شهدت أسواق تجارة التجزئة في الدولة أخيراً، مظاهر تنافسية لافتة بين منصات للتجارة الإلكترونية ومتاجر ومنافذ بيع تقليدية، عبر حملات تخفيضات موسّعة بين الجانبين، بشكل مواكب لفعالية يوم «العزاب» العالمي، أو ما أطلق عليه بعض المنافذ «يوم التسوق» المواكب لـ11 نوفمبر الجاري.
ورصدت «الإمارات اليوم» إطلاق بعض المنصات عروضاً للتخفيضات بشكل مبكر في الثامن من الشهر الجاري، وتستمر حتى اليوم (12 نوفمبر) في منصات إلكترونية، وحتى 15 نوفمبر في بعض المنافذ، فيما تراوحت نسب التخفيضات المعلنة بين 20 و70%.
وأشار مسؤولون ومختصون في قطاع تجارة التجزئة، إلى أن حملات التخفيضات الموسّعة التي تشهدها الأسواق المحلية، تؤشر إلى مدى حدة التنافسية بين المنصات الإلكترونية ومنافذ البيع التقليدية، ما ينعكس بشكل إيجابي على القطاع وعلى المستهلكين.
بدورهم، اعتبر مستهلكون أن عروض كلا الجانبين أتاحت بدائل متعددة للتسوق، خصوصاً مع تباين نسب التخفيضات ووصولها إلى 70% في بعض المتاجر.
وتفصيلاً، قال المستهلك، محمود علي، إنه لاحظ تخفيضات موسّعة طرحتها منصات التجارة الإلكترونية منذ يومين بشكل استباقي بمناسبة يوم «العزاب» الذي يواكب الـ11 نوفمبر على المستوى العالمي، قبل أن تطرح عدد من المتاجر والمنافذ عروضاً مماثلة بنسب تخفيضات تجاوز بعضها نسب التخفيضات المطروحة في المنصات، وهو ما يعد تغييراً غير مألوف في الأسواق.
وأضاف المستهلك، إبراهيم رضوان، أن ارتفاع التنافسية في الأسواق بين المنصات والمتاجر – التي أعلن بعضها عبر مواقعه الرسمية وصول التخفيضات إلى 70% – يتيح نسب تخفيضات متباينة وبدائل أكبر للتسوق خلال تلك الفترة.
وأوضح المستهلك، أحمد عبدالشافي، أن «العروض الموسعة المطروحة في الأسواق خلال الفترة الحالية – وبشكل غير مسبوق خلال يوم (العزاب)، والتي كانت تقتصر من قبل على تخفيضات محدودة على بعض المنصات – تعبر عن مدى التنافسية بين المنصات والمتاجر لاستقطاب المستهلكين وزيادة المبيعات، ما ينعكس بشكل إيجابي على المستهلكين في توفير بدائل وخيارات أكبر للتسوق».
من جهته، قال مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة في تعاونية الشارقة، فيصل خالد النابودة: «إن الأسواق تشهد مظاهر تنافسية موسّعة حالياً بين منصات التجارة الإلكترونية والمتاجر التقليدية لاستقطاب المستهلكين، عبر عروض التخفيضات الموسعة، ما جعل التعاونية تهتم بتنفيذ خطط تطويرية لمنصتها الإلكترونية لتشمل عدداً أكبر من السلع والعروض المواكبة لعروض التعاونية في المنافذ التقليدية، ما يتيح خيارات مواكبة لاحتياجات المستهلكين الذين يفضّلون أنماط التسوق عبر المنصات الإلكترونية»، لافتاً إلى أن «منصة التعاونية تتضمن حالياً نحو 200 ألف منتج في قطاعات مختلفة».
بدوره، أشار مسؤول تطوير الأعمال في إحدى منصات التجارة الإلكترونية، ريبال أولبيك، إلى أن «طرح التخفيضات خلال يوم (العزاب العالمي)، كان يقتصر خلال الأعوام السابقة على بعض منصات التجارة الإلكترونية سواء العاملة في الدولة أو خارجها، فيما تشهد الأسواق حالياً مظاهر موسّعة بين منصات التجارة الإلكترونية فيما بينها، مع دخول عدد من المتاجر التقليدية لطرح تخفيضات موسعة عبر منافذ بيعها، أو من خلال منصات التجارة الإلكترونية التابعة لها، وهو ما يؤشر إلى مدى ارتفاع التنافسية في أسواق تجارة التجزئة بشكل أكثر حدة، مقارنة بالفترات السابقة».
وأوضح أن «زيادة العروض التنافسية من الأمور الإيجابية التي سيكون لها مردود على زيادة زخم مبيعات قطاع تجارة التجزئة في الأسواق المحلية».
وأضاف مدير المبيعات في إحدى سلاسل تجارة التجزئة في دبي، محمد منصور، أن «عروض 11-11 نشطت الإقبال والمبيعات بنسب تتجاوز 40% في منافذ البيع، مع ارتفاع نسب العروض المطروحة في الأسواق، والتي شملت منافذ للبيع ومنصات للتجارة الإلكترونية»، لافتاً إلى أن «عدداً من المنافذ مددت فترات العروض لتستمر حتى منتصف الشهر، للاستفادة من التأثيرات الإيجابية للتخفيضات».
واعتبر خبير شؤون تجارة التجزئة رئيس شركة «البحر للاستشارات»، إبراهيم البحر، أن «أسواق التجزئة المحلية تشهد خلال الفترة الأخيرة ارتفاعاً في مظاهر التنافسية، وهو ما تجسد أخيراً في ارتفاع العروض المطروحة بين منصات التجارة الإلكترونية والمتاجر التقليدية»، مطالباً بضرورة التسوق الرشيد للمستهلكين، وعدم الانصياع لشعارات الإعلانات والبحث عن التنزيلات الأكثر جدوى في العروض المطروحة».