسعارالأصول كان أبرزها المؤشرات الرئيسية في البورصة الأميركية، وأسعار الذهب، وعملة بتكوين المشفرة، وغيرها من المؤشرات والأسعار. وانعكست السخونة على مستوى الأحداث السياسية والعسكرية خلال العام على أداء الأسواق وكان أبرزها فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، إلى جانب تأثرها بعدة عوامل اقتصادية أخرى مثل السباق الحالي نحو خفض الفائدة في عدد من البنوك المركزية الكبرى”.
من جانبه، أكد وائل راشد، مدير التطوير في إيفست: “شهدت أسواق العملات المشفرة تراجعا كبيرا في الأسعار، حيث فقدت العديد من العملات الرقمية الكبرى جزءا من قيمتها. ويعود هذا التراجع إلى القلق المتزايد بين المستثمرين، الذين باتوا يتجنبون المخاطرة في ظل الاضطرابات التجارية العالمية المستمرة. وتزامن مع هذا التراجع في الأسعار، حدوث موجة بيع في السوق. ويرجع هذا إلى تصاعد الاضطرابات التجارية العالمية، خاصة مع استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ أجندته التجارية الحمائية ضد العديد من الدول، بما في ذلك الصين وكندا والمكسيك”.